|
الحمار الذي سيدفع الفاتورة ؟
نشر بتاريخ: 29/05/2015 ( آخر تحديث: 29/05/2015 الساعة: 16:40 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
بغض النظر عن التفاصيل والخلافات والاختلافات مهما كانت ، الا ان اليوم هو يوم تاريخي لفلسطين ... ومعظم المحللين رأوا ان محكمة الجنايات الدولية هي المعركة الاهم ، ولكنني ارى ان معركة الفيفا اهم من الجنايات الدولية واكثر صدقا . اذ تبدو اسرائيل كالعنزة الجرباء بين الامم ، ورغم ان تزامن مشاكل الفيفا الداخلية تشعّبت ودخل فيها مصالح دول عدة ، ورغم ان اصرار بلاتر على ترشيح نفسه مرة اخرى احرج عشاق كرة القدم ، الا ان الاهم اليوم هو فلسطين وحق اللاعبين في الوصول الى الملاعب ما يجعل اول معارك ميري ريجيف وزيرة الرياضة الاسرائيلية اليمينة المتطرفة هو طرد اسرائيل او تعليق عضوويتها في هذا المنظمة الدولية .
تكابر حكومة نتانياهو وتدّعي ان الامر عادي ولا اهمية له ، وهي تعلم ان مجرد فكرة معاقبة او محاسبة ، أو حتى معاتبة اسرائيل على خروقاتها لحقوق الفلسطينيين ، سيفتح صفحة جديدة في تاريخ الامم ، لان عصر اسرائيل " المارقة " التي تضرب بعرض الحائط كل قوانين الانسان وتعتمد على زعرنة الولايات المتحدة في حمايتها ، هذا العصر قد ولّى الى الابد . والان جاء دور فتح الدفاتر القديمة ودفع الفواتير والكمبيالات على كل الساحات ، ولا اعتقد ان خزائن تل ابيب ولا حتى خزائن واشنطن تكفي دفع هذه الفواتير لو كان هناك عدالة في التاريخ . وهذه المرة لا حجّة لاسرائيل وكندا معها ، لانه لا صواريخ غزة ولا استشهاديين الضفة ولا بنادق القوة 17 ، بل ان الفلسطينيين يحاربون اسرائيل بالقانون الدولي فقط ومن دون عنف ، لدرجة ان صحفيين وكتاب وقادة واعضاء كنيست من اسرائيل باتوا يدركون الامر وكتبوا حول ذلك ، وهم لا يصدّقون محاولة حكومة نتانياهو رد التهمة بان الملف سياسي بائسة ، فاسرائيل خسرت المعركة قبل ان تبدأ . وعلى نتانياهو وحكومته ان يستعدوا جيدا ، وبالذات الوزراء الأشدّ تطرفا مثل نفتالي بينيت وزئيف ايلكين واوري ارئيل وايلات شاكيد وميري ريجيف ، ان يستعدوا لدفع الفواتير . |