وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

القدس بعد فيصل الحسيني.. انتهاكات وكيان ضائع

نشر بتاريخ: 31/05/2015 ( آخر تحديث: 01/06/2015 الساعة: 06:41 )
القدس بعد فيصل الحسيني.. انتهاكات وكيان ضائع

القدس- معا - بغيابه تعددت المرجعيات والاتجاهات وبرحيله تعددت الهجمات والانتهاكات، لم تعد القدس كما كانت ولم يعد سكانها يشعرون بكيانهم دونه، الراحل فيصل الحسيني الذي غاب عن المشهد السياسي والاجتماعي المقدسي ترك فراغاً كبيراً لم يستطع أحد ملئه، كما ان بيت الشرق الذي كان بمثابة المقر والملجأ لكافة سكان المدينة أغلقته سلطات الاحتلال بعد رحيله بعدة أشهر.

أي مقدسي ممن عاصر الراحل فيصل يستطيع ان يذكر إنجازاته ومواقفه في صد الانتهاكات الاسرائيلية والهجمات الاستيطانية، اضافة الى المساعدات المادية والخدمات القانونية التي كان يمنحها بيت الشرق للمواطنين.

واليوم في ذكرى رحيله الـ14 يطالب المقدسيون بوضع القدس وقضايا المقدسيين المادية والاجتماعية على أعلى سلم أولويات القيادة، كما كان فيصل يتابع قضاياهم وأن تضع القيادة استراتيجية واضحة للحفاظ على صمودهم في المدينة.



وفي الذكرى ال14 لرحيل "أمير القدس" التقت وكالة معا مع عدد من المقربين منه، والذين شددوا على ضرورة ايجاد مرجعية توحد صفوف المقدسيين وتهتم بالمدينة كما كان الراحل الحسيني.

حاتم عبد القادر: القدس فقدت الهوية والعنوان
حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح قال في ذكرى رحيل فيصل الحسيني:" إن القدس بحاجة اليوم كثيرا لفيصل هو رحل عن المدينة في ظروف صعبة، وخلف بعده أعباء لم يستطيع أحد القيام بها حتى الآن، خاصة في هذه الظروف الصعبة والتصعيد الإسرائيلي الغير مسبوق في المدينة، إضافة الى عدم وجود مرجعية وطنية أو اهتمام كافٍ في المدينة على كافة الأصعدة ( الفلسطينية والعربية والإسلامية).

وأضاف عبد القادر:" لقد ترك فيصل فراغا كبيرا لم يستطع أحد ملئ ذلك الفراغ، وللأسف لا نجد الإرادة عند أي شخص للعمل بالقدس كما كان فيصل "أمير القدس" يعمل.

وأضاف عبد القادر :" في ذكرى رحيل فيصل سنذكر ما يعانيه أهالي القدس، وما تقوم به سلطات الاحتلال ضدهم من محاولات شرسة لفرض وقائع جديدة دون وجود حراك منظم يكون بالمستوى المطلوب وبحجم الاعتداءات الاسرائيلية."


وقال:"ان القدس فقدت الهوية والعنوان بعد رحيل فيصل، فيصل كان يشكل المرجعية السياسية في المدينة، وأوجد عنوانا واضحا لها وهو "بيت الشرق" وأرغم الدول الاوروبية على التعامل مع هذه المؤسسة كجسم سياسي تابع لمنظمة التحرير داخل القدس.

وفي ذكراه شدد عبد القادر على ضرورة اعادة النظر في إستراتيجية السلطة تجاه القدس على كافة الأصعدة (السياسية والاقتصادية والاجتماعية) ودعم صمود المقدسي لمواجهة إجراءات الاحتلال، وقال :"نريد اليوم رؤية وإستراتيجية ومرجعيات جديدة، وإعادة تقييم وموقف جديد وإعادة حساب الذات للقيادة الفلسطينية وقصورها في المدينة خلال السنوات الماضية وتبني رؤية جديدة للسنوات القادمة .. وليكون "دعم القدس" بشكل حقيقي وليس شعارا أو كلمات أو خطابات".

وأعرب عبد القادر عن أسفه لغياب الدعم الحقيقي واللازم للمقدسي مقابل الدعم الكبير الذي تقدمه حكومة الاحتلال للمستوطنين في القدس.
وأضاف عبد القادر:" لقد كان فيصل "أمير القدس" مصدر وحي وإلهام في المدينة ولسكانها للتصدي للإجراءات الإسرائيلية، فلو بقي فيصل والدعم الموجود لكان وضع المدينة مختلفا.. ولكن للأسف تعاني القدس اليوم من الإهمال الشديد، وفقدان فيصل كان له تداعياته وآثاره عليها.

ناصر قوس: القدس يتيمة بعد رحيل فيصل

ناصر قوس المرافق لفيصل الحسيني لمدة 11 عاما يقول في ذكرى رحيل امير القدس:"القدس يتيمة بعد رحيل فيصل الحسيني، لعدم وجود مرجعية محددة لها ولتعدد المرجعيات فيها، ورغم ذلك لا يوجد من يخدم المدينة كما كان يفعل الشهيد فيصل.

