محاربة ظاهرة الباعة المتجولين من الاطفال

رام الله - خاص معا - سعيا لانهاء ظاهرة الباعة المتجولين في شوارع محافظات الضفة الغربية وتوفير الامن والامان لهم... شرعت الشرطة الفلسطينية بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية والنيابة وشبكات حماية الاسرة بتنفيذ قرار منعهم من العمل كباعة متجولين او متسولين على مفارق الطرقات.

واوضح المقدم لؤي ارزيقات الناطق باسم الشرطة لـ معا ان كافة الجهات المعنية المذكورة، اعدت خطة ودراسة لمتابعة هذه الظاهرة، وشرعت بتطبيقها حماية لمستقبل هؤلاء الاطفال.

واكد ارزيقات ان الشرطة القت القبض قبل ايام على 6 اطفال من محافظة بيت لحم يعملون باعة متجوليين على مفارق الطرقات، وتم ايقافهم من قبل النيابة ثم تم تحويلهم للقضاء موقوفين، بحضور مراقب السلوك من الشؤون الاجتماعية.

واضاف انه تم اليوم الثلاثاء ايقاف 20 طفلا من الخليل بحضور دائم لمراقب السلوك، وسيتم احضار ذويهم لمطالبتهم بضرورة رعاية اولادهم وسيتم توقيعهم على تعهدات بعدم خروج ابنائهم مرة اخرى للشوارع، ومن لن يلتزم بهذا القرار سيتم محاكمته بتهمة "الاهمال بقاصر".

واوضح ارزيقات لـ معا ان الخطة التي تم اعدادها لحماية هؤلاء الاطفال من كافة الجهات المختصة جاءت لان وجودهم في الشوارع يشكل خطرا على حياتهم من حوادث الطرق والاستغلال والهروب من التعليم وتواجدهم في بيئة لا تناسب اعمارهم.

واكد ارزيقات ان هذه الخطة ستستمر وتمتد لتطال كافة المحافظات، وستعمل كافة الجهات المختصة على منع هذه الظاهرة.

وناشد المقدم ارزيقات العائلات بضرورة متابعة ابنائهم وعدم اجبارهم على العمل، حيث ان قانون العمل الفلسطيني يعاقب على ذلك، مطالبا اياهم بالتوجه للمراكز الاجتماعية والثقافية وخصوصا خلال العطلة الصيفية والابتعاد عن الشوارع.

وفي ذات السياق، اكد محمد زبون مراقب السلوك في قسم "الاحداث في خلاف مع القانون" التابع للشؤون الاجتماعية ان القسم تابع الاطفال الستة الذين منعتهم الشرطة في بيت لحم من العمل كباعة متجولين، وحضر معهم جلسة المحكمة واوقف لهم محام خاص من وزارة الشؤون.

واضاف زبون لـ معا ان قسم الاحداث تابع الاطفال بشكل فردي وقدم لهم ارشادات ونصائح، وتم متابعة الوضع الاجتماعي والاقتصادي لعائلاتهم والسبب الذي دفعهم للخروج والعمل في الشوارع، وسيتم مساعدتهم من خلال برامج الشؤون الاجتماعية للمساعدات، كون غالبيتهم يعانون ظروفا اقتصادية صعبة.

واضاف زبون انه سيتم متابعة الاطفال نفسيا وماديا واجتماعيا بالتعاون مع شبكة حماية الطفولة وكل الجهات المختصة التي كانت جزءا من هذه الخطة، وسيتم اعادة بعضهم للمدارس بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي القادم.

وقال زبون ان هؤلاء الاطفال ضحايا، وقد يتعرضون للاستغلال، لذلك ستتابع الجهات المعنية اوضاعهم وتأكيد عدم عودتهم للشوارع، من خلال العائلات التي وقعت على تعهدات بذلك ومن خلال الارشادات والمساعدات، وتقديم كل ما في وسعهم لمساعدة هذه العائلات والاطفال.

وافاد محمد منصور مراقب السلوك في قسم "الاحداث في خلاف مع القانون" في الشؤون الاجتماعية لـ معا انه التقى الاطفال الـ 20 الذين قبضت الشرطة عليهم وقدمت لهم الدعم النفسي اللازم بحكم انهم اطفال بسن "10، 11، 12 و 15 عاما" وتم التواصل مع عائلاتهم لمعرفة اوضاعهم المادية والاجتماعية، وسيتم متابعة العائلات التي تعاني من تفكك اسري او من اوضاع مادية صعبة.

واضاف منصور انهم ومرشد حماية الطفولة في جهاز الشرطة جلسوا مع الاطفال بشكل فردي واستعموا منهم لاسباب خروجهم للشارع وعن اوضاع عائلاتهم، ليتم اخذ هذه المعلومات بعين الاعتبار خلال متابعتهم وخلال تقديم الدعم والمساندة والمساعدة لهم.

واوضح منصور ان عدد الاطفال الذين يعملون كباعة متجولين في شوارع الخليل، تعرضوا للاستغلال الجنسي والمادي والجسدي من قبل صاحب العمل او غيره، لذلك سيتم العمل بجهود مكثفة لحماية هؤلاء الاطفال والحد من هذه الظاهرة، بحكم انها في الخليل منتشرة بشكل كبير.

اعداد: عبلة درويش
وكانت شبكة معا قد اعدت تقريرا قبل مدة حول هذه الظاهرة اضغط هنا لمشاهدته