وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 30/05/2015 ( آخر تحديث: 30/05/2015 الساعة: 15:59 )
محطات من دورينا
بقلم : صادق الخضور
بعد أن ملأ موضوع التوجه للفيفا الدنيا وشغل الناس في تفاعل غير مسبوق محليا وعربيا ودوليا، وبعد ما أثاره قرار سحب الطلب والتوافق على تحقيق بعض المطالب بل معظمها، تباينت الرؤى، وأدلى كثر بدلوهم وفجأة صاروا ضليعين في التكتيك مع أن الأمور ببساطة لا تستحق كل هذا التشكيك في دوافع الإقدام عى سحب القرار.

ليس دفاعا بقدر ما هي رؤية واقعية، واحتكام لصوت المنطق، فوجود مؤشرات على أن القرار لن يحظى بالعدد المطلوب من الإسناد استوجبت تغيير المسار، ولعلّ نتائج التصويت على رئاسة الفيفا بعد ذلك تؤكد بما لا يدع مجالا للشك إلى أين كنا ذاهبين، وهو ما دفع اللواء الرجوب لتغيير الوجهة، وتحقيق مطالب معينة على اعتبار أن التوجه في الأساس كان أملا في تحقيق مطالب لا رغبة في ممارسة ما يمارسه الاحتلال علينا من شطب وتهميش، كما أن الخطوة تحمل معها دلالات بأنّا معنيون بالحياة لا بشيء غيرها.

لا أدافع لكنني أكتب من واقع ما تحصّل، ومن موقف جاء نتاجا لتدارك ما كان يمكن أن يحصل، وحالة الاهتمام التي لازمت الناس على مدار الأيام الماضية برهنت على أن الجهد المبذول كان جهدا خارقا، وهو ما استحق في النهاية أن يظل بمنأى عن إمكانية أن يغدو هباء منثورا.
ربط البعض بين ما جرى، وما يمكن أن يجري في محكمة الجنايات، وبلا شك، إذا اكتشفنا أن خيارنا سيكون محكوما بالفشل في أية مرحلة، فلماذا لا يكون هناك تغيير يحقق معظم المطالب؟ ونترك الشأن للسياسيين.

ما نعاني منه عندما يتم تداول الموضوع، كثرة المنتمين إلى دائرة" أبو العريّف" ، ممن لا يعرفون شيئا، والحالة التي اعترت الكثيرين من التشكيك كانت ستتواصل بل وبوتيرة أكبر في حال تواصل عرض القرار ومني بالفشل ليقولوا حينها: كانت هناك معرفة بالنتيجة، والاستمرار في المشروع كان عن قصد لإظهار فشل فلسطين.

لأول مرّة أشعر بأن الكتابة في الرياضة أكثر تعقيدا من الكتابة في السياسة، فكيف إذا كان الموضوع جامعا بين البعدين؟!

ولأول مرّة يصل التفاعل مع قضية ما ذروته محليا وعربيا ودوليا، ولأول مرّة تشهد عاصمة أوروبية زخم الحضور الفلسطيني، لكنها المرّة الألف التي نشهد فيها تشكيكا مبالغا فيه فيما جرى، دون أن نعرف حقيقة ما جرى، وهذه النمطية يجب أن تتوقف، بانتظار إيضاح ما يرتبط بالحدث من ملابسات وخفايا تناساها كثيرون وقد امتطوا صهوة صفحات الفيس بوك، وشطحوا في التفسير والتحليل، ولن أطيل، لكني واثق من أن قضية رياضيينا باتت في طليعة اهتمام العالم، وكل التقدير للواء الرجوب ولكل العاملين على هذا الملف ممن واصلوا العمل دون كلل أملا في انتزاع الحقوق.

الأمير علي.... كنّا نتمنى
كنّا نتمنى وصول الأمير علي لدفّة القيادة في الفيفا، فهو الشباب والطموح والعطاء، وهو بما جسدّه دوما من حضور فاعل في المشهد الكروي عربيا وآسيويا وعالميا يستحق الحظوة بمكانة مرموقة أي رئاسة الفيفا.
كنّا نتمنى وصول الأمير علي، لكن موقف الاتحاد الآسيوي كان غريبا ومستغربا، وعلى أيّة حال فإن ما جرى خطوة على طريق مواصلة وجود فرصة مسك الأمير زمام الأمور مستقبلا، فالأمل باق، والرجل يستحق عن جدارة أن يكون على رأس امبراطورية افيفا.

الأمير علي لم يكن خيار الأردن وحدها بل كان خيار كل الطامحين في مستقبل أفضل للفيفا، وفي واقع أفضل لكرة القدم، وفي وجود شخصية قادرة على إرساء دعائم النزاهة والفاعلية والعمل النوعي في الفيفا، كان خيار الدول الضليعة في كرة القدم،، وخيار الشباب، وخيار الكفاءات، وعدم وصوله للرئاسة لا يعني خسارة شخصية له بقدر ما يعني الخسارة لكل الآمال في أن يكون مستقبل الفيفا أفضل.

في النهاية، حجم التأييد الذي كان، ومواجهة باحت بأن هناك من يستطيع التواجد في قلب المحفل العالمي، وبأن الأردن التي نجحت في خوض الملحق المؤهل لكأس العالم قادرة على أن تجهعل إنجازاتها في كل مكان، في الميدان وخارج الميدان، وكل التوفيق للأمير علي مستقبلا.