|
شق طرق وتصاريح عمل تسهيلات أم فصل عنصري؟
نشر بتاريخ: 21/05/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
بيت لحم - معا - تعمل ما يسمى بكتيبة "يهودا والسامرة" والإدارة المدنية التابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلية هذه الأيام على إعداد سلسلة من الإجراءات الميدانية الهادفة "لتسهيل" حركة الفلسطينيين على شوارع الضفة الغربية المحتلة وذلك كجزء من سياسية "القيادة الوسطى" التابعة لجيش الاحتلال والمسؤولة عن احتلال الضفة الغربية الرامية إلى الفصل بين "المنظمات الإرهابية" والسكان الفلسطينيين والحفاظ على الوضع الأمني الهش السائد في الضفة الغربية حسب تعبير موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني الذي تناول النبأ اليوم الخميس نقلا عن ضابط رفيع في قوات الاحتلال.
ويعمل "لواء السامرة" على تسريع العمل في شق طريق جديد يربط قرية "كفر قدوم" شمال الضفة الغربية كبديل عن الشارع القديم الذي أغلقته قوات الاحتلال منذ سنوات بحجة إطلاله على بيوت مستوطنة "كيدوميم" القريبة ما اجبر حينه سكان القرية على الالتفاف لأكثر من نصف ساعة في السيارة حتى يصلوا مدينة نابلس وأدى إغلاق الطريق أيضا إلى تنظيم المظاهرة الأسبوعية التي تجري كل يوم جمعة في المكان تضامنا ودعما لسكان كفر قدوم. وبالتوازي مع هذه الإجراءات يقوم ما يسمى بـ "لواء يهودا" باعداد المدخل الشمالي لبلدة بني نعيم شرق الخليل المدخل الذي يربط البلدة بشارع رقم "60 " وتم إغلاقها منذ سنوات لأسباب "أمنية". وتزعم إسرائيل إن غالبية سكان الضفة الغربية يتمتعون بحرية حركة كاملة وان غالبية "الفحوصات الأمنية" تجري ضد الفلسطينيين في جنوب الضفة "يهود" خاصة بيت لحم والخليل الراغبين في التوجه شمالا عبر القدس الشرقية ومنها إلى رام الله وبالعكس. وحسب الادعاءات الإسرائيلية، فقد سمحت قوات الاحتلال لغالبية الفلسطينيين بالاستخدام الحر والسفر بمركباتهم الخاصة على المحاور والطرق الرئيسية والمركزية في الضفة الغربية، تلك المحاور والطرق التي يستخدمها المستوطنين أيضا مثل شارع رقم "60" وشارع رقم " 35 " كما لا يوجد أي مانع يحول دون وصول سكان "جنين" بسياراتهم الخاصة إلى حاجز الظاهرية جنوب الضفة لزيارة ذويهم مثلا في بئر السبع حسب ادعاء الضابط الإسرائيلية الرفيع. عمال فلسطينيون يرممون قواعد الاحتلال قرب رام الله ادعى الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت احرونوت" ان هذه الخطوات وسلسلة الإجراءات تهدف إلى الحفاظ على الحالة الأمنية الهشة في الضفة الغربية حتى "بثمن" غريب يتمثل برؤية عمال فلسطينيين من سكان منطقة رام الله يقومون بأعمال الترميم في القاعدة الرئيسية لكتيبة "يهودا والسامرة" ويتكرر هذا المنظر في عدة قواعد في أرجاء الضفة.
وفقا لضابط إسرائيلي رفيع تجتاز حاجز "ترقوميا" غرب الخليل يوميا ما بين 700-800 شاحنة محملة بالبضائع كما منحت الإدارة المدنية أكثر من 13 ألف تصريح عمل وأكثر من 4 تصريح دخول لإسرائيل صدرت لصالح تجار فلسطينيين من سكان مدينة الخليل التي تشهد انتعاشا اقتصاديا حسب تعبير "الضابط"، وادعى ذات الضابط ان حماس تواصل محاولة اقامة خلايا تابعة لها في الضفة الغربية. "سنحارب هذه الخلايا والتنظيمات على مدار الزمن والى جانب ذلك سنتخذ الكثير من الإجراءات الهادفة لمنع انفجار الوضع لان كل مشروع تجاري أو إقامة بناء في مناطق C يدفع الفلسطينيين قدما بالاتجاه الايجابي والتسهيلات المقدمة للسكان الفلسطينيين تنتج الهدوء الأمني وبشكل واضح، ونحن نلاحظ ذلك على مدى السنوات بما في ذلك تخفيض سن الدخول إلى إسرائيل دون تصاريح من 60- عاما إلى 55 عاما" قال الضابط الرفيع. وقال ضباط كبار في قيادة "كتيبة يهودا والسامرة" ان وقوع عمليات كبيرة لن تؤدي بالجيش الى اتخاذ قرارات بإغلاق الطرق الرئيسية في الضفة الغربية كما حدث بداية الانتفاضة الثانية لان هذه الخطوة ليست بالذكية، ليس فقط لانها تخلق حالة من الضغط على السكان الفلسطينيين بل لانها تقدم لمنفذ العملية خدمة مفادها ان كل السيارات المارة على هذه الطرق هي إسرائيلية يمكن استهدافها بالنار دون حاجة للتأكد من هوية الركاب. وفي المقابل نقل الموقع عن ضابط رفيع في الكتيبة المذكورة قوله " يكفي صليه رصاص واحدة باتجاه اليهود في الحرم الإبراهيمي على سبيل المثال لتعيدنا 10سنوات إلى الوراء". لكن يبدو أن الصورة الوردية التي رسمها الضابط الإسرائيلي لا تروق لمنظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية تحديدا، حيث أصدرت "جمعية حقوق المواطن" مؤخرا تقريرا تناولت فيه منظومة التخطيط التي تمييز ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية و "مرمرت" خلال السنوات الطويلة الماضية حياتهم وحولتها الى جحيم.
|