|
مقاطعة اسرائيل شعبيا نجحت ، ومقاطعة اسرائيل رسميا أحرجتنا
نشر بتاريخ: 01/06/2015 ( آخر تحديث: 01/06/2015 الساعة: 21:31 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
هذه الايام ، تعتبر منظمة بي دي اس من اقوى المنظمات الداعية لتحرير فلسطين في العالم ، ولها صولات وجولات في جميع عواصم العالم تحرج اسرائيل وقادة الاحتلال وتجعل حياة الاحتلال جحيما ، يرفع نشطاؤها علم فلسطين في كل واد ويجبرون البنوك والشركات والكارتيلات على سحب الاموال والاستثمارات من دولة الاحتلال .
الفكرة ولدت في جنوب افريقيا ، فقد بدت جنوب افريقيا وفلسطين في السبعينيات والثمانينيات مثل توأم متشابه ، ناضلتا معا وقاتلتا معا ووقعتا اتفاقية سلام مع المستعمر في نفس الفترة تقريبا عام 1994 ، ولكن تجربة جنوب افريقيا فشلت تقريبا نجحت وتجربة السلام مع المستعمر في فلسطين تعثرت - ومنذ العام 2004 تعمل مؤسسات جنوب افريقيا على احياء اسبوع التضامن مع فلسطين قبل نحو شهر مضت جنوب افريقيا في مشروع مقاطعة اسرائيل بكل قوة ونجحت في ضم مؤسسات يهودية لها ، واقامت اسبوعا لهذه الغاية ، ويشمل الاسبوع 190 عملا تضامنيا ونشاطا رسميا وشبه رسمي وشعبوي وبمشاركة 82 مؤسسة مختلفة في جميع انحاء الجمهورية وبالاساس تدعو هذه الفعاليات الى مقاطعة اسرائيل وجامعاتها ومنتجاتها ، وهذه الفتاة مثلا تحرث الارض جيئة وذهابا لتكثيف مقاطعة اسرائيل وهي ناشطة في منظمة بي دي اس المناصرة لفلسطين . وحين كنا هناك ، كان يصيح القائد الثوري على المشرح بكلمة " أماندلا " فترد الحشود عليه بكلمة : أويتو " - كلمة أماندلا تعني القوة وكلمة أويتو تعني الشعب ويهتفون القوة للشعب والشعب قوة . عقب ما حدث في الفيفا ، استخلصت اسرائيل العبر ، وجاء في تقرير لوزارة خارجية اسرائيل ان الامر خطير ، وربما نجت اسرائيل هذه المرة من طردها من الفيفا لكنها ربما لن تنجو في مرة لاحقة ، وطالبت مساعدات مالية واستخبارية واعلامية كبيرة لكسر حملة المقاطعة ، والحقيقة ان اسرائيل يمكن ان تهدد السلطة الفلسطينية ، وان تهدد اي سلطة في العالم وان تهدد القادة والمسؤولين ، وان تهدد الانظمة العربية والحكومات ، وان تهدد منظمة الفيفا نفسها بأن تحطمها ، ويمكن للاستخبارات الاسرائيلية والامريكية ان تمسك مماسك على المسؤولين الدوليين فيها بالفساد والثروة غير المشروعة وتلوي ذراع اي مسؤول عالمي بطريقة " مخابراتية " . لكن اسرائيل لا يمكن ان تهدد الشعوب ، فالشعوب لا يمكن تهديدها ، لانها سيدة نفسها ، ولا سيدّ لها الا نفسها . |