نشر بتاريخ: 27/05/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
أريحا - معا - عقدت كلية الزراعة بجامعة القدس المفتوحة، يوم الأربعاء مؤتمر "واقع الثروة الحيوانية والمراعي والإرشاد الزراعي في منطقة الأغوار"، وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة، والمشروع الإقليمي الدنماركي الزراعي، في فندق الواحة (الانتركونتال) في مدينة أريحا.
وافتتح المؤتمر الذي تولى عرافته إياد اشتية رئيس قسم متابعة شؤون الخريجين، بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم لمقرئ المسجد الأقصى عطا الله ناصر، ثم السلام الوطني الفلسطيني وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين.
وعقد المؤتمر بحضور محافظ أريحا والأغوار م. ماجد الفتياني، ووزير الزراعة المهندس شوقي العيسة، ونيافة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس، ورئيس مجلس الأمناء في جامعة القدس المفتوحة م. عدنان سمارة، ورئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو.
ودعا المشاركون إلى بناء استراتيجية وطنية مشتركة لتحقيق الأمن الغذائي في الأراضي الفلسطينية، تهدف إلى الحد من الاعتماد على الاستيراد، وزيادة الاستثمارات في القطاع الزراعي والحيواني وإنتاج الغذاء، وزيادة مخصصات البحث العلمي في مجال الأمن الغذائي والثروة الحيوانية، والإستفادة من التجارب الناجحة للدول الأخرى.
وطالب المشاركون بإنشاء صندوق تمويل صغار ومتوسطي المزارعين لمواجهة المخاطر وإطلاق المنح أو السلف الزراعية بدون فوائد، ضمن فترة زمنية طويلة التسديد، وتمكين صغار المزارعين، والتأكيد على حقهم في تنظيم أنفسهم في اتحادات وجمعيات ممثلة لهم.
وحث المؤتمرون الحكومة على استخدام سياسات لمواجهة ارتفاع الأسعار الغذائية وتصاعدها، مثل تخفيض رسوم الاستيراد والضرائب على الحيوانات الحية ومنتجاتها، وتقديم إعانات للمنتجين في حالة ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج.
ودعا المشاركون إلى زيادة الاستثمار في الماشية، ومزارع الأمهات، والاستزراع السمكي، من أجل التخفيف من الفجوة الغذائية في منتجاتها، وإلى تشجيع الاستثمار الخاص بالإنتاج الحيواني في الأراضي الفلسطينية، من خلال التركيز الإعلامي على نقاط القوة والفرص في مناخ الاستثمار في الثروة الحيوانية، وإلى إلغاء التبعية القائمة بين الاقتصاد الفلسطيني والإسرائيلي، من خلال إلغاء اتفاقية باريس الاقتصادية، وإلى توثيق الانتهاكات الإسرائيلية بحق الحيازات الزراعية، ورفع الدعاوى في المحاكم الدولية لمقاضاة الإحتلال.
ودعا المشاركون أيضاً إلى إنشاء بنك جيني، وعشبة نباتية لنباتات المراعي، والتوسع في استزراع المراعي والنباتات العلفية، واستغلال المياه الرمادية في استزراع المراعي، وتوضيح قانون المراعي والغابات وتطبيقه، وتوضيح الملكية وحق الرعي.
وشدد المشاركون على أهمية إدخال سلالات جديدة من الأغنام عالية الإنتاجية ومحسنة وراثياً، متأقلمة مع الظروف البيئية في المنطقة، وطالبوا بتنمية السلالات الموجودة في المنطقة وتطويرها، واتباع أسس التربية الحديثة من الإدارة المزرعية والسجلات، واتباع برامج الإنتخاب التي تشتمل على الإستبعاد والإحلال.
وشدد المشاركون على أهمية العمل على تنمية قطاع الأغنام من خلال دعم مشاريع تربية الأغنام داخل الحظائر، واعتماد طريقة التربية المكثفة والمغلقة بهدف زيادة إنتاج اللحوم والصوف.
وافتتح المؤتمر الفتياني، ونقل تحيات رئيس دولة فلسطين محمود عباس للحضور ولأسرة جامعة القدس المفتوحة، على الدور الكبير الذي تقوم به الجامعة لخدمة المجتمع.
