وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الكوماندو البحري الاسرائيلي - ماض وحاضر

نشر بتاريخ: 10/06/2015 ( آخر تحديث: 11/06/2015 الساعة: 16:26 )
الكوماندو البحري الاسرائيلي - ماض وحاضر

بيت لحم- معا- بدأ التفكير بإقامة سلاح البحرية الإسرائيلي حتى قبل قيام اسرائيل وتحديدا مع اطلاق شرارة الحرب العالمية الثانية 1940 حيث اعتمدت الوكالة اليهودية سياسة استغلت فيها حاجة الحلفاء عموما وبريطانية خصوصا للمتطوعين وأرسلت المئات من المستوطنين اليهود في فلسطين للتطوع ضمن الجيش البريطاني كافة أذرعه البرية والجوية والبحرية بهدف اكتساب الخبرة العسكرية في جميع هذه المجالات بأي ثمن كان.

وهدفت الوكالة اليهودية من دفع اليهود ممن استوطنوا فلسطين للتطوع في صفوف الجيش البريطاني إلى استغلال الحرب لبناء قوة عسكرية يهودية إضافة إلى فتح المجال إمام إمكانية شراء الأسلحة.

غالبية المتطوعين اليهود عملوا في خدمات مساعدة لسفن الأسطول البريطاني مثل أعمال الصيانة داخل الموانئ والأعمال الكهربائية وغيرها من المهن وعلى متن السفن الساحلية.

وسمحت البحرية البريطانية لعدد قليل منهم بالعمل على متن السفن الحربية في أعالي البحار.

ومن بين 12 ضابطا رشحتهم الوكالة اليهودية عين ضابط واحد فقط في مهام قتالية خاصة علما بان عدد اليهود المستوطنين في فلسطين الذين تطوعوا للعمل في الأسطول البريطاني وصل إلى 1100 متطوع.

تغيرت هذه السياسة عام 1941 بعد النقص الشديد الذي عاناه الأسطول البريطاني فوافق على تجنيد بعض الجنسيات غير البريطانية للعمل على سفن الأسطول الحربية بمن فيهم الكثير من اليهود الذين عملوا في موانئ فلسطين الخاضعة للانتداب البريطاني ما منح اليهود والوكالة اليهودية الفرصة التي كانوا ينتظرونها.


وكانت الانطلاقة الفعلية للكوماندو البحري الإسرائيلي مع نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 حيث أنشأت منظمة "البملماخ " الإرهابية أول قوة بحرية يهودية عرفت باسم "خلية التخريب البحري" وكان الهدف من إقامتها محاربة الأسطول البريطاني الذي كان يمنع او يعيق الهجرة اليهودية من دول أوروبا إلى فلسطيني من وجهة نظر المنظمات الصهيونية.

في هذا الوقت طلب ابرهام زكائي قائد القوات البحرية في البلماخ من قيادة المنظمة إقامة قوة بحرية جديدة تخضع لقيادة المنظمة وتتخصص بشن الهجمات على سفن الأسطول البريطاني التي كانت تحرس الشواطئ الفلسطينية لمنع تدفق الهجرة غير القانونية.

وشهد ميناء حيفا أولى عمليات هذه الوحدة حيث تسلل ثلاثة مقاتلين بقيادة "يحوئاي بن نون" الى الميناء مستخدمين قارب صيد باسم "عليزا " يعود إلى مستوطنة "كيبوتس سدوت يام " واقتربوا لعدة مئات من الأمتار من سفينتي حراسة بريطانية كانت ترسوا في الميناء ومن ثم سبح احدهم إلى السفن والصق بها ألغاما فتم تدمير احد السفن فيما نجت الأخرى بسبب عدم انفجار اللغم.



بعد نجاح هذه العملية قررت قيادة "الهغاناة " الصهيونية اعتماد هذه الوحدة وتوسيعها وقام أفرادها عام 1946 بعملية تهدف إلى تدمير أربع سفن بريطانية في ميناء حيفا لكن العملية فشلت بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذها الأسطول البريطاني.

بعد صدور قرار التقسيم قررت قيادة "الهغاناة " وقف العمليات ضد بريطانيا وحل الوحدة البحرية المذكورة وذلك لانتفاء الحاجة إليها وفقا للمصادر التاريخية الإسرائيلية.

مع إقامة إسرائيل عام 1948 عملت في إسرائيل العديد من خلايا التخريب البحري جرى توحديها عام 1949 تحت اسم " الكوماندو البحري " وذلك بالتعاون مع رجل الكوماندو الايطالي "برونزو كافريوتي".

عام 1951 تغير اسم الكوماندو البحري الى ما يعرف اليوم " بشيطت 13 " أو الدورية البحرية 13".

وجاء رقم 13 في اسم الوحدة من تقليد بحري في ذلك الوقت اقرب إلى الأسطورة حيث يتناول البحارة الشراب المسكر ويسكرون في اليوم الثالث عشر من كل شهر.

ويعتبر قائد القوة البحرية لمنظمة البلماخ "يحوئاي بن نون " مؤسس "شيطت 13 " وقائدها الأول وفيما بعد تولى قيادة سلاح البحرية الإسرائيلية.

