وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حزب الله داخل مساحة النكران والنفي

نشر بتاريخ: 20/05/2015 ( آخر تحديث: 20/05/2015 الساعة: 15:04 )
حزب الله داخل مساحة النكران والنفي
بيت لحم- معا - هناك في إسرائيل من يعتقد بأنها في وقت ما ستصل إلى وضع يطلقون عليه اسم "كرت العضوية" الذي يعني بأن كل عملية أو قصف تقع في لبنان أو سوريا وتنسب إلى إسرائيل سيقابلها رد من قبل حزب الله.

وسبق للامين العام لحزب الله حسن نصرالله أن أعلن عن ذلك بشكل واضح في شباط 2014 حين نسبت مصادر إعلامية إلى إسرائيل غارة جوية استهدفت منطقة "جنيتا" داخل الأراضي اللبنانية وألحقت الغارة إصابات في صفوف حزب الله وفعلا هاجم حزب الله قافلة عسكرية إسرائيلي في منطقة "هار دوف" أو مزارع شبعا ردا على ما نسب لإسرائيل من اغتيال لجهاد مغنية نجل عماد مغنية أهم قادة حزب الله العسكريين حسب تعبير "الون بن دافيد" المحلل العسكري لقناة العاشرة الإسرائيلية ومقدم مجلة "شيشي" الذي نشر مقالته في صحيفة "معاريف" العبرية تحت عنوان "حزب الله يعيش في مرحلة النكران".

يرتبط الرد على كل عملية منسوبة لإسرائيل بحجم الضجة الإعلامية التي يثيرها ولا يمكن مقارنة عملية تقع في وضح النهار ومصورة بعملية تقع ليلا دون تصوير ودون أن تلحق إصابات ما يسمح ببقاء السوريين واللبنانيين في مساحة النكران والنفي.

وحتى أن قرر حزب الله الرد على العملية التي نسبت السبت الماضي إلى إسرائيل فان هذا الرد لن يكون فوريا فمثل هذا الأمر بحاجة إلى إعداد والوقت وحزب الله ليس في عجلة من أمره وستكون مزارع شبعا او ما يعرف إسرائيلية باسم "هار دوف" المنطقة المفضلة بالنسبة له كون الحزب يشعر في هذه المنطقة بشرعية العمل ويعتقد بحقه المطلق لتنفيذ عمليات داخل هذه المنطقة او منطقة شمال الجولان المحتل وهو الجزء الوحيد من الحدود "السورية الإسرائيلية" الذي ما زال تحت سيطرة الجيش السوري وحزب الله.

سيجد الجيش الإسرائيلي خلال الفترة القريبة نفسه مضطرا لتخفيف تواجده في المنطقة الشمالية عموما ومنطقة "هار دوف" خصوصا حتى لا يشكل أهدافا جاهزة لحزب الله وسيتوقف عن تسيير القوافل الإدارية غير الضرورية مثل القافلة التي كانت هدفا لهجوم حزب الله الأخير مطلع هذا العام والامتناع عن كل عملية فاقعة وواضحة قد تشكل استفزازا ولهم وقد تستثيرهم.

المشكلة هي إن قوة الردع الإسرائيلية مقابل حزب الله قد تآكلت خلال العام الماضي فبات بعد عملية "الجرف الصامد" التي استهدفت غزة أكثر جرأة ولا يخشى العمل عبر الحدود وذلك بعد 8 سنوات من الصمت وعدم المبادرة لأي عملية ضد إسرائيل لكنه اليوم لا يخاف الاحتكاك مع إسرائيل فمن أطلق 6 صواريخ مضادة للدروع باتجاه قافلة "غفعاتي" كان يقصد قتل الكثير من الجنود ولا يخشى عواقب ذلك.

وهذا لا يعني ان حزب الله معني بالمواجهة بل على العكس فهو في وضع لا يتسمح له دخول مواجهة مع اسرائيل لكن الحزب يتجرأ مرة أخرى على السير على خط الهاوية ويرفع فرص تورط الطرفين في مواجهة لا يرغبان فيها اختتم "الون بن دافيد" مقالته.