ويذكر قوس فيصل وخدمته للمدينة ويقول:" لقد كان المرحوم فيصل يدفع الأموال لدعم المقدسي ويبيع أراضيه لحماية أراضي المقدسيين، يعمل ليلا ونهارا لحماية المدينة لمساعدة السكان ولم يغلق بابه في أي يوم أمام أي مواطن، كان يقف بالمرصاد لكل الاعتداءات الاسرائيلية وكان أول من يقف لهم، وقد تعرض للضرب والاعتقال ومحاولة اغتيال.. ولم يتلقى راتبا مقابل ذلك بل كان عمله نابعا من وطنيته".

وأضاف قوس :"كان يحب ويعشق القدس..هدفه كان خدمة المدينة وسكانها وصولا الى تحريرها، وحتى اليوم لن نشهد قائدا مثله".
وقال ناصر قوس:" 14 عاما مرت على رحيل وغياب فيصل عن المدينة، وذلك أعاد القدس للوراء والسكان يشعرون بذلك وهناك استياء كبير لما يحصل في القدس بعد غيابه."

عبد القادر الحسيني: القدس لا تزال حزينة وتعاني

نجل الراحل فيصل الحسيني، عبد القادر قال في ذكرى رحيل والده:" لا تزال المدينة تعاني تحت الاحتلال ومؤسسات المدينة الرئيسية والتي كانت تشكل عنوانها الوطني لا تزال مغلقة، كان المرحوم فيصل يعمل جاهدا لدعم القدس ولربط العالم بهذه المدينة، كان هدفه أن تكون القدس هي الأولوية في كافة الظروف والأماكن".

وأضاف الحسيني :" ان الصورة اليوم في القدس حزينة ... بالذات "مركزية المدينة ومكانتها".. في ذكرى رحيل فيصل نستذكر أسلوب عمله واهتمامه الكبير في خوض معركة الرأي العام وتجمعيه لقضية فلسطين عامة والقدس بشكل خاص، ولا بد من العودة في ذكراه الى ادائه وطريقته ودعوته "لشراء زمن في القدس" فمن لا يستطع الوصول إليها عليه تقديم وإرسال الدعم لها ماديا أو معنويا او سياسيا... فالمهم هو الارتباط بالمدينة".

وقال الحسيني:" لن يكون معنى لفلسطين دون القدس، وأهمية فلسطين نابعة من وجود القدس في قلبها، فالقضية في القدس ليست فقط ( صمود وارض محتلة واستعادتها ... وليست مجرد محافظة أو مدينة .. بل يجب أن تكون القدس هي مركزية وأولوية وجوهر القضية، وفي ذكراه علينا بناء إستراتيجية واضحة في القدس".

وتحدث عبد القادر عن عشق والده لمدينة القدس وإصراره على العودة اليها رغم صعوبة الظروف والأوضاع وقال:"ولد والدي في وعاش طفولته في بغداد ومكة/ ثم انتقل الى القاهرة، وعاد لإكمال دراسته في بغداد ثم في سوريا، وكانت القدس حلمه وهدفه وكان يأتي للمدينة زائرا بين الحين والأخر، وفي عام 1967 عاد متسلسلا الى المدينة وحصل على الاقامة .. لم ينتظر اتفاقيات العودة انما واستقر فيها بإصراره وبنوع من المغامرة ."

مؤسسة "فيصل الحسيني"..

وبعد رحيل أمير القدس عن المدينة أراد نجله عبد القادر وابنته فدوى اكمال مسيرة والدهما واختارا بشكل خاص قضية التعليم في المدينة حيث تم تأسيس مؤسسة "فيصل الحسيني" وانشات المؤسسة وفاء لنضاله، وحرصا على استمرار عطائه، بعد أن اقترح عدد من المقربين منه داخل فلسطين وخارجها، إنشاء مؤسسة تحمل اسمه، وتعمل ما كان يعمله، وتحفظ تراثه الفكري والنضالي والسياسي، وسجلت المؤسسة في فلسطين عام 2001.

وأوضح الحسيني أن هدف المؤسسة هو بناء جيل مستقل ورؤية واضحة للتعليم تقوم بالبحث العلمي والإنتاج الأدبي وقال :"نريد جيلاً قادراً على أخذ قراراته القائمة على الحوار والبحث العلمي، ولا يكون جيل "التلقين".

ويقول :"أحدى اهتمامات المرحوم فيصل الحسيني هي "التعليم" وبناءً على دراسات أجريت في مؤسسة "بيت الشرق" أظهرت الحاجة الضرورية لدعم وتطوير قطاع التعليم، وتمكنا خلال السنوات الماضية من رفع مستوى التعليم وجلب الدعم لهذا القطاع".

تقريرر : ميسة ابو غزالة