وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الطريق الى المجد

نشر بتاريخ: 06/06/2015 ( آخر تحديث: 07/06/2015 الساعة: 02:13 )
الطريق الى المجد

بيت لحم – معا - تقرير الناطق الاعلامي للاتحاد وجدي الجعفري – الكل يجمع على ان الرياضة الفلسطينية خطت في السنوات القليلة الماضية خطوات واسعة إلى الامام ، ولعل ابرز دليل على ذلك هذه الانجازات التي يحققها الرياضيون الفلسطينيون في مختلف الساحات، سواء كان ذلك في الألعاب الجماعية أو الفردية.
ففوزنا ببطولة كأس التحدي وتأهلنا إلى أمم آسيا وهذه الميداليات الملونة التي يكسبها لاعبونا في مختلف الالعاب الفردية، ما هي إلا ثمار عمل متواصل يقوم به الرياضيون في مختلف الالعاب.


والانجاز الأهم في عالم البرتقالية هو ما حققه المنتخب الفلسطيني لكرة السلة بانتزاع بطاقة التأهل إلى تصفيات أمم آسيا والمؤهلة بدورها إلى مسابقة كرة السلة في اولمبياد ريو دي جينيرو الصيفي في البرازيل في العام 2016، هذا الانجاز لم يكن ليتحقق الا بفضل اتحاد واع ، يخطط بشكل علمي ومدروس، فقد استطاع فدائيو السلة الذين ينتمون إلى فلسطين، كل فلسطين، من تحقيق انجاز هلل له الجميع ، واصطفت اسرة كرة السلة خلف منتخبها من مشجع إلى مقيم إلى مدافع لكن الجميع اجمعوا على أهمية الانجاز وباركوه في خطوة تؤكد على عمق أصالة وتلاحم شعبنا.
وسأقدم لكم في هذا التقرير تفصيلا عما دار في رحلة فدائي السلة من الإلف إلى الياء.

خفايا تسجيل اللاعبين
عاش عشاق كرة السلة ايام عجاف قبل سفر المنتخب الوطني وتساءلت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام عن المنتخب وأسماء المشاركين فيه وبعثة المنتخب حتى وصل الحد بالبعض إلى السؤال: هل منتخب فلسطين فعلا سيشارك في البطولة ام لا؟
هذا بالاضافة الى بعض التعليقات الاستفزازية ممن رهنوا انفسهم دائما بالتغريد خارج السرب.
تأخر البيان الرسمي الصادر من اتحاد كرة السلة ولم يخرج إلا عشية السفر، في هذه الاثناء كان اتحاد السلة يخوض نقاشا واسعا مع اتحاد غرب آسيا بشأن اللاعبين وأفراد البعثة بالإضافة الى ذلك وصل الحد باتحاد كرة السلة الى الاتصال مع الاتحاد الدولي.
كان همنا هو تثبيت اللاعب الفلسطيني في قائمة منتخبنا فلا يمكن ان نقبل ان فلسطينيا واحدا موجودا في أي مكان في العالم وقادرا وقابلا على ان ينتسب للفدائي ولا يسجل في القائمة، حتى وصل الحد باتحاد كرة السلة التلويح بالانسحاب من البطولة ولا اخفي عليكم ان الساعات الـ 24 الأخيرة قبل سفر المنتخب الوطني الفلسطيني حملت في طياتها الكثير، من هنا تأخر الإعلان عن البعثة واللاعبين الفلسطينيين، كان ذلك والاتحاد يخوض نقاشا واكثر من ذلك مع الجهات المعنية.

حزم الأمتعة والمغادرة
حزمنا أمتعتنا بعد ان حلت معظم القضايا، وانطلقنا من الوطن باتجاه الأردن الشقيق يوم الخميس الساعة الواحدة ظهرا ، والتفاؤل الحذر وشد الأعصاب كان العنوان.
تجمعنا في استراحة اريحا بانتظار بقية افراد البعثة وغادرنا إلى الأردن ووصلنا مساء ذلك اليوم حيث جرى الاجتماع الفني الذي حضره رئيس البعثة عزيز طينة.
وأجرى فدائي السلة تدريبه الاول بحضور غالبية اللاعبين. حيث تأخر جمال أبو شمالة وعماد قحوش اللذان التحقا بالبعثة فجر الجمعة، وفي تلك الليلة وصل رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة خضر ذياب ليلتحق ببقية افراد البعثة التي تكونت من عزيز طينة رئيسا، والمدرب جيري ستل، ومساعده بوبي، والمعالج محمود عبد القادر واللاعبين سني سكاكيني، أحمد يونس، حمزة عبد الله، طارق التميمي، سامي عودة، أحمد هارون، قصي عناني، امين سلمان، مهند عطاري، والحكم الدولي عنان دراغمة.

