وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

طلبة اليمن وافتراس مكاتب الخدمات

نشر بتاريخ: 10/06/2015 ( آخر تحديث: 10/06/2015 الساعة: 21:48 )
طلبة اليمن وافتراس مكاتب الخدمات
بيت لحم- معا- يتخبط حوالي 400 طالب فلسطيني عادوا من الجامعات اليمنية في خضم لعبة اعصاب تفرضها عليهم ظروفهم الصعبة بعد أن فقدوا قدرتهم على مواصلة تعليمهم، بينما تحاول بعض المكاتب الاصطياد في المياه التي غابت عنها وزارة التربية والتعليم تاركة الطلبة يواجهون مصيرهم لوحدهم.

محمود صلاح رضوان من قلقيلية طالب طب سنة ثانية، عاد بسبب الظروف في اليمن وهو اليوم فقد الأمل وبات يفكر بالدراسة في روسيا، قال لـ معا: "مكاتب الخدمات الجامعية لعبت بنا في الماضي عندما اقنعتنا بالتوجه للدراسة في اليمن، وهناك تركونا لشهور نعاني حتى تمكنا من تدبر أمورنا بمفردنا، واليوم عادت بعض هذه المكاتب لتمارس معنا ذات اللعبة من خلال ايهامنا بعقد صفقات ما بين الجامعات اليمنية ونظيرتها المصرية لتتحول دراستنا من اليمن إلى جمهورية مصر".

وفي هذا الجانب يوضح بسام النتشة والد الطالب مصعب الذي امضى 3 سنوات بدراسة الطب في اليمن وعاد بسبب الظروف هناك، أن أحد الاشخاص اتصل باولياء أمور الطلبة وادعى انه عقد اتفاقية ما بين الجامعات اليمنية (صنعاء، وتعز، والحديدة) وجامعة قناة السويس المصرية لينتقل إليها طلبة الضفة الغربية وغزة مع دفع ذات الرسوم التي كانوا يدفعونها في اليمن.

وأضاف ان هذا الشخص الذي تواصل مع الطلبة واولياء أمورهم عبر الفيسبوك أخبرهم انه متواجد في الأردن وأنه سيأتي الى رام الله، وعندما توجه الاهالي للقائه بناء على طلبه أبلغهم أنه يتواصل مع وزارتي التربية والتعليم العالي والخارجية برام الله، وفي اتصال ثان به قال إنه سلم الامر لمكتب خدمات جامعية وعلى الاهالي التوجه إليه.

وقال النتشة إنه اتصل بالمكتب المحدد وفي كل مرة يكون الرد سنتصل بكم وسنخبركم بأي جديد، ولكن بلا فائدة حتى أن المعلومات غير متوفرة ولم يعد هناك أي حديث عن تكاليف الدراسة أو الاجراءات المطلوبة لالتحاق الطلبة بالجامعة.

من ناحيته لم يذعن الطالب محمود رضوان للأمر وبادر بالاتصال مع جامعة قناة السويس ليلاقي ردا "الكلام ده ما حصلش، وغذا عاوز تتاكد كلّم وزارة التربية والتعليم العالي المصرية"، وبعد جهة والاستعانة بطلاب من مصر تمكن رضوان من الحديث الى وزارة التعليم المصرية التي فاجأته بنفي قاطع، بل تلقى ردا عنيفا حول من يقدم على التصرف باسم الوزارة دون علمها.

وهنا يقول طالب الطب محمود "غسلت يدي من الموضوع وادركت أننا عدنا الى مكاتب الخدمات وحيلها من جديد".

المعلومات المتوفرة لبعض الأهالي أن كل طالب سيدفع 6 آلاف دولار بينما في الوضع الطبيعي في الجامعات المصرية ان يدفع الطالب 1500 دولار سنويا، هذا مع عدم التأكد من أن ابناءهم سيلتحقون فعلا بتلك الجامعات.

ويلوم الطلبة وذووهم وزارة التربية والتعليم العالي في فلسطين لتركهم يتخبطون دون معرفة مصيرهم، ويقترح الطلاب العائدون من اليمن على وزارة التربية ان تعمل على تمكينهم من الالتحاق بالجامعات الفلسطينية أو خارجها، وان تتعامل معهم على أساس انهم طلبة طب وتحتسب لهم الساعات التي قطعوها.

وأضاف رضوان بامكانهم اخضاعنا لامتحان وتوزيعنا على جامعات الوطن أو اإلحاقنا بجامعات في الاردن ومصر.

ونفذ الطلبة العائدون من اليمن وأولياء امورهم اعتصامين في الخليل ورام الله مطالبين وزارة التربية والتعليم بالتدخل لحل مشكلة ابنائهم وتمكينهم من امكال مشوارهم العلمي.

واضطر حوالي 400 طالب فلسطيني من مغادرة اليمن إثر تردي الأوضاع الامنية، وقال أحد الطلبة لـ معا إنه تعرض للاحتجاز وزملاء له من قبل الحوثيين قبل ان يتمكنوا بعد تدخل السفارة الفلسطينية من مغادرة اليمن عبر الحدود السعودية ومن ثم الى الاردن فالضفة الغربية.
اعداد: كريم عساكرة