|
قهر..الرجال
نشر بتاريخ: 07/06/2015 ( آخر تحديث: 07/06/2015 الساعة: 18:00 )
بقلم : بدر مكي
سنوات من العمل الجاد والدؤوب..وسهر الليالي..حتى يتحقق حلم شعبنا..بأن يلعب على أرضه وبين جمهوره..في الملعب البيتي..وقد هرمنا للوصول الى هذا الهدف التاريخي..الذي سجله اللواء جبريل الرجوب..في مرمى العالم..وتحول الحلم الى سراب..بفعل فاعل..لماذا..التدخل في الشأن الرياضي من قبل الساسة..وهؤلاء يعلمون..رفض الجنرال الرجوب..لأي تدخل سياسي في شأن الحركة الرياضية..لأنه يطيح بها وبالمنجزات التي تحققت بفضل حكمة قائد المسيرة الرياضية... في عام 74،كان ياسر عرفات يخطب بالأمم المتحدة قائلاً: "لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي"..والعرفاتي جبريل الرجوب قالها في كونغرس الفيفا هذا العام "لا تسقطوا الكرت الأحمر من يدي"..الأب و إبنه.. أمام العالم وبالفم المليان.."ليرحل الإحتلال ..والحرية لفلسطين". وتحول المشروع الفلسطيني في الفيفا الى لجنة تمتاز بآليات رقابة على الجانب الإسرائيلي،حتى ترفع الظلم والمعاناة عن رياضتنا الفلسطينية..ولو لم يتم ذلك..لسقط المشروع الفلسطيني لأنه لا يجوز مناقشته، حتى يحظى بأغلبية في التصويت ،وحين إكتشف اللواء الرجوب أن عديد من الأصدقاء والأشقاء،سيساندونه ولكنهم لن يدعموا مشروع القرار،قرر سحب الطلب الى حين. عندها..وكأن الأمر مبيت و يخفي ما هو أعظم..انبرت العديد من الأقلام والمواقع الإلكترونية..للهجوم وبأبشع الأوصاف..متهمة الرجوب بالنكوص عن وعده..بتعليق عضوية الكيان..و زاد الأمر..في بلبلة التصويت للأمير علي..و رغم أن اللواء الرجوب حسم الموضوع..بتصويته لصالح الأمير.. لكن ذلك لم يشفع له استمرار الحملة الشرسة..و زاد الأمر حدة..لدى الأشقاء في الأردن..وكأن البعض كان يتربص..وينتظر اللحظة المناسبة..للهجوم على شخص اللواء الرجوب،والقرار الفلسطيني الحر إختار الأمير علي عن قناعة..ويجب أن تنتهي الحكاية عند هذا الحد. واكتملت الحلقة..بعدم اللعب على ملعبنا البيتي يوم الحادي عشر من الشهر الجاري أمام السعودية،برسم التصفيات المزدوجة لأمم آسيا وكأس العالم اعترف اللواء الرجوب بأن نقل المباراة الى ملعب السعودية كان قراراً خاطئاً..ولكني كنت شاهد عيان..على أن إتحاد الكرة في جلسته ظهر يوم الأربعاء الماضي في مقره بالرام..كان مصراً على إجراء اللقاء في ملعبنا البيتي هذا الإتحاد الذي سأطالب بالتجديد له ولرئيسه و لأمينه العام..و بعد الساعة السادسة من مساء نفس اليوم..إتضح تدخل الرئيس محمود عباس بالقرار بعد مكالمة هاتفية مع مسؤول سعودي كبير..مؤكداً أن منتخب المملكة لا يستطيع الوصول الى فلسطين عبر منافذ يسيطر عليها الإسرائيليون..بإدعاء أن ذلك تطبيعاً..علماً أن الإتحاد الفلسطيني عبر رسائله للإتحاد السعودي وكذا تصريحات و لقاءات رئيس إتحادنا مع نظيره السعودي وفي أكثر من محفل..أكد أنه لن يكون هناك دور أو تدخل للإسرائليين في الدخول الى فلسطين..ولكن الرئيس جانبه الصواب!! واضطر اللواء الرجوب الى طلب جلسة طارئة لإتحاد الكرة في اليوم التالي (الخميس) لإيضاح الصورة لزملائه من أعضاء الإتحاد..الذين كانوا على قلب رجل واحد،مؤكدين وقوفهم الى جانب رئيسهم ..بعد هذا التدخل في الشأن الرياضي..و الذي كان على السيد الرئيس أن يطلب مشورة اللواء الرجوب قبل أن يقرر في شأن ملعب المباراة مهما كانت الظروف،أخطأ الرئيس وما كان عليه أن يعطي كلمة في هذا الشأن. وواصل أصحاب الأقلام والمواقع إياها..الهجوم على اللواء الرجوب.. بصفته قائد الإتحاد،وقائداً فتحاوياً فذاً..وكأن الأمر مقصود و مبيت..ويتعلق بأجندات مختلفة وتصفية حسابات مع الرجل..الذي تحول بعد عشرات السنوات من إعتقاله في الغياهب أو خدمته العسكرية..ومن ثم قيادته لأكبر إتحاد..تحول الى رمز ملهم في الخدمة العامة..محاولين النيل منه..لأن قيمته و قامته أكبر منهم في كل شيء... ورغم اتساع حجم المؤامرة محلياً و خارجياً..إلا أن اللواء الرجوب قادر على تخطي أزمة يقودها أناس ما هم بكبار..وخاصة من ذوي القربي في الإطار وقد سقط القناع.. وسقطوا .يريدونك في الحياة قتيلاً..وقد خسئوا ،وأن الضغوط التي يتعرض لها..لن تكون سوى مزيد من التصميم على مواصلة المسيرة التي بدأت منذ سنوات..أصبحت فلسطين قبلة وعنوان لكل القادمين إليها من الكرة الأرضية..ولكن البعض لم يرق له ذلك..هذا الحراك الرهيب بكل مكوناته المتعلقة بالبنية التحتية،المسابقات،المنتخبات والتأهيل ذكوراً وإناثاً و وحدة الحركة الرياضية في رئتي الوطن..وأصبح العرفاتي ..ضمير شعبنا و فخر لفلسطين..و خاصة بعد فضحه للخروقات الإسرائيلية بحق رياضتنا الفلسطينية..و علاقاته الواسعة مع أركان اللعبة في العالم..و تحوله الى سفير لبلده في كل الأقطار. لا تحزن..أخي جبريل..الزمن غدار..و الزمن دوار..وتعلم يا أيقونة فلسطين..أنهم مهما فعلوا.بهذا التطاول والإنجرار وراء الأكاذيب والترهات..ستبقى عرفاتياً بإمتياز..وعنواناً لشباب فلسطين..شاء من شاء..وأبى من من أبى. |