نشر بتاريخ: 31/05/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
غزة - خاص معا - تعتبر قلعة "برقوق" في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة احد المعالم الأثرية ورمزا يمثل فخرا للأمة العربية والإسلامية وتؤكد مدى الرقي والازدهار الذي وصلت اليه الحضارة العربية والإسلامية على مدار التاريخ.
وفي هذا التقرير تضع معا بين يدي قرائها صورة جلية عن هذا الصرح العربي الاسلامي.
نشأتها
قال عبد الرحمن عزوم باحث في الشؤون التاريخية أن قلعة "برقوق" تم بناؤها في العصر المملوكي وتحديدا عام 1387م في عصر السلطان برقوق احد سلاطين العصر المملوكي وان الامير يونس بن عبد الله النوورزي اشرف على بنائها بايعاز من السلطان برقوق، والهدف منها كانت "استراحة" للتجار والمسافرين، ومركز يتوسط الطريق بين دمشق والقاهرة وكذلك للحماية من اللصوص وقطّاع الطرق.
ونوه إلى أن القلعة كان اسمها "خان الأمير يونس الداوادار" ولكن في العصر العثماني سكنها الجنود وأطلق عليها "قلعة برقوق".
معلوماتوأكد عزوم لـ معا أن قلعة "برقوق" تتوسط مدينة خان يونس وتبلغ مساحتها حوالي 16 دونما وتتألف من طابقين ومسجد، وتتخذ شكلا مربعا زواياه مدعّمة بأبراج دائرية.
واستطرد عزوم ان البوابة الرئيسية للقلعة تحتوي على باب مجوف وثلاث نوافد تحتوي كل منها على عتبة رخام مزودة برواسب كلسية بالإضافة الى نصوص عربية منقوشة وشعارات محفورة على الأحجار، وكذلك المسجد الذي يقع على يسار القلعة ومكون من طابقين، اما المئذنة فتقع على يمين بوابة القلعة حيث أن قاعدتها مربعة الشكل منقوش عليها زخارف عمرانية وبكلمات "الله ومحمد".
وأوضح انه بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح في نهاية العصر المملوكي فقد الطرق التجاري الذي يربط فلسطين بمصر أهميته وقام العثمانيون بتحويله إلى ثكنة عسكرية، وتعرضت قلعة برقوق للإهمال والدمار منذ زمن الأتراك فهي شبه مهدمة ولم يتبق منها سوء الجزء الامامي والمئذنة التي تم ترميهما حديثا.
وأشار إلى أن القلعة شهدت مجزرة عام 1956 ارتكبها جنود الاحتلال الاسرائيلي خلّفت عشرات الشهداء من اهالي خانيونس.
وقال الشيخ مازن الأغا احد سكان خانيونس ومهتم بالشؤون التاريخية ان المسجد الذي يتواجد داخل القلعة بقبته البيضاوية ومعظمها مدّمر على الرغم من انه يوجد منبر من الرخام البسيط لا يزال قائما، باعتباره يشكل أثرا من الآثار بمظهره الخلاب الى حد ما ولكنه في حالة خطيرة للغاية نتيجة سقوط جزء كبير من المسجد منذ وقت قصير.
وأضاف لـ معا انه كان هناك أشجار نخيل يبدو أنها سقطت حديثا نتيجة لعاصفة عنيفة، ومن هنا كانت عوامل الإنسان والطبيعة التي اجتمعت على خراب ودمار ذلك الأثر، بدون أن يفكر السكان في قيمتها.
الوضع الحالي
يقول الشيخ مازن الأغا ان القلعة الآن لم يتبق منها سوى السور الامامي والمئذنة التي تم ترميمها حديثا أما الجدار الخلفي من القلعة فقد دمر أو أزيل تماما.
وأفاد لـ معا أن القلعة مملوكة لعدة عائلات تمثل النسبة الأكبر لعائلة الأغا بالإضافة إلى عائلة الجبور والعبادلة وان ملكية هذه العائلات تعود للعهد العثماني ومن خلال وثائق ومستندات رسمية.
وأكد الأغا أن الجزء الغربي الشمالي من القلعة مملوكا لعائلة العبادلة والجزء الشمالي الشرقي لعائلة الجبور.