وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحكومة ترفض زعزعة علاقات الاردن وفلسطين

نشر بتاريخ: 02/06/2015 ( آخر تحديث: 02/06/2015 الساعة: 18:20 )
الحكومة ترفض زعزعة علاقات الاردن وفلسطين

رام الله- معا- رفضت الحكومة اية محاولات من شانها ان تعكر صفو العلاقة بين فلسطين والاردن وطالبت الوقوف صفاً واحداً أمام أي محاولة لزعزعة الثقة الراسخة والعلاقة التاريخية بين القيادتين والشعبين الشقيقين.

جاء ذلك خلال جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية التي عقدها في رام الله اليوم برئاسة الدكتور رامي الحمد الله.

وشدد المجتمعون على وحدة الدم والمصير بين الشعبين الأردني والفلسطيني الشقيقين، أمام التحديات التي تواجهنا، التي تستوجب منا جميعاً, واثنى المجلس على مواقف الاردن تجاه القضية الفلسطينية بكل مكوناتها.

وكان الرئيس عباس واللواء ماجد فرج رئيس المخابرات زارا الامير علي بن الحسين في منزل الاخير بعمان اليوم.

ونقلت صحفة الغد الاردنية عن مسؤول فلسطيني، "إن الرئيس عباس، القادم من الدوحة، توجه اليوم مباشرة إلى منزل سمو الأمير علي بن الحسين، برفقة عدد من القيادات الفلسطينية، من أجل تطويق الخلاف الذي أثير مؤخراً على خلفية انتخابات "الفيفا".

وفي موضوع اخر ناقش المجلس موضوع المشاريع المتعثرة الممولة من وزارة المالية، وقرر اتخاذ الترتيبات اللازمة لضمان إنجاز المشاريع بالسرعة الممكنة نظراً لأهمية هذه المشاريع.


واطّلع المجلس على نتائج أعمال التقرير السنوي لديوان الرقابة المالية والإدارية للعام 2014، داعياً كافة الجهات المعنية إلى الالتزام بملاحظات وتوصيات ديوان الرقابة، ومتابعتها وتحويلها إلى قرارات تنفيذية، تؤدي إلى تقويم مسار عملها، بهدف الوصول إلى ضمان سلامة العمل والاستقرار المالي والإداري ومنع الفساد ومحاربته وتعزيز النزاهة والشفافية في إدارة المال العام.

وقرر المجلس تكليف وزارة العمل بمتابعة تطبيق الحد الأدنى للأجور في فلسطين، لتمكين عمالنا وعاملاتنا من العيش بكرامة على تراب وطنهم وتعزيز صمودهم ومكافحة الفقر والبطالة وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص والكرامة الإنسانية.

وصادق المجلس على تمديد عمل لجنة اعتماد سنوات التفرغ في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها المعتمدة، ومدة الأسر للأسرى لسنة أخرى، نظراً لانتهاء المدة القانونية لإنجاز أعمالها فيما يخص حصر واعتماد كافة مدد التفرغ لمنتسبي منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها المعتمدة.

وبمناسبة مرور عام على تشكيل حكومة الوفاق الوطني، أكد رئيس الوزراء أن الحكومة قد التزمت منذ تشكيلها بتنفيذ المهام التي أوكلت له وفقاً لخطاب التكليف الصادر عن الرئيس، والمتمثلة بإنهاء صفحة الإنقسام ومعالجة آثاره وإزالة سلبياته، وإعادة توحيد مؤسسات الدولة، والتعاون مع لجنة الإنتخابات المركزية من أجل تسهيل إجراء الإنتخابات الرئاسية والتشريعية، وأضيفت لها مهمة إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير.

وأكدت الحكومة أن نجاحها في إنجاز مهامها منوط بتمكينها من الإضطلاع بمسؤولياتها في كافة الوزارات والدوائر الحكومية، وتمكينها من الإشراف على كافة المعابر مع قطاع غزة مما يمكنها من الإسراع في عملية إعادة الإعمار.

وشدد المجلس على انه ورغم الجهود التي بذلتها الحكومة والفصائل الفلسطينية التي نثمن دورها عاليا، إلا أن حركة حماس أصرت طيلة عام كامل على وضع العراقيل والعقبات للحيلولة دون تمكين الحكومة من أداء مهامها غير آبهة بمعاناة أبناء شعبنا في قطاع غزة، برفضها تسليم الوزارات والدوائر الحكومية، والسماح بعودة الموظفين إلى أماكن عملهم وتسليم المعابر حتى تتمكن الحكومة من الإسراع في إدخال مواد البناء لإعادة الإعمار.