والهدف الأساسي لإقامة "شيطت 13 " وفقا للمراجع العسكرية الإسرائيلية " أن تشكل قوة هجومية مدربة تعمل في مياه وشاطئ الدول المعادية.

واهم ما يميز هذه الوحدة التي تعتبر من أهم الوحدات العسكرية الإسرائيلية الخاصة وتتكون من خيرة المقاتلين " الضفادع البشرية".

قدرة مقاتليها على خوض القتال برا وبحرا وجوا وقدرتها على الوصول للأهداف المعادية عبر البحر وذلك من خلال " الغوص، استخدام وسائل السطح البحرية ، والوسائل تحت المائية .

وتعتبر التدريبات التي يتلقاها مقاتلي الوحدة الأقسى والأشد في الجيش الإسرائيلي والأكثر مهنية وتخصصا حيث يستمر برنامج التدريب للمجند الجديد 20 شهرا متواصلة بعد أن يمر بـ 4 أيام من الاختبارات البرية والبحرية القاسية ينتقل بعده لما يعرف باسم " مناوبة الوحدة ألتمهيديه " ودورة مظليين ودورة في فنون الغوص القتالي ودورة في فنون الملاحة والحرب ضد الإرهاب على اليابسة .

بعد هذه التدريبات القاسية يمنح المجند شعار الكوماندو البحري ورتبة رقيب أول .

وتقع قاعدة هذه الوحدة على شواطئ "عتليت" جنوب حيفا ويلتزم الجندي في هذه الوحدة بالخدمة الدائمة مدة سنة ونصف بعد انتهاء الخدمة الإلزامية .

وتولى الكثير من قادة هذه الوحدة قيادة سلاح البحرية في إشارة إلى القدرات الكبيرة التي يتمتعون بها ومنهم قائدها الأول " يحوئاي بن ون ، زئيف الموغ ، عامي ايلون ، يديه يعري ".

وحتى وقت قريب كان من المحظور نشر أي نبأ عن مجرد وجود هذه الوحدة ولا زال هذا الحظر ساريا على نشر اسم قائدها أو صور جنودها لما لهذه الوحدة من مهام سرية ومعقدة لم تفصح إسرائيل حتى هذا اليوم عن غالبيتها فيما تناولت وسائل الإعلام الغربية والعربية الكثير من الإنباء عن عمليات سرية قام بها جنود هذه الوحدة مثل الادعاء بتنفيذ عملية وسط العاصمة الإيرانية طهران انتهت بتفجير مخزن وقاعدة لصواريخ شهاب والعمليات الاستخبارية التي سبقت قصف المفاعل النووي السوري قبل اكثر من 6 سنوات وعمليات اعتراض سفن ادعت إسرائيل بأنها تشحن أسلحة إيرانية إلى قطاع غزة.

أشهر العمليات التي اشتركت بها وحدة "شيطت 13".

1- اغتيال القائد الفلسطيني خليل الوزير "أبو جهاد " في تونس يوم 16/4/1988 .

2- تفجير سفينة "مون لايت" التي تعود لحركة فتح وكانت ترسو عام 1985 في ميناء عناب الجزائري بحجة أنها كان تستعد لحمل مجموعة فلسطينية مقاتلة باتجاه الأراضي المحتلة لتنفيذ عملية.

3- عملية الأنصارية في جنوب لبنان حيث انطلق جنود الوحدة في منتصف ليلة 5/9/1997 باتجاه قرية الأنصارية بهدف اغتيال أو اعتقال احد قادة حزب الله لكن مقاتلي الحزب كانوا لهم بالمرصاد وانزلوا بجنود الوحدة اكبر هزيمة في تاريخها حيث أبادوا جنود القوة المهاجمة وعددهم 12 ضابطا وجنديا بشكل كامل فيما عرف بالتاريخ الإسرائيلي بمأساة "الشيطيت".

4- اشترك جنود الوحدة منتصف الثمانينيات فيما يعرف باسم عملية "موشة" والهادفة إلى استجلاب اليهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل عبر السودان .

5- في ابريل عام 2010 قررت الأركان الإسرائيلية منح جنود الوحدة أنواط الشجاعة على عمليات وصفتها بالسرية رفضت الإفصاح عن ماهيتها.

6- اندمج جنود الوحدة خلال انتفاضة الأقصى مع بقية الوحدات في قتال رجال المقاومة الفلسطينية فقام رجل الوحدة باعتراض سفينة الأسلحة الشهير " كارين A" إضافة إلى تنفيذ عمليات برية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

7- الهجوم على أسطول الحرية التركي وما شهدته هذه العملية من قوة مفرطة أدت إلى مقتل 10 من النشطاء الأتراك وأثارت الكثير من الانتقادات الدولية وسببت أزمة خطيرة في العلاقات التركية الإسرائيلية .

وتبقى هذه الوحدة الخاصة في ظل السرية شبه المطلقة ولا يسمح بنشر شيء عنها سوى ما تسمح به الرقابة العسكرية الإسرائيلية أو ما تداوله وسائل الإعلام الغربية ما يضفي على هذه الوحدة هالة من الغموض المقصود والمتعمد لأغراض الحرب النفسية ولأغراض عملية ميدانية أيضا.

وإعداد ومراجعة: فؤاد اللحام