|
سلة فلسطين ستحلق في سماء الصين
نشر بتاريخ: 04/06/2015 ( آخر تحديث: 04/06/2015 الساعة: 18:36 )
كتب : اسماعيل غانم
منذ أكثر من عامين كسرت قلمي وأودعته الجب بعيداً عن أطراف أصابعي كي لا أخط به أي حرفين يتعلقان بالرياضة لأسباب خاصة تتعلق بالقناعات وعدم الرضى عن أمور كثيرة ولكني اليوم ودون سابق إنذار أخذت ابحث عن ذلك القلم المكلوم الفاقد لمقومات كثيرة ككرة السلة في بلادنا وبدأت أستشعر الماضي والحاضر ودارت في مخيلتي السنوات العجاف التي عاشتها كرة السلة والانتظار الطويل على أبواب البطولات كي يتوفر ما تستطيع به الطبطبة في الصالات وحالة المد والجزر التي عاشته وتعيشه كرة السلة والبعد الكبير عن الجماهير وعن الإعلام الرسمي وغير الرسمي وتذكرت وأنا المتابع الدائم لهذه الرياضة انه قبل أسبوع لم نكن نعلم شيئاً عن هذه البطولة " بطولة غرب آسيا " وبالصدفة علمت أن صديقي رئيس الاتحاد مسافر لحضور هذه البطولة فبحثت عنها فإذا بي أجد أسماء جديدة قد دخلت عالم المنتخب السلوي كنا ننادي دائماً بالبحث عنها في أصقاع الدنيا فهذا عماد قحوش وذلك احمد هارون جاءوا من بعيد كي يسجلوا أسماؤهم في عالم البرتقالية . بدأت البطولة بمباراة صعبة مع المنتخب الأردني بدأها الفدائيون بالظهور ندا لند وأبدع الأبطال سني سكاكيني وجمال ابو شمالة وعماد وهارون وحمزة وبقية الكتيبة الى أن اقتربنا من الربع الثالث الذي تراجع فيه اداء الفدائي وهذا طبيعي بسبب عدم الاستعداد وعدم التجمع واللاعبين لا يعرفون بعضهم البعض ولأول مرة يلتقون حول البرتقالية وانتهت المباراة لصالح الفريق الأردني ولكن تبين من خلال هذه المباراة أن الفريق الفلسطيني يحوي في طياته خامة فنية مميزة ولاعبين على مستوى عالي من القدرة على اثبات الوجود حيث ظهر هذا في المباراة الثانية التي خاضها الفريق مع المنتخب السوري حيث أبدع الأبطال في السيطرة على المباراة والتقدم طوال الوقت ليسجل الفدائي أول انتصار على الكرة السورية وليضع نصف قدم في الطريق الى الصين . كان اللقاء الثالث للفدائي مع المنتخب اللبناني عنوانا للتحدي والتنافس الشديد رغم قوة المنتخب اللبناني وخبرته التي حسمت اللقاء في الربع الثالث أيضاً لينتهي اللقاء بفوز المنتخب اللبناني ليتبقى للفدائي لقاء وحيد مع المنتخب العراقي وكان الأمل معقود بقوة على هذا اللقاء ودارت أحداثه في الثاني من حزيران في صالة النادي الأرثوذكسي في عمان ودخل الفدائيون المباراة بتركيز عالي واستطاعوا ان يحسموا الربع الأول بفارق كبير وفي الربع الثاني تدخل المدرب بتبديلات أطاحت بآمالنا وكادت تعصف بنا خارج البطولة لولا العودة الميمونة في الربع الثالث لعماد قحوش وجمال ابوشمالة واحمد هارون والقائد المميز سني سكاكيني وبقية الفرقة حيث استطاعوا أن يكتبوا التاريخ الفلسطيني الحديث بكرة السلة بعد أن أنهوا اللقاء بالفوز الأول للفلسطينيين على المنتخب العراقي عبر تاريخ السلة . ورغم هذا الانتصار كان لا بد من الانتظار لنهاية مباراة سوريا مع نشامى الأردن وعشنا ساعة ونصف من الانتظار الطويل مرت كأنها العمر بسبب حالة المد والجزر التي ظهر عليها المنتخب الأردني وما أن أعلن فوز الأردن حتى غمرت السعادة وفد فلسطين وتناثرت دموع الفرح من عيونهم لتنتشر الفرحة في أصقاع الدنيا كما الفلسطينيين . هنا لا بد ان نسجل تقديرنا الكبير لاتحاد السلة برئيسه المثابر الأستاذ خضر ذياب وأمينه العام الأخ عزيز طينه ورفاقهم في الاتحاد الذين نحتوا الصخر وخاضوا صراعات مريرة مع أطراف عديدة كي يثبّتوا فدائيونا كلاعبين فلسطينيين ونتمنى أن يجدوا الدعم الكافي فأيلول ليس ببعيد حيث سيشارك فيه الفدائيون لأول مرة في التاريخ ببطولة امم آسيا التي ستدور رحاها في الصين وذلك يتطلب تدخل الاولمبية والحكومة والرئاسة من أجل تسجيل الفلسطيني عمر اكريم كلاعب دولي فلسطيني وتجنيس لاعب آخر كباقي فرق آسيا من أجل الظهور بما يليق بفلسطين ودعم اتحاد السلة مادياً ومعنوياً كي يستطيع مواصلة عمله بمعسكرات خارجية مفيدة للمنتخب والتخطيط لمستقبل أفضل. وكنت قد طرحت في مقالة سابقة ضرورة فرض دعم كرة السلة على اندية محترفي القدم فلا يجوز أن يكون اهتمام فرق المحترفين هذه بكرة القدم فقط ويجب التحول لرياضات أخرى كي يكون هناك قاعدة سلوية يمكن من خلالها مواصلة التطور . وأخيراً نبارك لأنفسنا ولشعبنا الفلسطيني هذا الإنجاز المميز ولنعمل جميعاً على أن تكون الصين نقطة لإثبات الذات . |