وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كونجرس الفيفا اسرائيليا: كرت أصفر هذه المرة ..!!

نشر بتاريخ: 02/06/2015 ( آخر تحديث: 02/06/2015 الساعة: 16:28 )
كتب/ عاهد عوني فروانة

لم تترك الصحافة الاسرائيلية ما حدث في كونجرس الفيفا 65 الذي عقد في زيوريخ السويسرية دون ان تدلي بدلوها عما حصل هناك، وجاءت معظم التعليقات من كبار الكتّاب في الصحف العبرية، والذين في غالبهم اعتبروا ما حدث يمس بمكانة اسرائيل الدولية وربما يكون مقدمة لتقديم طلبات لطردها في العديد من المنظمات الدولية.

تعادل أم هزيمة
ويقول عوزي دان في صحيفة هارتس إن كل من احتفل بفوز اسرائيل أو كرة القدم الاسرائيلية في أعقاب القرار الفلسطيني سحب طلب تعليق العضوية من الفيفا، مخطيء في فهم الواقع. فاسرائيل، في افضل الاحوال، انتزعت أول أمس التعادل، او اسوأ من ذلك – الفلسطينيون سجلوا فوزا حين كان الدوري يقترب من نهايته.
ويتابع "جبريل الرجوب، ولا يهم اذا اعتبر ارهابيا أو مقاتل حرية، أقام مدرسة لإسرائيل وحصل على كل ما يريده تقريبا. فقد عرف بان المشروع الفلسطيني لن يمر بالتصويت، ولكن حتى هكذا حقق انتصارا سياسيا كبيرا. فهو لم يضغط ويحشر كرة القدم الاسرائيلية فقط – وطريق اسرائيل باسرها – حتى اللحظة الاخيرة، بل ان مطالبه، وليس فقط من حيث العبور الحر للرياضيين، ستعالجها لجنة تشكيلتها ستكون اغلب الظن مؤيدة للفلسطينيين. في كل الاحوال، فانه اذا كان حتى الان اعتقد العالم – أو 209 اعضاء الفيفا – بان هذه فقط ادعاءات تتعلق بقيود حركة رياضيين فانه على وعي الان بوجود مجموعة أولاد بيتار ارئيل"، ويقصد بذلك أحد اندية المستوطنات الخمسة.

أربعة من خمسة
ويؤكد دان أن في كل سيناريو، اسرائيل ما كانت لتجمد من الفيفا. وصرخات النجدة التي انطلقت من زيوريخ كانت مناورة. ما حصل هو أن أربعة من خمسة مطالب الفلسطينيين ستفحصها لجنة. واذا لم يكن هذا تدويلا للنزاع، فليس واضحا ما هو التدويل. وسيقول المتشددون ان اسرائيل لم تنتزع التعادل بل خسرت، حتى وان كان بالتمديد او بالضربات الترجيحية.
ويصف دان الرجوب بالمنتصر في هذه الجولة ويوضح: "من سيعود الى الديار كالمنتصر الحقيقي هو الرجوب. حتى لو لم يحلموا في الشبكات الاجتماعية الفلسطينية بانتصار ساحق وخاب أملهم قليلا من الحل الوسط، فان من عيناه في رأسه يعرف أنه انتصر – فقد أنزل اسرائيل على ركبتيها، وحظي بدقائق من المجد الدولي، طرح على جدول الاعمال القضية الفلسطينية وتسبب بتشكيل لجنة نتائجها لا يحمد عقباها.. وحتى بدون تصويت، فمجرد البحث يمس باسرائيل. هذه المرة يبدو ظاهرا أن الامر لم ينتهِ بالمصيبة، اما في المرات القادمة – فمن شأن هذا ان يكون في اتحادات الرياضة، في منظمات الثقافة، العلوم، الصحة، إن لم نقل الامم المتحدة نفسها – الامور قد تتدهور. الاتجاه الذي تسير فيه اسرائيل واحد – المقاطعات، العزل، القيود وما شابه. بدون تغيير في السياسة الخارجة، سنشتاق للتعادل المحشور الذي انتزعناه في زيوريخ".

سفك دم اسرائيل
أما الكاتب الشهير في صحيفة معاريف بن كسبيت فقال: "في نهاية الامر سحب الرجوب اقتراحه ليس قبل أن يحرج اسرائيل ويتسبب في تعرقها، ووضعها على عمود التشهير وحولها الى مرشحة للإقصاء من محفل دولي هام. هذه سابقة خطيرة يمكن أن تشكل احلالا لسفك دم اسرائيل في محافل اخرى. إن مجرد حقيقة أنهم ناقشوا الاقتراح، وكانوا على وشك التصويت عليه، وجعلوا اسرائيل تستخدم كل الوسائل وقدرات الاقناع من اجل انقاذ نفسها من الطرد، هي انتصار للرجوب".
ويصف بن كسبيت ما جرى بأنه مثل كرة الثلج المتدحرجة قائلا: "الفيفا هو فقط النبذة المسبقة لما سيأتي. بوادر المقاطعة والتأشير على المنتجات بدأت منذ فترة الحكومة السابقة. وبالوتيرة الحالية فان الرذاذ سيتحول قريبا الى طوفان. اسرائيل تسير فوق جليد دقيق، كل خطوة غير محسوبة يمكن أن تتسبب بكارثة، محظور ارتكاب الاخطاء ويجب أن نكون حكماء أكثر ومحقين أقل".