المنتخب: اسرة واحدة
ابرز ما ميز بعثة كرة السلة هو التعامل كاسرة واحدة بالرغم من ان بعض افرادها يلتقون لأول مرة.
وقد تقاسم افراد البعثة الادوار فقد امتاز امين سلمان بخفة ظله وإطلاقه للنكات بين الفينة والأخرى ، فيما كان قائد المنتخب سني سكاكيني يرفع دائما من معنويات اللاعبين ويحاول الوقوف عند ابرز اللاعبين في الفريق الخصم.
بالمقابل لفت نظري جمال أبو شمالة بتوجيهاته القيمة التي كان يعطيها خاصة للاعبين أصحاب الخبرة القليلة.
فيما كانت القوة والاثارة والحماس تميز اللاعبين أحمد يونس، حمزة عبد الله، طارق التميمي، سامي عودة، قصي عناني، امين سلمان، مهند عطاري.
فيما كان فهد كرة السلة الفلسطينية احمد هارون ابن غزة هاشم فهدا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وكانت عائلته سواء من فلسطين أو من كندا حيث يسكن دائمة الاتصال به للاطمئنان عليه.
بدوره قدم عماد قحوش العروض المطلوبة بجد ونشاط وانتماء كبير لفلسطين، رغم حداثة عهده في المنتخب فقد وصل قبل مباراتنا مع الاردن بساعات قليلة واصر على اللعب بالرغم من مرضه ، مما استدعى لنقله بعد اللقاء إلى المشفى لتلقي العلاج.

عندما يبكي الرجال
لعل الدموع التي شاهدتها الملايين وهي تنهمر من عيني خضر ذياب تلخص لهفة هذا الرجل لتحقيق انجاز يليق بحجم التضحيات التي يبذلها في سبيل رفعة كرة السلة الفلسطينية ، فقد شاهد كل من تابع لقاء الوطني مع المنتخب العراقي كيف ترقرقت الدموع من عيني رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة خضر ذياب وبقية الرجال ، الرجال ، بعد ان فاز الوطني على العراق وضمن التأهل في أول انجاز فلسطيني سيسجله التاريخ.
ولمن لا يعرف هذا الرجل فهو يرأس الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة للمرة الثانية على التوالي ، وهو رجل مقيم في الملاعب يحضر غالبية المباريات بالرغم من انه معلم موهوب في مادة الرياضيات ويدرس المرحلة الثانوية وخاصة طلبة التوجيهي.
فقد واصل هذا الرجل الليل بالنهار وعقد العديد من الاجتماعات مع الوفود العربية . انسان قريب إلى القلب، مرح صادق نظيف اليد أهدى انجازه هذا إلى الشهداء والأسرى والى اللواء جبريل الرجوب الذي اعتبره ربان السفينة الرياضية.

رجل المهمات الخاصة
عقلية عسكرية في الانضباط حاد الذكاء مخلص، مرتب ملتزم لا تفوته صغيرة أو كبيرة في كرة السلة الفلسطينية.
منذ ان تولى عزيز طينة مهمة المدير التنفيذي للاتحاد عمل بشكل إداري ناجح وحوسب كافة البيانات والمعلومات التي تخص الاتحاد، قاد البعثة بانضباطية عالية ، وهب نفسه لخدمة كرة السلة بكى كثيرا وعانق اللاعبين ورئيس الاتحاد بحرارة بعد ان تحقق الانجاز.
لا يفوته أي شيء فمنذ ان اطلق الحكم صافرته بنهاية مباراة منتخبنا مع العراق بدأ يفكر بالتخطيط لامم اسيا ولم يهدأ في تلك الليلة ، وأخذ يفكر من تلك الساعات بكيفية الظهور بشكل مشرف في المحفل الاسيوي، فمرة تراه مطرقا يفكر لوحده واخرى يقفز الى رئيس الاتحاد يناقش معه فكرة معينة.

الطاقم الفني
"من لا يشكر الناس لا يشكر الله " وقد نتفق مع البعض ونختلف مع الكثير ، والعكس صحيح ، لكن لا بد من شكر الطاقم الفني الذي قاد المنتخب لتحقيق الانجاز ، هذا الطاقم الذي تكون من المدير الفني للمنتخب الكابتن جيري ومساعده بوبي.
فبالرغم من بعض الهفوات والاختلاف في وجهات النظر بشأن طريقة اللعب وقيادة الفريق واختيار اللاعبين ...!!! الا ان هذا الطاقم استطاع ان يوصلنا بحكمة ومشورة العقلاء الى هذا الانجاز ، ومن هنا لا بد من الاعتراف بفضلهما في ذلك وشكرهما على ما حققاه لنا.

