وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الكتاب- من خير جليس إلى حبيس

نشر بتاريخ: 31/05/2015 ( آخر تحديث: 31/05/2015 الساعة: 18:26 )
الكتاب- من خير جليس إلى حبيس
الخليل- معا- في ظل التطور التكنولوجي والتقني الذي نعيشه اليوم، تراجع الإقبال على شراء الكتب المطبوعة، نتيجة لتوافر الكتب الإلكترونية المجانية على الشبكة العنكبوتية.

ولكن لا زال هناك إقبال نسبي على المكتبات المنتشرة في مختلف أرجاء الوطن، لشراء الكتب المطبوعة أو استعارتها، ولعل مكتبة دنديس في الخليل والتي تعتبر من أكبرها خير مثال على ذلك.

ذكر مدير المكتبة صفوان دنديس ان المكتبة شهدت منذ عام 1936 تاريخ عائلة عملت في هذا المجال لسنوات طوال, موضحا ان المكتبة تتنوع في محتوياتها ما بين كتب الأطفال بنسبة 30%، والكتب السياسية بنسبة 25%، والكتب الدينية بنسبة 35%، والكتب المنوعة بنسبة 7%، والكتب السياحية بنسبة 3%.
صورة 3 كتاب رياض الصالحين من أكثر الكتب الدينية مبيعاً.

وحول مدى اقبال المواطنين على المكتبة تراجع قبل سنوات وخصوصا على الكتب التي تتناول موضوعات الطبخ، وأما ما يتعلق بكتب السحر والشعوذة فقد تبين أن المكتبة لا تتعامل مع هذا النوع من الكتب رغم طلبها من وقت الى أخر، بينما يلاحظ إقبال كبير واهتمام بالكتب الدينية المتعلقة بتفسير الأحلام، في الوقت الذي تعتبر فيه كتب رياض الصالحين الأكثر مبيعا في المكتبة وبالعالم العربي بشكل عام.

الأم الاكثر اهتماما بشراء كتب الاطفال
أما بخصوص كتب الاطفال ذكر دنديس ان السيدات هن من يقمن بشراء كتب الاطفال اكثر من الرجال، فيما يُقبل الرجل على شراء الكتب الدينية أكثر من المرأة التي تفضل الروايات العاطفية، وإذا لم يكن هناك كتب مقررة للجامعة فإن الشباب يميلون لشراء الروايات العاطفية.

وتبين أن أعمار المقبلين على شراء الكتب من المكتبات تتراوح بين 20- 30 عاما ومعظمهم طلاب، وبأسعار معتدلة، كما تبين قيام المكتبة باستيراد الكتب من الأردن ، ولبنان ، ومصر ، وسوريا ، وبريطانيا ، والهند ، وأميركا ، بالإضافة للكتب الأجنبية المخصصة للأطفال ، والكتب المترجمة تشهد إقبالا كبيرا.

الاقبال على شراء الكتب يعود مجددا
وشهدت السنوات الخمس الأخيرة تحسنا كبيرا في الإقبال على شراء الكتب مع ملاحظة الفرق بين البيع بالجملة والمفرق، حيث تحتوي مكتبة دنديس على 50 ألف عنوان مابين المستورد والمنتج محليا ، كالكتب الدينية، والسياسية ، والروايات ، والكتب التعليمية للأطفال.

كما تحتوي على كتب نادرة عن تاريخ فلسطين والقدس، وما يميزها أنها تحتوي على التخصصات الأكثر عددا ومبيعا. كما لم يؤثر الوضع الاقتصادي على شراء الكتب، علما أن الأسعار تتفاوت بين المكاتب، حيث تراوحت أسعار الروايات التي تشهد إقبالا كبيرا من الناس بين 15 الى 60 شيكل، بوجود بعض الروايات المزورة التي تضر بالناشر.

القراءة عبارة عن "برستيج" بين صفوف الشباب
علق على الموضوع الاستاذ بلال عبدالله رئيس قسم المسرح في جامعة الخليل قائلا" لا يوجد اقبال على القراءة حتى بين صفوف طلاب الجامعه حيث تحتوي مكتبة جامعة الخليل على ما يقارب 60 الف كتاب رغم ذلك الطلاب لا يقبلون الا على الكتب الاكاديمية والمقررات الدراسية, موضحا ان القراءة بحد ذاتها تبدأ من المدرسة وهذا غير معمول به في مدارسنا للاسف, كما ان التكنولوجيا الحديثة والانترنت لعبت دورا كبيرا من خلال وجود ملخصات عن بعض الكتب, وهذا ما يتيعه جيل الشباب.

ومن ناحية ثانية لا يعرفون ماذا يقرءون المهم يثبت انه مطلع على بعض الكتب التي تلاقي رواجا عند المثقفين, لتصبح مجرد برستيج عند البعض, ونكتشف في النهاية ان الشباب يحفظون فقط عنوان الكتاب او الروايه وخصوصا ان الروايات التالية التي اصبحت موضة يجب على كل شخص ان يثبت للاخيرين انه مثقف وقارئ من خلالها كذاكرة جسد والاسود يليق بك وعابر سرير بالاضافة الى رواية فلتغفري.

لقمة العيش من أسباب التراجع عن القراءة
وقال خالد آغا موظف المبيعات في مكتبة دنديس والذي يعمل بها منذ 15 عاما "بشكل عام الإقبال يزيد على الكتب الجامعية والشعبية والروايات، والبعض يبحث عن الكتب الأقل سعرا، فالأسعار تلعب دورا كبيرا في اقتناء الكتب".

ورغم أن الشعب الفلسطيني يعتبر من الشعوب القارئة والمتعلمة في آن واحد،غيرأن المراقبين والمثقفين يؤكدون أنه لم يعد يهتم باقتناء الكتب، كما اشاروا تراجع ملحوظ في القراءة بسبب استغراق عامة المواطنين في البحث عن لقمة العيش وبسبب تطور الوسائل التكنولوجية مثل الانترنت الذي وفرمكتبات ضخمة مجانية عوضا عن الكتاب, رغم ان سعر كثير من الكتب في متناول الجميع وقد تكون بعضها اقل من سعر باكيت الدخان.
إعداد: سمر الدبس