ورغم المعيقات والعقبات وعدم التزام الدول المانحة بتحويل الأموال التي التزمت بها لإعادة الإعمار نتيجة عدم تمكين حركة حماس لحكومة الوفاق من الإضطلاع بمسؤولياتها في القطاع، إلا أن الحكومة حرصت على القيام بواجبها تجاه أهلنا في قطاع غزة، وقد بذلت جهودا كبيرة لإصلاح شبكات المياه وشبكات الصرف الصحي، ومحطات التحلية وآبار المياه، كما عملت على إصلاح شبكة الكهرباء المتضررة، ورفع إمدادات الكهرباء من مصر وإسرائيل، وإعفاء محطة توليد الكهرباء من ضريبة البلو بمبلغ 30 مليون شيكل شهريا، وتحملت فاتورة الكهرباء بمبلغ 40 مليون شيكل شهريا، إضافة إلى إصلاح 71 ألف منزل مهدمة جزئيا، وتوفير البيوت الجاهزة كحل مؤقت لأصحاب المنازل المهدمة كلياً، وإصلاح البنية التحتية، اضافة الى ان نسبة 49% من الموازنة السنوية تخصص لقطاع غزة بمعدل 150 مليون دولار شهريا.

وأكد المجلس أن الحكومة ستواصل بذل جهودها للتخفيف من معاناة أهلنا ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، إلا أنها في نفس الوقت تؤكد بأن على حركة حماس مصارحة أبناء شعبنا بأنها تتحمل المسؤولية عن استمرار الإنقسام والمعاناة لإبناء شعبنا في القطاع، وترفض إجراء الإنتخابات الرئاسية والتشريعية، وهي باستمرار نهجها تساهم في المخططات التي تستهدف مشروعنا الوطني، وتحول دون تمكين شعبنا من نيل حقوقه الوطنية المشروعة في التخلص من الاحتلال ونيل حريته واستقلاله واقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود 67 وعاصمتها القدس.

وأطلع الدكتور رامي الحمد الله مجلس الوزراء على نتائج مشاركته في اجتماع لجنة تنسيق مساعدات الدول المانحة لفلسطين الذي عقد في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسيل يوم الأربعاء الماضي، والذي ترأسه وزير خارجية النرويج باستضافة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فريردريكا موغريني، وممثلين عن 27 دولة ومنظمة دولية تقدم المساعدات لفلسطين.

وأكد رئيس الوزراء أنه أطلع الوفود المشاركة في المؤتمر، وخلال اللقاءات التي عقدها ووزير المالية على هامش المؤتمر، على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في مجمل الأرض الفلسطينية وخاصة في القدس الشرقية والمناطق المصنفة (ج) وتحديداً في التجمعات البدوية، واستمرار الابتزاز الإسرائيلي بتكرار حجز عائدات الضرائب الفلسطينية. كما طالب المجتمع الدولي بالعمل على رفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة، مشدداً على حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة الشعبية السلمية لنيل حقوقه الوطنية، كما أكد على موقف القيادة الفلسطينية بشأن العودة للمفاوضات وذلك بالوقف الكامل للاستيطان وإطلاق سراح الأسرى وتحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال، وجدد رئيس الوزراء الدعوة للدول العربية الشقيقة والدول المانحة للوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها في مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار قطاع غزة.

وعلى صعيدٍ آخر، أكد المجلس رفض القيادة الفلسطينية اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إطلاق مفاوضات تقتصر على التوصل إلى تفاهمات حول حدود الكتل الاستيطانية الإسرائيلية الكبرى المقامة على أراضي الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مشدداً على وجوب أن تشمل المفاوضات جميع قضايا الحل النهائي، وأن تعترف إسرائيل بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وأن تلتزم إسرائيل بوقف كافة النشاطات الإستيطانية، وإطلاق سراح أسرانا الأبطال من سجون الإحتلال. واعتبر المجلس هذا الاقتراح إنما هو مناورة لمواصلة البناء الاستيطاني الإسرائيلي غير المشروع بموافقة فلسطينية.

وأدان المجلس بشدة المشروع الإسرائيلي الاستيطاني "كيدم" الذي تنوي الجمعيات الإستيطانية "العاد وعطرات كوهنيم" وبالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية وبلدية الاحتلال تنفيذه عند مدخل سلوان وبالقرب من أسوار المسجد الأقصى المبارك، بهدف السيطرة على محيط المسجد الأقصى وتهويده، وترحيل آلاف المقدسيين. وحذّر المجلس المجتمع الدولي من مخاطر هذه السياسة الاحتلالية، ومن تداعيات هذا المشروع التهويدي الاستيطاني الضخم، وطالب المجلس الدول كافة، والمجتمع الدولي ومؤسساته الأممية بالتحرك الفعلي لوقف هذه المخططات التي من شأنها تفجير المنطقة، وتقويض فرص السلام، ونشر ثقافة الحرب الدينية في المنطقة.