الرجوب على تواصل دائم
بالرغم من الحالة التي عاشها الوطن ، واللواء جبريل الرجوب تحديدا، في معركة الفيفا، الا ان اتصالات اللواء مع رئيس اتحاد كرة السلة ورئيس البعثة كانت البلسم الشافي لمداواة كل الاهات التي كانت تطفو على السطح.
ولعل ابرز هذه الاتصالات تلك التي قام بها اللواء الرجوب بعد ان تأهل المنتخب الوطني إلى امم اسيا ومباشرة ، حيث تحدث مطولا مع رئيس الاتحاد خضر ذياب ورئيس البعثة عزيز طينة مباركا ، وابلغهما بإيصال تحياته إلى بقية اللاعبين مشددا على ضرورة الاستعداد بما يليق بحجم الحدث لتصفيات آسيا واعدا بتنفيذ كافة مطالب الاتحاد في هذا الموضوع كما وعد بالاحتفال بالبعثة بالشكل الذي يليق بها .
وما الاستقبال الذي حظيت به البعثة من قبل محافظ اريحا المهندس ماجد الفتياني وامين عام اللجنة الاولمبية منذر مسالمة الا دلالة على مدى اهمية الانجاز مما جعل رئيس الاتحاد ممتنا لهما على هذه الوقفة المشرفة .

معالج المنتخب
واحدة من العلامات الفارقة التي ساهمت بشكل كبير في التأهل انه المعالج محمود عبد القادر ، عقله وقلبه على سلامة اللاعبين، دائما يتدخل بين ارباع المباراة مدلكا او معالجا او مداويا لآلامهم. شخصية مريحة في التعامل كيف لا وهو يعمل في مهنة النبلاء مهنة الطب.

السلطة الرابعة
ان ما قامت به وسائل الاعلام من تغطية للحدث يعجز اللسان عن وصفه ، وتعجز كلمات الشكر عن الإيفاء بما قام به زملاء المهنة من عمل، فما ان نرسل الرسالة تتلقفها وسائل الاعلام بكل اهتمام، بالإضافة الى ذلك انبرى العديد من الزملاء في تحليل النتائج والتوقعات.
وكلمة حق تقال ان اكثر من 90% ممن كانوا يكتبون تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي او المنتديات كانت جميعها حريصة على اعطاء دفعات معنوية للاعبين وافراد البعثة .ومن هنا نوجه للجميع خالص شكرنا وعظيم امتنانا وتأكدوا ان جميع ملاحظتكم كانت توضع اولا باول امام افراد البعثة ومسؤوليها.

الحكم عنان دراغمة
ولم يكن الانجاز الذي حققه منتخب كرة السلة هو الوحيد الذي حققه الفلسطينيون في بطولة غرب آسيا ولعل مشاركة حكمنا الدولي الفلسطيني عنان دراغمة في تحكيم مباريات البطولة أذهل الجميع فقد شارك في تحكيم مباراة القمة بين لبنان والأردن في مباراة كانت الأقوى في البطولة وهذا يعني الكثير.
ولم يحظ دراغمة بتحكيم الكثير من المباريات فقد كان للنتائج التي حققها منتخبنا اثر على عدم قيادة دراغمة للعديد من المباريات بسبب استضافته كحكم مرافق للمنتخب الفلسطيني وليس حكما محايدا.

الجمهور
لم تخلو قاعة البطولة من الاعلام الفلسطينية والكوفية التي غطت رؤوس العديد من ابناء شعبنا الذين تواجدوا في الاردن الشقيق للمساندة والدعم ، وقد زارت البعثة العديد من الوفود ابرزها بعثة الاندية الارثوذكسية الذي كان لوقفتهم المشرفة اكبر الاثر كيف لا وهم الفلسطينيون حتى النخاع .

قالوا عن المنتخب:
أعرب نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة السلة كاوه فيصل عن ذهوله من مستوى المنتخب الفلسطيني خلال بطولة غرب اسيا، وقال " بصراحة لم أكن أتوقع ان أرى سلة فلسطين بهذا المستوى المشرف".
ودعا فيصل لضرورة إقامة معسكرات خارجية لمنتخب فلسطين لأنه بالتأكيد سيكون له شان كبير في القارة الصفراء.
من جانبه قال قال رئيس البعثة السورية في بطولة غرب آسيا لكرة السلة أبي دوجي ان منتخب فلسطين قلب الموازين، حيث بدا التطور والتقدم الكبير على مستوى المنتخب وفي المستقبل سيكون منافس قوي على مستوى قارة آسيا.
فيما أشاد نادر بسمة نائب رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة بالأداء الذي قدمه منتخب فلسطين ضمن منافسات غرب آسيا.
وقال "لفت نظري أداء منتخب فلسطين، تفاجأت بالمستوى الرائع، لم أكن أتوقعه". لكنه طالب بتدعيم المنتخب بلاعب مجنس.