وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحمد الله: ملتزمون بدعم أبناء شعبنا

نشر بتاريخ: 08/06/2015 ( آخر تحديث: 09/06/2015 الساعة: 09:49 )
الحمد الله: ملتزمون بدعم أبناء شعبنا
الخليل- معا - قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله:" إن الاحتلال لن يستطيع إلغاء وجودنا وحقنا في أرضنا مهما فعل من هدم وتهجير واقتلاع، وإن استمرار إسرائيل في سياستها في الاقتلاع من النكبة إلى النكسة إلى يومنا هذا، لن يزيدنا إلا إصرارا على الصمود والثبات في وجه الاحتلال".

وأعرب الحمد الله اليوم الاثنين، عن استعداد الحكومة لتوفير احتياجات قرية سوسيا وفق الإمكانيات المتاحة، خاصة دعم الثروة الحيوانية، مؤكداً على ان الحكومة ستقوم بإعادة بناء ما يتم هدمه من قبل الاحتلال في القرية.

اقوال رئيس الوزراء هذه، جاءت خلال كلمة القاها داخل خيمة الشهيد محمد أبو خضير المقامة في قرية سوسيا شرق يطا، المهددة بطرد سكانها والاستيلاء على أراضيها لصالح المستوطنات الاسرائيلية، بحضور ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين "جون جات راتر"، وممثلة برنامج الأغذية العالم في الأمم المتحدة "دانييلا أوين"، وعدد من الوزراء وقناصل والسفراء دبلوماسيين يمثلون 25 دولة أجنبية وعربية.

ونقل رئيس الوزراء خلال كلمته، تحيات الرئيس محمود عباس، وتأكيده على الوقوف إلى جانب أهل سوسيا وباقي الأراضي والمناطق المهددة بالترحيل والتهجير والاستيلاء، مضيفاً :"سنبقى الأوفياء لقضيتنا وحقنا في الحرية والاستقلال والعودة، وسنستمر في دعم صمود أهلنا في جميع أماكن تواجده، في الضفة الغربية وغزة، والقدس الشرقية، عاصمة فلسطين الأبدية".

وأضاف الحمد الله:" إسرائيل بسياستها وممارساتها ومخططاتها في هدم البيوت والترحيل قسرا، تعارض القانون الدولي والقانون الإنساني، وتنتهك الميثاق الدولي لحقوق الإنسان، وتقوض حل الدولتين، وهو الأمر الذي حذرنا منه في المحافل الدولية".

وشدد في كلمته، على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بدور فاعل في إلزام إسرائيل بوقف إزالة القرى الفلسطينية والتجمعات البدوية، ووقف سياسة ضم الأرض الفلسطينية إلى المستوطنات والتوسع على حساب أراضي هذه القرى والتجمعات.

وأشار رئيس الوزراء الى قيامه باطلاع عدد كبير من وزراء خارجية وسفراء وقناصل دول العالم خاصة دول الاتحاد الاوروبي، على الانتهاكات الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وسياسة الهدم والتهجير التي تتعرض لها قرية سوسيا، ومناطق السفوح الشرقية وفي المناطق "ج" ووقف مخططات التوطين القسري للبدو في الضفة الغربية وضم أرضهم للمستوطنات وبشكل خاص المشروع الاستيطاني (E1) في القدس الشرقية.

وقال :" طالبتهم لحث دولهم على الضغط على إسرائيل وإلزامها بوقف سياسة الهدم والتهجير بحق أهالي المناطق المهمشة والمسماة "ج" لا سيما قرية سوسيا، ووقف المخططات الإسرائيلية في التوطين القسري للبدو الفلسطينيين في الضفة الغربية وضم أرضهم للمستوطنات".

كما وتطرق خلال كلمته للحديث عن مؤتمر المانحين والذي عقد مؤخراً في "بروكسل" حيث أكد على خطورة تقويض الوجود الفلسطيني في المناطق "ج" والتي تشكل 63% من مساحة الضفة الغربية، مشيراً الى أهمية تمكين الحكومة الفلسطينية من الاستفادة من موارد هذه المناطق، لافتاً الى وضعه عدداً من المشاريع التنموية لتلك المناطق، بما يشمل المشاريع المنفذة من قبل الدول والمؤسسات الدولية المانحة.

كما وأكد الحمد الله، على أن الحكومة مصممة أكثر من أي وقت مضى، على تلبية احتياجات المواطنين في كافة أماكن تواجدهم، في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.