لغة القوة
ويكشف بن كسبيت ان اسرائيل رضخت امام الطلبات الفلسطينية :"في يوم الجمعة تم الاثبات في الفيفا مرة اخرى أننا نفهم فقط لغة القوة. فجأة اسرائيل مستعدة لتنفيذ الاربعة بنود من التسهيلات الهامة للفلسطينيين، فجأة يتعهدون ويتوسلون ويعيدون بطاقات الشخصيات الهامة ويُقسمون بأننا سنتصرف بصورة جيدة. من المؤسف أننا وصلنا الى وضع كهذا، والمؤسف أكثر أننا نتصرف الآن وكأننا الآن انتصرنا من جديد في حرب الايام الستة. إن خبرتنا في تحويل كل انتصار مبكر الى هزيمة متأخرة، لا يستطيع أحد قبولها".

فم كبير ضد نتنياهو
من جانبه يتناول سمدار بيري في صحيفة هارتس الموضوع من جانب شخصية اللواء الرجوب ويشير: "للرجوب، توجد بطن مليئة علينا. 17 سنة في السجن الاسرائيلي، عبرية طليقة..، وبالأساس فم كبير ضد رئيس الوزراء نتنياهو، حتى قبل أن يتبوأ منصب رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني. بسبب التشهير والسلوك الذي أثار اعصاب رؤساء الاجهزة عندنا، أخذوا منه قبل سنتين بطاقة الشخصية الهامة. وهذا يعني أنه في كل مرة يخطط فيها "ابو رامي" للخروج من الضفة، فانه ملزم بالحصول على تصاريح، الوقوف في طابور طويل في الحواجز، ترتيب مرافقة خاصة عند دعوته الى تل أبيب وان يكون متعلقا بمزاج اصحاب القرار في القدس".
ويواصل:" خرجنا بسلام مؤقت من القضية، ولكن الرجوب لا يعتزم التراجع. صحيح أنه تراجع عن طلب تعليق عضوية اسرائيل في الفيفا، ولكن مبادرته لتشكيل لجنة دولية تكون آلية رقابة على معاملتنا مع لاعبي كرة القدم من الضفة وقطاع غزة تبقى على الطاولة. وهذا يعني انه في كل مرة تمنع فيها اسرائيل عبور لاعبي كرة القدم، سيرفع الرجوب هاتفا الى سويسرا. كما يعني هذا ان موضوع العنصرية المقلق عندنا ضد لاعبي كرة القدم العرب الاسرائيليين سيصدح في الاذان. وفي الاساس هذا يعني ان قضية الرجوب – عيني – نتنياهو (مع غمزة تشجيع من أبو مازن) وضعت امام عيوننا: عندما لا تكون مسيرة سياسية، عندما نصر على البناء في المستوطنات ولا توجد أصوات سلام، فان المباراة السياسية تنزل، لطالحنا، الى ملاعب كرة القدم".

تسونامي سياسي
بدوره ايلي حزان في صحيفة اسرائيل اليوم المقربة من نتنياهو يقول: :المقاطعة العربية في 1951 تحولت في 2011 الى تحذير من تسونامي سياسي، الذي سيتغير في المستقبل الى تهديد آخر..من هذه الناحية فقد كان ممتعا الاصغاء الى خطاب مهندس الطرد الفاشل، جبريل الرجوب. فقد تحدث عن العنصرية الاسرائيلية وعن التهديدات على حياته، وطرح دعاوى باطلة. لكن يجدر به النظر الى نفسه والى معسكره الذي ينتمي اليه: من يصرح باللغة العربية بأنه يجب الاضرار باليهود، من ينوي ذلك ومن يقوم بذلك هم اصدقاءه في الجانب الفلسطيني - ليصغِ الى اصوات الادانة والتحقير والاهانة لمعظم مشجعي كرة القدم في البلاد، لتصرفات عنصرية للمشجعين، للتعاون بين اليهود والعرب ولمشاركة لاعبي كرة قدم من الوسط العربي في منتخب اسرائيل. وليس أقل من ذلك، ليتابع العنصرية في الجانب الفلسطيني. في النهاية، أبو مازن والفلسطينيون يتوقون الى يودنراين في يهودا والسامرة بعد أن تحقق الامر في غزة.

الابرتهايد
وفي نفس الصحيفة يرى بوعز بسموت أنه "ليس عبثا أننا ركزنا جهودنا في موضوع طرد اسرائيل من المنظمة، نظرا لأنه في الماضي فقط جنوب افريقيا في عهد الابرتهايد طُردت من الفيفا، فانه من نافل القول ماذا ستكون تداعيات نجاح خطوة كهذه. ايضا الحقيقة السارة بأننا للمرة الاولى منذ اربع سنوات لم نصعد فيها الى المونديال لم تكن لتعزينا. اسرائيل كانت ستحصل أخيرا على التوقيع من منظمة مهمة كدولة فصل عنصري. نجاح هذه الخطوة كان سيعطي دافعا لمبادرات اخرى في منظمات دولية اخرى. هذا أمر خطير، وهو بالضبط ما جاء يبحث عنه الرجوب".
ويؤكد بسموت أن: " الرجوب سحب أخيرا الطلب في الدقيقة التسعين، فقط لأنه فهم أن الطلب لن يحصل على الاغلبية المطلوبة، 70 بالمئة من بين الـ 209 ممثلين. جبريل لم يأت الى زيوريخ لاعطائنا الهدايا، لقد جاء كجزء من فكرة جيراننا في رام الله لمناكفة اسرائيل في كل محفل دولي ممكن. بالمناسبة، قبل نحو اسبوع كانت هناك مبادرة مصرية لنزع السلاح النووي من الشرق الاوسط، وهي خطوة لم تتحقق. هذا ايضا انجاز لإسرائيل، الامر الذي يثبت أن التسونامي السياسي لم يصل بعد".