وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

العصا والكلب

نشر بتاريخ: 06/06/2015 ( آخر تحديث: 06/06/2015 الساعة: 14:39 )
بقلم: سهيل دعيبس
ثلاث قصص شغلت الناس التي لا تقرأ ولا تحلل ولا تفهم وشغلها الشاغل التشهير والإهانة والمكابرة، القرار الفلسطيني في الفيفا وأصبح واضحا لمن قرأ نص المقترح الذي تمت الموافقة عليه من 90% والذي يعتبر سابقة والدليل بأن الطرف الاخر يحاول التخفيف من وقعه واثاره والدليل الأكبر هو هذه الحملة الشعواء التي من شأنها زيادة قناعة كل من يفهم بأن ما حدث هو إنجاز كبير في ظل خصوصية ودهاليز الفيفا والسياسات الدولية، والثاني التصويت للرئاسة وأصبح واضحا علما أنه كان واضحا منذ البداية وأقصد بالبداية ليس التصويت في الكونغرس بل خلال زيارة بلاتر الأخيرة قبل أيام قليلة، وأخيراً قضية السيف والهدية والتي يسوقها البعض كأنها احتفال بفوز بلاتر والتي هي وكما هو وارد في رسالة إهداء لهذا الإنجاز الرياضي والوطني وحتى السياسي الكبير.

فماذا بعد.... على كل من يرغب الكتابة والتعليق أن يتعلم القراءة أولاً، والبحث ثانيا، والتحليل ثالثاً والنظر الى أبعد من أنفه رابعا وخامسا....... ولكن هذا صعب وحتى مستحيل على كل من لا يعمل، ولا ينتمي لهذه الأرض العظيمة وهذا الشعب الكبير. على كل من يرغب بالفلسفة أن يعرف ويعيش ما تعانيه الرياضة في ظل نهضتها من مشاكل في حركة اللاعبين، وبناء المنشات الرياضية، واحتجاز كل ما يصل الرياضة من معدات وادوات بلغت مبالغ طائلة لا يسمح بدخولها وما خفي أعظم، هل من الممكن ضمان الفوز في الاستحقاقات الرياضية ونحن لا نضمن السماح لكل اللاعبين بالمشاركة؟؟؟

وهل من الممكن بناء الفرق واكتشاف اللاعبين ونحن لا نستطيع التحرك بحرية و تهيئة المنشات اللازمة؟؟؟
تلك الممنوعات والتدخلات وغيرها تشكل فقرات اساسية من العمود الفقري لكرة القدم خصوصا والرياضة عموما.

بالاضافة الى طرح العنصرية في الملاعب والتي لا تخص الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 فلا يوجد عنصرية فيها بل تخص الداخل الفلسطيني وهذا تأكيد فيه ما فيه وله ما له، والأهم من ذلك هل من يفهم أهمية التوقف عند، وتثبيت إشكالية أندية المستوطنات التي تلعب في الداخل وكأن المستوطنات شرعية وواقع لا مفر منه وجزء لا يتجزأ من تلك الدولة، ولمن يفهم الدلالات والحيثيات عليه ان يقرأ جيداً بأن اللجنة المشكلة لهذا الموضوع تحديدا يرأسها السيد توكيو سيخوالي رئيس مؤسسة جلوبال ووتش المناهضة للعنصرية والذي كان في ضيافة فلسطين قبل اسابيع معدودة ذلك الإنسان الذي عانى من العنصرية كثيراً والذي يعتبر نلسون مانديلا معلمه الأول، ويؤمن ايماناً قاطعا بالحرية....

فهل من يقرأ ويحلل ويفهم..... أم ستبقى الأمور في إطار المزايدات والعاطفة الكذابة والنفاق..... الإنجاز كبير وأكبر كثيرا من أن يفهمه بعض صغار العقول أو حتى كبار العقول ممن باعوا عقولهم وضمائرهم ووطنهم. وهذا ليس تبريرا بل شرحا وعتبا وتوضيحا..... الموضوع لا يتعلق بشخص أو أشخاص، بحب أو كره، إعجاب أو عدم، الأمر يتعلق بمنظومة رياضية وطنية كاملة لها من الأصدقاء والداعمين ولها من الأعداء والحاقدين. ولمن لا يفهم ما يقرأ فلربما يكون التوضيح بالأمثال، وهذا المثل الذي سمعته من أحد الزملاء وقد نقله عن مداخلة تلفونية لمواطن حيث قال: إن هاجمك كلب كبير وشرس وأنت لوحدك ومعك عصا فقط، فهل تضربه بالعصا وتهرب وتخسر سلاحك للأبد، علما انه أسرع وأقوى منك، ام تحتفظ بالعصا وتلوح بها لترهبه عند الحاجة؟؟؟ من له أذنان للسمع فليسمع.