واشار إلى أن الثروة الحيوانية في محافظة أريحا والأغوار تتعرض لتحديات كبيرة، أبرزها تحدي الإحتلال، لأن ما تواجهه محافظة أريحا والأغوار على امتدادها من قبل الإحتلال لا يقل ضراوة عما تواجهه مدينة القدس المحتلة.
وقال إن المحافظة تنفذ مهام وطنية ببرامج إغاثية لتعزيز صمود أبناء شعبنا بوجه عام، وفي الأغوار بوجه خاص، فهي حاضنة تربية الثروة الحيوانية في فلسطين، موجهاً التحية إلى كل المزارعين الصامدين على أرضهم لإفشال مخططات الإحتلال في الأغوار.
وقال إن فئة المزارعين والرعاة تتعرض لتحديات كبيرة، وعلينا جميعاً أن نقف أمام مسؤولياتنا لتعزيز الصمود والمحافظة على أرضنا، فلا يمكن لنا أن نتحدث عن مراع في فلسطين بعد أن تغلغلت المستوطنات في أراضينا، وأُعلن عن إغلاق مساحات شاسعة من تلك الأراضي بهدف تدمير أحد أهم مقومات الاقتصاد الوطني الفلسطيني، هي الزراعة والثروة الحيوانية.
وأشار الوزير شوقي العيسة، إلى أن عقد المؤتمر يساهم في تنمية الزراعة في فلسطين، وأن "القدس المفتوحة" تؤدي دوراً بارزاً في خدمة المجتمع وتحقيق النجاحات، ثم تمنى للجامعة التوفيق ومواصلة خدمة المواطن الفلسطيني في كل القطاعات.
وقال إن جهود "القدس المفتوحة" تساهم في تطوير القطاع الزراعي وتعزيزه برفده بالخريجين الزراعيين القادرين على خدمة القطاع وإيصال كل ما هو جديد، ومساهمتها في تنمية هذا القطاع من خلال المؤتمرات، ووزارة الزراعة سعيدة برعاية هذا المؤتمر وإنجاحه، عبر تمويله والمشاركة في لجنتيه التحضيرية والعلمية، ونحن على أتم الإستعداد للتنسيق مع "القدس المفتوحة" والجامعات الأخرى لتطوير الزراعة، فهي أساس حماية الأراضي من الاستيطان والمصادرة، وتحقيق الأمن الغذائي، وتوفير فرص عمل لـ (11%) من القوى العاملة، وتساهم بما يزيد عن (5%) من الناتج المحلي الإجمالي، وتشكل (21%) من الصادرات الفلسطينية، إضافة إلى مساهمتها في تحسين البيئة والمحافظة عليها وعلاقتها بالقطاعات الأخرى كمزود أساسي لقطاع الزراعة في فلسطين، فالمساحة الزراعية تبغ نحو (1.2) مليون دونماً (90% في الضفة الغربية، و10% في قطاع غزة)، وتبلغ مساحة المراعي أكثر من مليوني دونم، ولكن لا تتجاوز مساحة الرعي المتاحة أكثر من (600) ألف دونم بسبب الاحتلال.
وقال إن قطاع الثروة الحيوانية يعد من أهم القطاعات الزراعية، ويساهم بـ (46%) من دخل القطاع الزراعي، ويحتل قطاع الأغنام والمواشي النسبة الكبرى في هذا القطاع، وتفوق محافظة أريحا سائر محافظات الوطن في تربية المواشي والثروة الحيوانية.
وسعت وزارة الزراعة لتنفيذ شراكة مع جامعة القدس المفتوحة لعقد هذا المؤتمر العلمي في مجال الإرشاد والثروة الحيوانية، بهدف تعزيز التعاون بين الوزارة والجامعة، والتعريف بأهمية الإرشاد وطرقه وانعكاساته على القطاع الزراعي.
وقال المطران عطا الله حنا، إن مشاركته في هذا المؤتمر جاءت لنقل رسالة المدينة المقدسة التي يستهدفها الإحتلال إلى جانب الأغوار، لذا يجب مواصلة المقاومة والنضال لتعود المقدسات لأصحابها وترفع راية الحرية فوق كنائسها ومساجدها وأسوارها ومؤسساتها.
