مياه الشرب في غزة.. خارج السيطرة
نشر بتاريخ: 04/06/2015 ( آخر تحديث: 04/06/2015 الساعة: 18:57 )
غزة - خاص معا - أرقام صادمة حصلنا عليها خلال رحلة البحث عن مستوى جودة المياه في قطاع غزة... ففي الوقت الذي يعتمد فيه 90% من اهالي غزة على محطات المياه للحصول على مياه الشرب، تبين أن 30% منها فقط مرخصة وان سيارات نقل المياه والخزانات العشوائية المنتشرة أمام المحال التجارية لا تلتزم بمعاير الصحة العالمية وتكاد لا تخضع للرقابة ووتبلغ نسبة التلوث فيها الى 15%.
ويلجأ المواطنون إلى المياه المحلاة نتيجة ارتفاع التلوث في مياه الصنابير القادمة من البلدية وملوحتها، فهي غير صالحة للشرب، وهنا لنا ان نسأل ما هي المعايير التي من خلالها تعمل محطات التحلية في قطاع غزة وسيارات نقل المياه والخزانات المنتشرة في الشوارع؟؟ هل يأخذ أصحابها المحاذير المطلوبة لضمان أن تكون هذه المياه غير ملوثة وبعيدة عن التلوث في عملية النقل؟ هل جميع المحطات مرخصة وصوبت اوضاعها القانونية؟؟ ما مدى دراية المواطن بشروط التخزين السليمة للمياه؟.
معا بحثت في أوضاع مياه الشرب في غزة واعدت التقرير التالي:
في إطار اختصاصها أطلقت سلطة المياه الفلسطينية مشروعا لمسح محطات التحلية الخاصة والعامة وسلسلة توزيع المياه في قطاع غزة وكمعلومات سابقة يمكن البناء عليها أكد المهندس احمد اليعقوبي مستشار مصادر المياه واستشاري لمؤسسة التعاون الألماني خاصة بما يتعلق بمشروع مسح محطات تحلية المياه الخاصة والعامة أكد أن معظم المياه المنتجة من المحطات تقريبا ليس بها ضرر وليست مخيفة إلا أن نقطة الضعف الوحيدة لهذه المحطات المنافسة بين أصحاب المحطات في نزع الأملاح منها فهي قليلة بالأملاح، مشددا ان هذا ليس مطلب في المواصفات العالمية فالأطفال بحاجة لنسبة معينة من هذه الأملاح.
وقال اليعقوبي ان نسب التلوث في محطات التحلية قليلة جدا إن لم تكن معدومة ولكن المشكلة في قلة الأملاح في هذه المياه حيث يتنافس أصحاب المحطات في نزع الأملاح من المياه وليس هناك وعي لدى أصحاب المحطات والمواطنين ولكن نقول أن هناك حد أعلى وأدنى لتركيز الأملاح في المياه.
الحلقة المخيفة سلسلة التوزيع
وأشار اليعقوبي ان هناك مصدر تلوث يحصل خلال جمع المياه وملئ التنكات ونقلها إلى المستهلك وهي الحلقة المخيفة لأنه ليس هناك درجات ضمان صحي في هذه الخزانات، اضافة لعدم الالتزام بغسل وتعقيم الخزانات، فهناك آليات لنقل المياه غير مقبولة صحيا من خلال "الكارات" او "التكتوك" بالإضافة إلى عدم استعمال أساليب السلامة لحفظ أنبوب التوزيع الذي يحمل من الأتربة والملوثات ما يسمح لها بالانتقال الى داخل خزانات المياه المنتشرة.
موضوع محطات تحلية المياه مقلق لسلطة المياه ولجميع المؤسسات العاملة والمسؤولة عن مراقبة هذه المياه كونها تمس الصحة العامة وان 90% من المواطنين يعتمدون على المياه الموزعة من قبل شركات توزيع المياه، لذلك عمدت سلطة المياه إلى ضرورة دراسة هذه الظاهرة ليس لهدف الدراسة فقط ولكن لوضع الأسس والمعايير الخاصة بهذه المحطات لضمان سلامة المياه المنتجة وكذلك ضمان سلامة المياه الموزعة من المصدر وحتى المستهلك كما يقول اليعقوبي.