وشدد على أن إعادة إعمار غزة من أبرز أولويات حكومة الوفاق الوطني، وأنها تعمل بشكل حثيث على تسريع عملية إعادة الإعمار، رغم شح الإمكانيات، والمعيقات والعقبات التي ما زالت تحد من تمكين الحكومة من القيام بعملها في قطاع غزة.

وأشاد بدور المتضامنين الأجانب في دعم صمود الفلسطينيين بشكل عام، ودعم صمود أهالي قرية سوسيا بشكل خاص، معتبرا أن وقوفهم إلى جانب أهلنا في الضفة الغربية لا سيما في نعلين وبلعين والنبي صالح وسوسيا وكفر قدوم والمعصرة وأبو النوار ومشارف القدس الشرقية والعديد من المناطق المهددة بالجدار والاستيطان، وعملهم إلى جانب لجان المقاومة الشعبية وهيئة شؤون الجدار والاستيطان واللجان الفلسطينية المختلفة، كان له كبير الأثر في نقل معاناة شعبنا إلى الرأي العام العالمي وخلق حالة من التضامن على نطاق واسع.

وثمن الحمد الله دور الدول المانحة والمؤسسات الدولية التي تقف إلى جانب الحكومة في تنفيذ المشاريع التي تخدم هذه المناطق وتساهم في تثبيت أهلها على أرضهم ودعم صمودهم.

من جانبه، دعا "راتر" الحكومة الاسرائيلية، باسم الاتحاد الاوروبي لوقف أوامر الهدم لقرية سوسيا وأوامر الهدم الاخرى في المناطق المصنفة "ج".

وأكد على قرار الاتحاد الاوروبي والذي يعتبر المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية، مضيفاً:" الاتحاد الاوروبي يرفض الاستيطان بشكل مطلق".

كما وأعرب عن سعادته لوجوده اليوم في قرية سوسيا واستقباله من قبل سكانها، وأكد على أن حضور هذا العدد الكبير من ممثلي دول الاتحاد الاوروبي الى قرية سوسيا، هو رسالة واضحة من الاتحاد الاوروبي ضد سياسة هدم القرية وتهجير سكانها.

وقال ممثل الاتحاد الاوروربي:" هناك واجب اخلاقي على الاحتلال نحو تمكين التنمية في مناطق "ج" الخاضعة لسيطرته، والتس تشكل نسبة كبيرة من الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، والخطر يتهدد حياة أكثر من 300 شخص يعيشون في قرية سوسيا، في حال قامت اسرائيل بتنفيذ اوامر الترحيل والهدم".

وأضاف خلال كلمته:" سوسيا ليست حالة معزولة عما يحدث فهناك مخططات لترحيل البدو حول القدس الشرقية وقد زرنا ابو نوار برفقة رئيس الوزراء رامي الحمد الله واطلعنا عن كثب عما يحدث في المنطقة".

كما وأكد على التزام الاتحاد الاوروبي بدعم المشاريع التنموية بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية في مناطق "ج" الامتداد الطبيعي للدولة الفلسطينية المستقبلية.

من جانبها، تحدثت ممثلة الامم المتحدة عن الدعم الذي قدمته مؤسسات الامم لقرية سوسيا خلال العشر سنوات الماضية، اضافة لتقديم المساعدة القانونية واعداد المخططات الهيكلية للقرية بالتعاون مع المجتمع المحلي لتعزيز صمودهم.

وقالت:" زيارتنا اليوم الى قرية سوسيا، تعبر عن موقف الامم المتحدة بخصوص التجمعات السكانية وترحيل السكان عن اماكن سكناهم، قرية سوسيا تواجه خطر الترحيل ومن الضروري المحافظة على الوجود في مناطق "ج" وهي ضرورية للحفاظ على تواصل الدولة الفلسطينية واقامتها".

وأضافت أوين :" لقد دعت الامم المتحدة لوضع حد للمخططات الاسرائيلية في مناطق "ج" ، إن التهجير الفردي او الجماعي يتعارض مع المادة 49 من اتفاقية جنيف ويتعارض ذلك مع القانون الدولي الانساني، كما ويتنافى مع التزامات حقوق الانسان، وعلى اسرائيل الامتناع عن التهجير القسري وتوفير الحماية للمدنيين الواقعين تحت الاحتلال وتأمين الحق الاساسي بالحصول على مسكن ملائم وتوفير سبل الحياة لهم".