وأضاف حنا أن المسلمين والمسيحيين يقفون جنباً إلى جنب في الدفاع عن القدس والأغوار، وعلينا أن نحصن جبهتنا الداخلية بالوعي، ونعزز وحدتنا الداخلية، ونحافظ على مبدأ الإخاء الديني لنحرر فلسطين معاً ونستعيد مقدساتنا.
وقال سمارة إن منطقة الأغوار التي يستهدفها الإحتلال ستبقى سلة غذاء فلسطين، ونحن ندرك كفلسطينيين أنه لا يوجد أمام شعبنا سوى الصمود والتمسك بالأرض والبقاء عليها مهما قست الظروف.
وأن جامعة القدس المفتوحة ستبقى جامعة الوطن، فقد قدمت واجبها الأكاديمي ولا تزال، ولديها أكثر من 60 ألف طالب وطالبة، ولكنها رغم كل التحديات والمشكلات التي تعترض مسيرتها، لن تنسى واجبها الوطني اتجاه أبناء شعبها، ومؤتمر الزراعة اليوم خير دليل على ذلك، فهو الثالث الذي تعقده الجامعة بخصوص قطاع الزراعة لتعزيز صمود المزارع في أرضه.
وأكد يونس عمرو أن جامعة القدس المفتوحة هي جامعة الوطن، وكان الهدف الأول من إنشائها توفير التعليم لشرائح المجتمع عامة، فالجامعة لم تتوقف عند دورها الأكاديمي، بل شاركت شعبها همومه في كل القطاعات والأزمات، فشرعت ترتب مهرجانات ثقافية ومناسبية، ومؤتمرات علمية عابرة وأخرى دورية، ويأتي هذا المؤتمر (مؤتمر الزراعة الثالث) من المؤتمرات الدورية السنوية.
وقال إن شعبنا في الأغوار يعاني من مشكلات كبرى تتعلق بالرعي، وتربية المواشي، ومصادر المياه، واعتداءات الإحتلال، فالأرض تقاتل مع أصحابها، وصاحب الأرض هو الذي يفهم لغة حجرها ورملها وشجرها وثمرها، ومهما تقس عليه يحن عليها، فأهلنا البدو والرعاة يدركون تماماً أن هذه الأرض لهم، وأن الله سخرهم لها وسخرها لهم لنصرتها والدفاع عنها.
ولفت عمرو أنه لا يوجد شعب من الشعوب عبر التاريخ يقتلع الشجر والغراس من أرضها إلا شعب إسرائيل، ثم دعا الحكومة الفلسطينية إلى دعم صمود المزارعين في الأغوار قدر الإمكان من أجل تثبيتهم في أرضهم، خصوصاً في المناطق المصنفة "ج"، معرباً عن أمله بنجاح المؤتمر، شاكراً كل من ساهم في إنجاح المؤتمر، متمنياً أن يخرج بتوصيات تساهم في دعم صمود المزارعين بالأغوار.
وقال راتب أبو رحمة رئيس اللجنة التحضيرية، في كلمة اللجنة في المؤتمر، إن سياسة الإحتلال الرامية لتهويد الأغوار والمراعي الزراعية، ونقل السكان إلى تجمعات شرقي القدس قرب أبو ديس، لهو دليل على نهب ثروات المنطقة وسرقة أراضيها،ونحن في "القدس المفتوحة" نعتز بجامعتنا التي أصرت رئاستها على عقد المؤتمر في منقطة الأغوار للـتأكيد على أهمية هذه المنقطة، وسبق هذا المؤتمر مؤتمران: الأول في محافظة قلقيلية، فيما عقد الثاني في محافظة أريحا التي نعقد الثالث فيها اليوم.
وقال إن المؤتمر سيناقش ثلاثة محاور أساسية، هي: "واقع الثروة الحيوانية والمراعي في منطقة الأغوار"، و"الثروة الحيوانية والتنمية الزراعية المستدامة، ومساهمتها في تحقيق الأمن الغذائي"، و"واقع الارشاد الزراعي للثروة الحيوانية وآفاق الاستثمار في منطقة الأغوار".
وقدم شكره إلى كل من ساهم في الدعم المادي والمعنوي لإنجاح المؤتمر، وإلى الزملاء في "فرع أريحا"، وكلية الزراعة، وأعضاء اللجنتين التحضيرية والعلمية.
