|
عائلة سليم.. الموت يتربص أطفالها
نشر بتاريخ: 11/06/2015 ( آخر تحديث: 11/06/2015 الساعة: 10:57 )
غزة- معا- تعيش عائلة المواطن عمر سليم "65" عاما جنوب مخيم البريج وسط قطاع غزة على أمل تنفيذ وعودات أطلقتها مؤسسات مختلفة قبل أكثر من سنتين لإنقاذ أطفالهم من خطر موت محقق بعد أن حصد المرض المجهول ثمانية أطفال في عمر الورود توفوا تباعا ولم يكتشف الأطباء سبب هذا المرض حتى الآن... وبين احتمالية الموت المفاجئ لأطفال آخرين من عائلة سليم في أي وقت تعاني العائلة من هوس دائم إن أصيب أي طفل بارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة حتى وان كانت لأسباب عرضية فيسارعوا إلى المستشفى في محاولة لإنقاذ حياته قبل أن يموت كالآخرين.
زيارة المنطقة التي تسكنها العائلة يعطي الزائر انطباعا واضحا أن المشكلة ما زالت تراوح مكانها وان الموت والمرض قد ينهش مجددا أجساد أطفال جدد من هذه العائلة بسبب تقصير الجهات الرسمية وعدم تلبيتها لوعودات سابقة بإيجاد حلول سريعة للمشكلة. انهم يكذبون "انهم يكذبون" هكذا وصف سليم تعامل الجهات الرسمية مع وعوداتها السابقة، مؤكدا أن مياه الصرف الصحي ما زالت تتدفق في المكان والروائح الكريهة تزكم الأنوف والأمراض تنتشر في كل جانب والموت يتهدد الأسرة في أي لحظة وتابع : "ما زلت انتظر موت أحفادي وأولادي في كل لحظة ولأنني لا املك سلطة او جاه لا يعير احد اهتماما بالمشكلة التي حصدت حتى الآن 8 أطفال في عمر الورود. ويعزو سليم الذي يسكن مع عائلته الممتدة (حوالي 200 نسمة) في منطقة شبه منعزلة عن المخيم ، سبب الموت المفاجئ لأطفال العائلة إلى بركة تجميع مياه الصرف الصحي القريبة من المنازل وما تسببه من انتشار الأمراض والروائح الكريهة والبعوض والزواحف... ما زاد الوضع صعوبة كما تقول العائلة قيام البلدية بنقل سوق الماشية بالقرب من منازل العائلة وتخصيص مكب للنفايات في نفس المكان. معاناة مستمرة وعن دور الجهات المحلية في حل المشكلة قال ان الاونروا وعدت من خلال محافظها في محافظة الوسطى سابقا خليل الحلبي بحل المشكلة من خلال تقديم مشروع عبر مؤسسة إنقاذ الطفل لمد خط للصرف الصحي بطول 400 متر وربطه بالشبكة المحلية إلا أن العائلة لم ترى شيئا على أرض الواقع... واتهم بلدية البريج بعدم القيام بالدور المطلوب منها في ايجاد حل للمشكلة مؤكدا أنها تعيق تنفيذ أي مشروع يخفف من معاناة سكانها مدعية أن المنطقة عشوائية وأنها غير مأهولة بالسكان. اهمال وتقصير.. وعن أعراض المرض التي تصيب الأطفال استرسل قائلا :"لا نعلم ماذا يحدث، فقط تزداد سخونة جسد الطفل وعندما ينقل بسرعة إلى المستشفى يعلن الأطباء موته دون تقديم أسباب واضحة، فتارة يقولون حمى بكتيرية وتارة أخرى يكتفون بالصمت وإلقاء اللوم على العائلة". واضاف: "المصيبة الكبرى أن أولادنا يموتون بصورة فجائية ولا نستطيع أن نفعل أي شيء لأنقادهم". ام محمد جدة الأطفال والتي لا تقل حزنا عن زوجها تتهم الأطباء في مستشفى الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة بعدم الاهتمام بالأطفال المرضى الذين يصلون إليها، مشيرة إلى أن بعض الأطباء باتوا يخافون الاقتراب من أطفال العائلة لمعرفتهم بتكرار حالات الموت بينهم لكنهم يكيلون الاتهامات للعائلة بأنهم المسئولين عن موت أطفالها.. اتهامات متبادلة حملنا اتهامات العائلة الى بلدية البريج لسماع رأيها فاستهل محمود طباشة المدير الفني فيها كلامه موضحا أن المنطقة التي تعيش فيها أسرة سليم منطقة سكنية تقع داخل نفوذ بلدية البريج وهي غير مفرزة من قبل اللجنة التنظيمة المركزية التابعة للبلدية. وأضاف: بالرغم من أن هذه المنطقة عشوائية إلا أنها ذات قيمة بالنسبة للمخيم لأنها قريبة من شارع صلاح الدين وبعيدة عن توغل قوات الاحتلال معترفا ان عائلة سليم تقدمت بطلب للحصول على خدمات وحل المشاكل التي تعاني منها خاصة مشكلة الصرف الصحي فطلبت البلدية منها تسوية أوضاعها ودفع رسوم البناء والتطوير والترخيص ,مؤكدا أنه في حالة استجابة العائلة لذلك فأننا جاهزون للعمل وبالتعاون معها من أجل تخفيف معاناتها والعمل على تقسيط المبالغ المستحقة نظرا لظروف الأسرة الاقتصادية خاصة وأن البلدية ليس سيفا مسلطا على رقاب المواطنين. |