وقالت :"مجتمع سوسيا ومجتمعات أخرى في مناطق "ج" مهددة بالترحيل وتستدعي وتستوجب تقديم الدعم والمآزرة، وليس هناك سبيل آخر إذا أردنا ان نحافظ على قابلية الدولة الفلسطينية للحياة وقابليتها للاستمرار، وحضورنا اليوم الى هنا ووقوفنا الى جانب الحكومة الفلسطينية، لمنع التهجير القسري هنا في سوسيا".

كما والقى نائب محافظ الخليل، مروان سلطان كلمة، أكد فيها على ان الشعب الفلسطيني وبرغم المضايقات والمعيقات ومخططات الترحيل والتهجير من قبل الاحتلال ومستوطنيه، الا انه مصر على البقاء فوق أرضه وممارسة حياته اليومية.

وقال سلطان:" نحن هنا لنرسل رسالة قوية من القيادة الفلسطينية للاسرائيليين اولا وللمجتمع الدولي بأننا باقون هنا وسنبقى على هذه الارض ومقاومين للاحتلال حتى اقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".

كما قال وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان:" ليس مفارقة ان تمنع الادارة المدنية الاسرائيلية وجيش الاحتلال وضع مخططات لترحيل سوسيا وتجمعات أخرى، لكن المفارقة أن تقوم محكمة اسرائيلية بتقرير ترحيل سكان سوسيا لعدم وجود بنية تحتية فيها، يمنعوننا من تقديم الخدمات وتنظيم قرية سوسيا ثم يأمرون بهدمها".

وأكد على أنه سيتم اعادة بناء اي بيت يتم هدمه في سوسيا او في اي منطقة فلسطينية، بهدف احباط مخخطات الاحتلال الهادفة لتفريغ الارض الفلسطينية من سكانها وهذه المخططات لن تنجح، وقال:" سنستمر بتقديم الخدمات للسكان في سوسيا ولابناء الشعب الفلسطيني، وبناء اي بيت يقوم الاحتلال بهدمه".

وحذر عساف من مغبة اقدام الاحتلال على ترحيل سكان سوسيا وهدم قريتهم، وتدمير التجمعات السكانية الاخرى واخلاء البدو من السفوح الشرقية مضيفاً:" سيكون له عواقب وخيمة على مستقبل المنطقة".

وتحدث الدكتور كمل مخامرة أمين سر حركة فتح في يطا ومسافر يطا، عن التجمعات السكانية في مسافر يطا، مشيراً الى وجود 11 تجمعا سكانيا يعيشون على مساحة تقدر بنحو 35 الف دونم، مشيراً الى أن السكان -حراس الارض- مصممون على العيش والبقاء فوق أراضيهم، وطالب بتقديم الدعم اللازم لهم من الحكومة الفلسطينية ومن الاتحاد الاوروربي والدول والمؤسسات الدولية المانحة.

كما وشكر جهاد النواجعة رئيس المجلس القروي لسوسيا، الحضور على وقفتهم وحضورهم لتأييد سكان القرية في مطالبهم المشروعة والعادلة وتحقيق آمالهم بالعيش بحرية والتخلص من الاحتلال الاسرائيلي، وتحدث عن مراحل التهجير التي عايشها سكان قرية سوسيا، والضغوطات الممارسة عليهم من الاحتلال والمستوطنين الهادفة لطردهم عن اراضايهم.

وقال النواجعة:" نطالبكم في الاتحاد الاوروبي ودول العالم بالضغط على اسرائيل للكف عن الممارسات المتخذة بحقنا في قرية سوسيا ومنع تهجيرنا.

من جانبه شدد رئيس بلدية يطا موسى مخامرة على أهمية دعم سكان سوسيا، مشيراً الى أن الجميع يقف أمام امتحان صعب، مطالباً الاتحاد الاوروبي بتشكيل لجنة قانونية لوضع حد لغطرسة الاحتلال ومستوطنيه في ترحيل سكان مسافر يطا عن أراضيهم.

وقال مخامرة:" آن الأوان ان نقف سداً أمام مخططات الاحتلال وحماية ابناء شعبنا من الترحيل وعلى الاحتلال ان يرحل هو عنا".

وفي نهاية الكلمات تجول الحمد الله برفقة قناصل الدول الاوروربية والعربية في القرية واستمعوا من السكان لشرح مفصل عن طبيعة الحياة في قرية سوسيا، وقرر رئيس الوزراء الاستجابة لطلب المجلس القروي لسوسيا بتوفير سيارة لهم وكذلك دعمهم بالاعلاف لاغنامهم خلال الفترة القادمة.