|
من يحمي قرية لفتا المقدسية من سرقة آثارها وتراثها العريق ؟؟؟
نشر بتاريخ: 07/06/2015 ( آخر تحديث: 07/06/2015 الساعة: 13:15 )
الكاتب: غسان مصطفى الشامي
يواصل العدو الصهيوني جرائمه بحق التاريخ والآثار الفلسطينية، سعيا منه لمحو الذاكرة الفلسطينية، وتزييف التاريخ وسرقة آثارنا الشامخة، وهي الشاهد على أن هذه الأرض كنعانية عربية فلسطينية الجذور.
تواجه في هذه الأيام قرية لفتا الفلسطينية الأثرية، وهي من قرى القدس المهجرة مخططات الاحتلال الصهيوني من أجل سرقة آثارها وتراثها وتاريخها وحضارتها، ويسعى الصهاينة إلى تسجيلها ضمن لائحة التراث العالمي في منظمة اليونسكو كموقع تراثي (إسرائيلي)، حيث أعلنت ما تسمى بـ (اللجنة الإسرائيلية لليونسكو) موافقتها على إدراج اسم قريتي لفتا وعين كارم الفلسطينيتين على لائحة الاقتراحات للإعلان عنهما كموقعين في التراث العالمي في (إسرائيل)، وهو ما أحدث غضبا كبيرا وشعبيا بين الفلسطينيين. إن قرية لفتا التراثية تعد من أجمل مدن فلسطين، وتحمل طابعا تاريخيا فريدا لأنها من القرى المهجرة القليلة التي بقيت معالمها ومنازلها القديمة شاهدة ، كما أن زائر هذه القرية يشتم عبق فلسطين وأشجارها ورحيق أزهارها وأرضها الطيبة، لذا تتعرض اليوم هذه المدينة الجميلة لهجمة شرسة من قبل شركات وجمعيات الاستيطان الصهيونية لإحكام السيطرة عليها، عبر وضع مخططات خبيثة لبناء عشرات الوحدات السكنية على أراضيها، من أجل سرقة هذه الأراضي الطاهرة، وطمس معالم قرية لفتا العربية الإسلامية العريقة. وبحسب مصادرنا الجغرافية الفلسطينية تقع قرية لفتا إلى الشمال الغربي من مدينة القدس، وتبعد عنها خمسة كيلومتر، وتقوم على موقع قرية (نفتوح) بمعنى فتح الكنعانية، وبلغت مساحة أراضيها (8743) دونماً، وتحيط بها أراضي قرى: شعفاط، بيت حنينا، بيت إكسا، ودير ياسين، وقدر عدد سكانها عام 1922م حوالي (1451) نسمة، وفي عام 1945م أصبح عدد سكانها حوالي (2550) نسمة، وفي تاريخ 7/2/1948م قامت العصابات الصهيونية باقتحام القرية وتهجير وتشريد أهلها البالغ حوالي (2958) نسمة، وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستعمرة (مي نفتواح) ومستعمرة (جفعات شاؤول) والحي اليهودي (روميما)، وهذه المستعمرات تعد من ضواحي القدس، وهناك بعض المنازل الباقية والتي رممت ليقطنها اليهود. إن هذه القرية الفلسطينية الكنعانية الأصيلة ذات المنازل العتيق تشهد على فظاعة جرائم الاحتلال بحق الأرض والإنسان الفلسطيني، ولن تمحوها الذاكرة ولن يمحوها التاريخي رغم كل المحاولات الصهيونية لمصادرها وتهويدها وضمها للمتحف الصهيوني التوراتي، إلا أن مسجدها القديم لازال باقيا الذي يعود تاريخ بنائه إلى قبل أكثر من 800 عاما، وعين الماء فيها والمقبرة شواهد تاريخية فلسطينية تحيي المكان، ومازال أبناء القرية الأماجد متمسكون بأرضهم وحقهم في العودة إلى قريتهم المهجرة، ويحتفظون بأوراقهم الثبوتية التي تعود لما قبل العهد العثماني والتي تثبت ملكيتهم لمنازلها وأراضيها. ويطمع الصهاينة في مصادرة أراضي هذه القرية التاريخية وتسجيلها باسم الكيان كموقع تراثي لأسباب عدة منها موقع القرية الجغرافي المميز و أهميتها الإستراتيجية وقيمتها المعنوية لأنها تمثل بوابة القدس الشمالية والغربية، وفي حال التمكن من تهويد هذه المدينة تمثل خطوة مهمة لتهويد باقي القدس، لتصبح مدينة القدس يهودية، ومركزا لليهود فقط . وقد أعلنت مصادر صهيونية سابقا عن مشروع لهذه القرية يقضي باعتمادها كمركز لدراسة التاريخ الطبيعي، خاصة أن مبانيها حسب مصادرنا التاريخية لازالت تظهر بمظهر جمالي تراثي رائع، تزينها ديكورات حجرية وأعمدة وأقواس فخمة وطراز فريد رسمته طبيعة فلسطين الخلابة. وتعمل سلطات الاحتلال الصهيوني عبر الجمعيات الاستيطانية على تكثيف جهودها لتهويد مدينة لفتا ضاربة بعرض الحائط كافة المعاهدات الدولية لحماية الآثار والتراث العالمي، حيث كانت آخر محاولات تهويدها وطمس معالم المدينة، وتزييف تاريخها العريق السعي لتحويل ما تبقى منها لمنتجعات سياحية لكبار الأثرياء الصهاينة، وبناء مراكز صهيونية يهودية، وتم التصدي لهذه المخططات العنصرية، وإلغاء المناقصات التي طرحت في الصحف الإسرائيلية، كما أعلنت سابقا ما تسمى بـ"سلطة أراضي إسرائيل" عن عرض أراضي لفتا بالمزاد العلني للبيع، كما كرس الاحتلال الكثير من الوقت لإقامة مشاريع أخرى، منها سكة حديدية تمر عبر أراضي قرية لفتا ومحطة قطار مركزية . إن استهداف قرية لفتا يعد استهداف للموروث الثقافي والحضاري الفلسطيني هو جزء من سلسلة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق التراث الفلسطيني والهوية الثقافية والمقدسات الفلسطينية بشكل عام والقدس بشكل خاص، وما تواجهه قرية لفتا، تواجه الكثير من القرى الفلسطينية الأثرية التي دمرها الاحتلال وخرب آثارها، كما عمل على فرض حظرا على الفلسطينيين من زيارتها، ومنع اللجان التاريخية والسياحية المختصة من الوصول إليها والإطلاع على آثارها الحضارية التراثية الكنعانية القديمة. نحن اليوم كفلسطينيين أمام تحديات كبيرة لحماية تاريخ وآثار هذه القرية، خاصة أن دولة فلسطين ترأست قبل أيام للمرة الثانية اجتماعا دوليا على درجة كبيرة من الأهمية في منظمة اليونسكو، للدول الأطراف الموقعة على اتفاقية حظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة. كما يتوجب العمل على تشكيل لجنة فلسطينية خاصة للدفاع عن القرى الفلسطينية الأثرية التي تتعرض للتهويد وفضح جرائم العدو الصهيوني بحق مدننا وقرانا التاريخية التراثية . |