وفي ختام جلسة الإفتتاح، كرم ممولو المؤتمر، ثم عَرض مركزُ الإنتاج الفني، بالتعاون مع طلبة كلية الصحافة في جامعة القدس المفتوحة، فيلماً حول "قطاع الزراعة في فلسطين والإنتاج الحيواني" يظهر مشكلات العاملين في القطاع الزراعي.
تضمن المؤتمر مجموعة من المحاور: الأول كان حول "واقع الثروة الحيوانية والمراعي في منطقة الأغوار"، وترأس الجلسة زكريا السلاودة وكيل مساعد وزارة الزراعة، وتحدث خلال الجلسة شاهر حجة من جامعة القدس المفتوحة، عن واقع الثروة الحيوانية في منطقة الأغوار، كما تحدث عادل أبو عياش الخبير الزراعي في مجال المراعي عن "مسح النباتات الرعوية ذات القيمة الغذائية العالية في الضفة الغربية وتصنيفها"، ثم تحدث فتحي نعيرات وأنس السايح، من وزارة الزراعة الفلسطينية ومركز الأبحاث التطبيقية (أريج) حول "واقع تغذية الأغنام في منطقة الأغوار-قرية بردلة". وفي ختام المحور عرض م. سامر جبارين من المشروع الإنشائي العربي، تجربة زراعية ناجحة حول "الثروة السمكية في فلسطين والتحديات التي تواجهها".
أما المحور الثاني الذي عقد بعنوان: "الثروة الحيوانية والتنمية الزراعية المستدامة، ومساهمتها في تحقيق الأمن الغذائي" وترأس جلسته عدنان شقير، فقد تحدث فيه كل من:عبد الرحمن التميمي من جمعية الهيدرولوجيين الفلسطينيين حول تعزيز صمود التجمعات البدوية من خلال إعادة تسعير نظام التعرفة للمياه (دراسة حالة التجمعات البدوية في أريحا والمناطق الجنوبية للأغوار والسفوح الشرقية). كما تحدث إياد بدران من المركز الوطني للبحوث الزراعية في وزارة الزراعة، حول "المخلفات الزراعية والصناعية المتوافرة في فلسطين وطرق معاملتها"، كما تحدث كل من د. وائل القيسي، ود. روبين أبو غزالة، وم. جابر العمور، من مؤسسة المركز الوطني للبحوث الزراعية ومن مركز البيوتكنولوجي بجامعة بوليتكنيك فلسطين، عن "عزل البكتيريا المسببة لالتهابات الضرع عند الأغنام، وتحديد حساسية العزولات للمضادات الحيوية المستخدمة في المحافظات الشمالية". كما تحدث جهاد الإبراهيم من المركز الوطني للبحوث الزراعية، حول "تصميم وحدة استنبات متنقلة ومغلقة لاستنبات أنواع عديدة من الحبوب ودراسة جدواها الاقتصادية، وتحليل كافة مكونات العلف الأخضر في صناعة العصير الأخضر". وتخلل المحور الثاني عرض تجربة زراعية ناجحة حول "آفاق وتنمية قطاع الدواجن في فلسطين"، عرضها عثمان شحادة من شركة دواجن فلسطين.
وفي المحور الثالث الذي عقد بعنوان: "واقع الإرشاد الزراعي للثروة الحيوانية وآفاق الاستثمار في منطقة الأغوار"، الذي ترأسه عبد الغني حمدان، تحدث كل من:علائي البيطار من جامعة القدس المفتوحة حول "دور الإرشاد الزراعي في تنمية قطاع الأغنام وتطويره"، فيما قدم محمد عمر من الإغاثة الزراعية، "دراسة تحليلية لسلسلة القيمة في المنتجات اللبنية من الأغنام والماعز في الضفة الغربية والغور الشرقي والشمالي-مناطق ج"، وتحدث حجازي الدعاجنة من جامعة القدس المفتوحة عن "أثر المناخ على الثروة الحيوانية في منطقة الأغوار"، وأخيراً عرض أحمد الشعراوي من شركة الزراعيين العرب، تجربة زراعية ناجحة حول "إنتاج (الكمبوست) وكيفية تصنيعه في فلسطين".