وشرعت سلطة المياه وبدعم من الوكالة الألمانية للتنمية في دراسة مسحية لجميع هذا المحطات قبل شهر ومن خلال المسح ستكون الصورة واضحة حول مواقع هذه المحطات وقدراتها الإنتاجية والقدرة التوزيعية وآلات التوزيع والمناطق المغطاة في التوزيع بالإضافة إلى إجراء تحاليل كيميائية وبيولوجية للمياه المنتجة في هذه المحطات والمتوقع أن يصل عددها الى 150 محطة موزعة على قطاع غزة.
.jpg?_mhk=85ada942db6a1c382d62cc355a22aaa091b949f19c6194391ba534874eb79386232bf2b1386e571e3d57e36fd5ef8ef6' align='center' />
335040
aa0000">إجراءات قانونية قريبا
وأكد اليعقوبي انه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والوقوف عند أصحاب المحطات غير المرخصة ووضعهم القانوني وتصويبها مبينا ان هناك شروط ومعايير لإنشاء محطات والتقدم لطلب رخصة من سلطة المياه.
وأشار اليعقوبي إلى أن 30 إلى 40% من محطات التحلية في غزة مرخصة والباقي غير مرخص حتى المرخص يحتاج إلى تعديل وضعه لضمان سلامة هذه السلعة غير العادية التي تشرب من قبل الأطفال وجميع المواطنين.
وشدد اليعقوبي انه بناء على المسح والدراسة الشمولية سيتم اتخاذ الإجراءات على المستوى الحكومي ممثلة بوزارة الصحة والبيئة أو سلطة المياه أو المنظمات الدولية من ناحية تشريعية وقانونية.
المعايير المطلوبةوعن المعايير والمواصفات المطلوبة لضمان جودة مياه الشرب اكد اليعقوبي على ضرورة أن تتمتع الخزانات بمواصفات من مواد لا تتآكل ولا تصدا وان الأغطية محكمة الاغلاق، وألا يكون هناك مجال لتسرب أي ملوثات أثناء السير، وأنبوب التوزيع يجب أن يكون ضمن مواصفات معينة تضمن عدم تلوث هذه المادة أو اهترائها وفوهة الخرطوم معقمة ومغطاة لضمان أنها ليست مصدر للتلوث.
كما شدد اليعقوبي على ضرورة غسل وتعقيم الخزانات وسيارات نقل المياه وضمان تعقيم المياه قبل توزيعها بالإضافة إلى أن العاملين في هذه المهنة يجب أن يتحلوا بالصحة العامة، فيجب ان تكون ايديهم معقّمة وليس لديهم أمراض تنتقل من خلال الماء، ويلبسون العوازل أثناء عملية نقل المياه.
كما تحدث اليعقوبي عن الإجراءات التي يجب أن يلتزم بها المواطن وأن يتأكد أن المياه معقمة وبها كلور ومكان التخزين يكون نظيف والخزانات يقوم بغسلها ولا يعرضها للشمس ولا يخزن المياه لفترات طويلة.
وشدد اليعقوبي أن هذه الأساسيات يجب أن تكون ضمن إطار ستقوم به سلطة المياه من خلال عملية التوعية بالقوانين لأصحاب المحطات أو الموزعين مشددا على ضرورة تنظيم التشريعات والنظم التي تنظم عملية توزيع المياه والعلاقة بين المستهلك والمنتج.
.jpg?_mhk=885c442951dce362ab37b1d790d724832ba04687269fe68d615dcaf2bc24b5e8733be9622524750245982bc501ec9dc3' align='center' />
يحاول قدر الإمكان المواطن إسماعيل الكحلوت أن يتخذ إجراءات وقائية قبل أن يملئ خزانه بمياه يشتريها التنكات المتنقلة، يحاول تنظيف الخرطوم مباشرة من ذات المياه ويملئ وعاء جانبيا محاولا أن ينظف الخرطوم قدر الإمكان قبل أن يملىء خزاناته.