وندد المجلس بإقدام ما يسمى اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون التشريع باتخاذ قرارين يستهدفان الشعب الفلسطيني وأسراه، عبر تأييدها لمشروعي قانونين الأول يفرض عقوبات خيالية قاسية على راشقي الحجارة، والثاني يقضي بحرمان الأسرى الفلسطينيين من الاتصال هاتفياً بعائلاتهم. كما ندد المجلس بإلغاء النيابة العامة الإسرائيلية بإجراء "الخط الأزرق" الذي تتبعه الإدارة المدنية، والذي يمكنها من الإعلان عن أراضٍ في الضفة الغربية كأراضي دولة مما يمكنها من الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية لتوسيع المستوطنات، وأكد المجلس على أن هذه الإجراءات العنصرية هي انتهاك صارخ لكافة المواثيق والأعراف الدولية، وتوجه إلى مختلف المؤسسات الدولية والحقوقية إلى التحرك العاجل لفضح الممارسات الإسرائيلية، وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها المتواصل بحق شعبنا وأرضه، وكافة جرائم الاحتلال وقراراته العنصرية المتطرفة.

وفي سياقٍ آخر، ثمّن المجلس موافقة وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي على فتح مكتب تمثيلي للمنظمة في رام الله، مشيداً بموقف الدول الأعضاء في التأكيد على دعمهم الكامل لقضية فلسطين، والقدس الشريف ودعم الحقوق الشرعية لأبناء الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بما فيها حق تقرير المصير والعودة، وتأكيدهم أن السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط يرتكز على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967، بما فيها الجولان العربي السوري والأراضي اللبنانية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل منصف لقضية اللاجئين الفلسطينيين طبقاً لقرارات الشرعية الدولية خاصة قرار (194) ومبادرة السلام العربية، وإيجاد تسوية نهائية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وشجبهم وإدانتهم للسياسات المتعجرفة التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية، وذلك عبر حصارها قطاع غزة وبناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية وتوسعة جدار الفصل العازل، وتهويد المدينة المقدسة.

واستمع المجلس إلى تقرير من وزيرة التربية والتعليم خولة الشخشير حول امتحان الثانوية العامة، موضحة أن 80569 طالباً وطالبةً قد بدأوا يوم السبت الماضي الموافق 30/5/2015 بتقديم امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) للعام الدراسي 2014 - 2015 في مختلف الفروع في كافة محافظات الوطن، كما أشارت إلى أنه حرصاً من الحكومة على تعميق الهوية الوطنية الفلسطينية، وتسهيلاً على أبنائنا الطلبة في الشتات، فقد قررت الوزارة عقد امتحان الثانوية خارج الوطن في الفرعين العلمي والأدبي بمشاركة (77) طالباً وطالبة في كل من قطر ورومانيا وبلغاريا وهم من الطلبة الفلسطينيين والعرب الدارسين في مدارس فلسطينية تعتمد المنهاج الفلسطيني في تعليمها. وأكد المجلس أن امتحان الثانوية العامة الذي يعقد للعام التاسع على التوالي حسب المنهاج الفلسطيني، قد شكل نموذجاً للوحدة والحرص على مسيرتنا التعليمية التي نفخر بها طوال فترة الانقسام، من حيث إجراء هذا الامتحان بصورة موحدة في المحافظات الشمالية والجنوبية، وضمن برنامج موحّد، ومواعيد موحّدة وضمن أسس ومعايير مهنية وتربوية حفاظاً على مصداقية هذه الشهادة وعلى حقوق أبنائنا الطلبة، مؤكدة أن الحكومة تعمل على بحث كافة الجوانب المتعلقة بآليات تطوير هذا الامتحان، وأعرب المجلس عن ارتياحه لحسن سير امتحان الثانوية العامة. وتقدم بالشكر والتقدير لأسرة التربية والتعليم وكافة المؤسسات الرسمية والأهلية والأمنية ومؤسساتنا الصحية والمجالس البلدية والقروية على جهودهم لتوفير الأجواء المناسبة لإنجاح الامتحان وتجاوز أي عقبات تقف أمام إجراء هذا الامتحان، متمنياً لجميع طلبتنا التوفيق والنجاح.