|
حكومة الوفاق عام من الفشل والعراقيل
نشر بتاريخ: 02/06/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:01 )
غزة- معا - في مثل هذا اليوم من العام الماضي، أعلن بعد مخاض عسير، عن ولادة متعسرة لحكومة "التوافق الوطني" التي طال انتظارها، الحكومة جاءت بعد سلسلة طويلة من المشاورات واللقاءات في أكثر من عاصمة عربية (القاهرة، الدوحة، اليمن، السودان، لبنان، المغرب) وغيرها من البلدان التي استعدت لاستضافة الفرقاء (فتح، حماس) لإيجاد حل لمشكلة الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني.
وفي الوقت الذي ظهر فيه، إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، ورئيس الحكومة المقالة انذاك، إلى جانب عزام الأحمد رئيس وفد منظمة التحرير، وهم يلوحون بأيديهم، أمام عشرات الكاميرات التي جاءت لتغطية الحدث الأبرز، الذي استبشر الفلسطينيون فيه خيرا برغم المخاوف والتجارب السابقة لطرفي الانقسام. وفي هذا اليوم "الموعود" أعلن عن توقيع الاتفاق الذي نصت أهم بنوده، تشكيل حكومة "التوافق الوطني"وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن، لكن بعد انقضاء عام كامل من الإعلان لم يحدث تقدم في الملفات التي أعلن عنها، ليصبح الاتفاق مادة لتنظر بين المواطنين. لم تنجز أي مهمة اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي للحماس أكد أن امام حكومة التوافق فرصة لأخذ دورها من خلال الانطلاق من كونها تمثل كل أبناء الشعب الفلسطيني دون تمييز، وان تقف على مسافة واحدة من (الضفة الغربية وغزة) وان تتحمل مسؤولياتها الوطنية. وان تتحرر من الإرادة السياسية التي تكبل أياديها في العمل وتقف سدا منيعا امام انطلاقتها، فالتحرر من الارادة السياسية السلبية هى مدخل رئيسا لانجاز الحكومة لعملها على أكمل وجه. وأضاف هنية : "على الحكومة ان تنجح في المهمات الثلاث الرئيسية التي وردت ضمن اتفاق القاهرة، وهي مهمة إنهاء الحصار وانجاز ملف الأعمار، والعمل على توحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية في شقي الوطن، والتحضير لإجراء الانتخابات تشريعية ورئاسية والمجلس الوطني". وقال هنية، كنا نأمل أن يساهم تشكيل حكومة التوافق في فتح الخطوط وازالة العراقيل أمام إنهاء الانقسام كليا بما يعود بالنفع على الشعب الفلسطيني، وإطلاق روح المشاركة الوطنية في اتخاذ القرار والإدارة والسياسة، وان تتحمل حكومة "التوافق" مسؤولياتها الكاملة عن غزة ومعاناتها كما في الضفة الغربية. فتح متمسكون بالتوافق الواقع الصعب لحكومة التوافق والذي يصفه الكثيرون بالفشل الذريع يرجع مصدرة لأسباب تتعلق بسلوك وطريقة عمل الشركاء فى الحكومة، فحركة فتح من جانبها حملت حركة حماس مسؤولية فشل عمل الحكومة كونها منعتها من العمل بشكل واضح او التواجد في غزة وممارسة مهامها على اكمل وجه. وقال الدكتور فايز ابو عيطة إن حكومة التوافق الوطني جاءت لثمرة جهودا كبيرة لرأب الصدع بين (فتح وحماس) لإنهاء الانقسام، ونحن في فتح متمسكون بحكومة التوافق الوطني باعتبارها تمثل الوحدة السياسية على طريق الوحدة الجغرافية بين شقي الوطن. وأكد ابو عيطة ان المطلوب من حركة حماس تمكين حكومة التوافق من العمل في غزة حتى يمكن للجميع تقيمهما والحكم عليها، ومسألتها ومحاسبتها ومعرفة اين أصابت وأين أخطأت؟ اما في ظل الصعوبات التي تواجهها الحكومة في غزة فلا يمكن لأحد آن يطلق تقيما حقيقيا وواقعيا لعمل الحكومة ، دون تمكينها فعليا من أداء مهامها. حكومة ضعيفة وحماس تعرقل. وأكد طلال ابو ظريفة القيادي بالجبهة الديمقراطية ان عدم امتلاك كلاً من فتح وحماس للإرادة السياسية وكذلك التشبث بالمصالح الفئوية والتأثر بالضغوط والرهانات الإقليمية والدولية، هو السبب الرئيسي في فشل حكومة التوافق، والذي كان من المفترض ان يدعم ويمكن الطرفين الحكومة في اداء في ظل ما تواجهه الحالة الفلسطينية من تحديات كبرى تضعها حكومة نتنياهو، بتطرفها ورفضها للدولة الفلسطينية وللحد الأدنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية، وتقديم إغراءات وهمية بهدف تحويل الانقسام إلى انفصال غزة عن الضفة وضرب المشروع الوطني الفلسطيني. وأضاف :"ان الحل الثنائي الفاشل بين الحكومة وحركة حماس في حل مشكلة موظفي حماس، كان العقدة المباشرة أمام تفعيل حكومة التوافق واستلامها للمعابر والشروع بعملية الأعمار والاتفاق على توحيد الأجهزة الأمنية وغير ذلك". وأيضاً أن يصب الجمود عملية المصالحة رغم هبوط غزة للدرك الأسفل من الجحيم ووضعها في مقدمة دول العالم من حيث معدل البطالة الذي يبلغ 43% و60% في أوساط الشباب. واكد ابو ظريفة إن المطلوب من حركة حماس تمكين الحكومة من الاضطلاع بدورها وتسليمها المعابر من أجل فتحها باعتبار المصالحة طريق كسر الحصار والإعمار. ودون رهن ذلك بحل مشكلة الموظفين المحقة، وان على اللجنة التنفيذية والحكومة فتح حوار مع السلطات المصرية من اجل فتح معبر رفح وتطوير وظائفه للخلاص من مآسي إغلاقه المتواصل. موضحا ، ان خلاص غزة من كارثة الدمار والحصار، والتدهور المريع للأوضاع المعيشية، ودفن مشاريع انفصالها عن الضفة، يتطلب العمل الجاد من أجل إنهاء الانقسام عبر المشروع الفوري بحوار وطني شامل لإزالة العقبات من أمام تفعيل حكومة التوافق الوطني واستنهاض أوسع ضغط شعبي ووطني على حركتي فتح وحماس من أجل استعادة الوحدة طريق الأعمار وكسر الحصار. فشل ذريع ويرى متابعون ومختصون أن حكومة التوافق فشلت فشل ذريعا في تحقيق المهام التي تشكلت من اجلها، وفي مقدمتها انهاء الحصار المفروض على غزة والتحضير للانتخابات والقيام بعملية إعادة الأعمار. ويؤكد الدكتور مخيمر ابو سعده أن حكومة التوافق لن تستطيع الاستمرار بهذا الشكل في المرحلة القادمة ، في ظل استمرار المناكفات السياسية بيت حركتي (فتح وحماس) وحتى ان كان هناك تعديل وزاريا قريب كإجراء اسعافي لإنقاذ الحكومة، فلا يشكل هذا الحل ضمان لنجاح عمل الحكومة. وأضاف: أن الوضع المأساوي على الصعيد السياسي والإنساني يفرض على طرفي الانقسام ان تتوفر لديهم الإرادة السياسية اللازمة لإنجاح عمل الحكومة في المرحلة المقبلة باعتبارها مرحلة حساسة وخطيرة على كافة المستويات. وارجع أبو سعده، السبب في فشل عمل الحكومة، هو حالة المناكفات السياسية والتمترس خلف المصالح الحزبية، لكلا من (فتح وحماس) ، التي ترى كل واحده منهما مصلحتهما الحزبية اسمى من مصالح الوطن وهموم المواطنين وحتى عمل الحكومة ، وليس ادل على ذلك من فشل الزيارات الثلاث التي قامت بها الحكومة لغزة في ترجمة التفاهمات الاتفاقيات التي جرت نظرا لاختلاف البرامج والأهداف والمسارات السياسية. فتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الطرفين مسالة ضرورية لإنجاح عمل الحكومة. تقرير: ابراهيم قنن |