|
بلدية علار.. بصفر ديون
نشر بتاريخ: 26/05/2015 ( آخر تحديث: 26/05/2015 الساعة: 09:45 )
طولكرم - معا - تقع بلدة علار إلى الشمال من طولكرم، بلدية علار تعد من البلديات المستحدثة، حيث تم استحداثها عام 1996، ويقارب تعداد سكان البلدة 8000 الآلف نسمة. وكغيرها من البلديات والهيئات المحلية في فلسطين؛ فإن بلدية علار تراكمت عليها الديون تحديدا في قطاع الكهرباء؛ من العام 2000 وحتى 2009. واستطاعت بلدية علار التخلص من المديونية مؤخرا من خلال جدولتها مع الحكومة، حيث أنه من المتوقع أن تكون مديونيتها تساوي صفرا مع نهاية العام الجاري.
سبعة ملايين شيكل.. ويتحدث رئيس بلدية علار سفيان شديد لـ معا عن ديون بلديته؛ ومجهود القائمين على البلدية بالتعاون مع الحكومة لإنهاء الديون عبر جدولتها؛ قائلا: "منذ العام 2000 وحتى العام 2009 بلغت مديونيتنا وفقا للحكومة ما يقارب من سبعة ملايين شيكل، ومنذ ذلك الوقت عملنا في كافة الاتجاهات للجلوس مع الحكومة وجدولة الديون وتبيان ما علينا وما لنا". ويشير شديد إلى أن بلدية علار دخلت في حوارات مطولة مع الحكومة، وطالبتها أكثر من مرة للجلوس معها؛ ووضع حد لنزيف الديون، علما إلى أن البلدية بدأت بتسديد فواتيرها من الكهرباء بشكل شهري لشركة كهرباء القطرية الإسرائيلية في العام 2009. ويوضح رئيس بلدية علار شديد أن مساعي المجلس البلدي وصلت إلى طريق النجاح في العام 2012؛ بعد بدأ جلسات الحوار مع الحكومة لوضع جدولة تفضي إلى انهاء ملف الديون على البلدية. ويستمر شديد في حديثه لمعا؛ قائلا: "بالفعل خلال العام 2014؛ تم تقديم صور من فواتير الكهرباء باسم بلدية علار عن السنوات 2010- 2013، فتم إقرار أن مبلغ سبعة ملايين شيكل يتحمل جزء منه عناقيد القرى (صيدا وكفر راعي وفحمة والرامة والعطارة)، لتنزل مديونية بلدية علار من سبعة ملايين إلى ثلاثة ملايين وبعد تقاص مستحقات بلدية علار من حصة النقل على الطرق خلال العامين 2012 و2013 بإجمالي 294.478 ودفع بلدية علار ما يقارب من مليوني شيكل لخزينة الدولة، فإن الديون بدأت تنخفض رويدا رويدا". ويؤكد رئيس بلدية علار شديد أنه تم جدولة ما للبلدية من مستحقات فاتورة الكهرباء التي تستخدمها المقرات والمؤسسات الحكومية؛ لتصبح مديونية بلدية علار تقارب المليون شيكل. ويلمح شديد إلى أنه تبقى قضية الأراضي التابعة للبلدية والتي تبلغ قيمتها ما يقارب من مليون شيكل والمستخدمة من جانب المؤسسات العامة، وفي حال الانتهاء من هذه القضية ستكون بلدية علار أول بلدية بمديونية صفر. مواطنون ملتزمون وبلدية شفافة.. ويعتقد رئيس بلدية علار سفيان شديد أن هناك جملة أسباب في نجاح بلديته بالوصول إلى جدولة ديونها والتخلص منها؛ أهمها، التزام مواطني علار بدفع مستحقات الكهرباء والماء، وشفافية عمل البلدية في نشر تقاريرها المالية والإدارية عبر شبكات التواصل الاجتماعي. يقول شديد لمعا: "لدينا 1800 اشتراك كهرباء وماء من خلال الدفع المسبق، الذي تم التعامل به قبل عدة سنوات، إلا أننا فخورين أن 800 مشترك لا تقع عليهم استحقاقات سابقة، والمشتركون السابقون يتم تقسيط المستحقات المترتبة عليهم بشكل دوري، ونحن ملتزمون بقرار مجلس الوزراء التشجيعي للمشتركين في حال سداد جميعا المستحقات بإعطائهم 10% إضافية عند شحن الكهرباء والماء". ويلفت رئيس بلدية علار إلى أن البلدية تمنح في إطار مسؤوليتها الاجتماعية عدة عائلات في علار خصومات، مما جعل حالة تشاركية وارتياح من قبل المواطن تجاه البلدية، وهذا ما تطمح له البلدية. ويستطرد شديد في حديثه، قائلا: "في العام 2008 قمت بالتنسيق لاجتماع جماهيري، وقتها رفعت إحدى فواتير الكهرباء أمام المواطنين، وقلت لهم أن عدم سدادكم لفواتير الكهرباء تحديدا، سيجعلنا أمام فائدة شركة الكهرباء القطرية الإسرائيلية، فأهل وفقراء علار أولى بالأموال من أن تذهب الفائدة لشركات الاحتلال". وينوه رئيس بلدية علار سفيان شديد إلى أن البلدية تعتمد على مبدأ الوضوح والشفافية مع المواطن، مضيفا: "نقوم بعرض كل التقارير المالية والإدارية عبر شبكات التواصل الاجتماعي بشكل دوري؛ ليتسنى للمواطن الاطلاع عليها ومحاسبتنا في حال وجود تقصير". ويقول شديد لمعا: "تسمح لنا النظم والقوانين سداد 11 فاتورة كهرباء للشركة القطرية؛ إلا أننا وحفاظ على أموال المواطنين نقوم بسداد 12 فاتورة وقبل موعدها؛ كي لا نقع في حسابات الفائدة". المثالية طموح.. يتحدث رئيس بلدية علار سفيان شديد حول طموحات بلديته خلال السنوات القادمة؛ فالبلدية المثالية الخالية من الديون والمكتفية ذاتيا هي طموحات تحاول بلدية علار الوصول إليها. يقول شديد لمعا: "نحن نطمح لأن نكون البلدية المثالية في الشرق الأوسط، هذا الطموح انطلقنا به منذ اللحظة الأولى التي قررنا فيها التخلص من المديونية، بلديتنا الآن أمام مرحلة تاريخية، بلدية دون ديون ومشاريع كبيرة نقوم بها في كافة مناطق البلدة". ويعتقد رئيس بلدية علار أن على بلديته وكافة البلديات والمجالس القروية وبالتعاون مع الحكومة وضع هدف الاكتفاء الذاتي أمام نصب أعينهم، مضيفا: "نحن مؤسسة خدماتية ونجاحنا هو من منطلق أيماننا المطلق بالعمل المؤسساتي، نريد لبلديتنا أن تضحي نموذجا للبلدية المكتفية ذاتيا". ويصر شديد على أن الاكتفاء الذاتي أن حققته بلديته؛ فإنها ستعتمد على نفسها في تنفيذ مشاريعها؛ دون الحاجة للدول المانحة، مما يعزز من واقع القيادة السياسي في طريق بناء الدولة وتحقيق الاستقلال. مقابلة: إيهاب ضميري |