|
كيف نحمي حركة فتح من التفكك ؟
نشر بتاريخ: 10/06/2015 ( آخر تحديث: 10/06/2015 الساعة: 14:59 )
الكاتب: فادي أبو بكر
من سنن الله تعالى أن خلقنا مختلفين ، وعلينا أن نعترف بذلك ، وحتى نعترف بهذا الاختلاف علينا أن نعترف بحق الآخر في مخالفتنا ببعض الأمور.
ما يميز حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" أنها قامت على أساس تجميع مختلف التيارات الفكرية وتحديد هدف جوهري لها ، ألا وهو تحرير فلسطين .ففي "فتح" تجد القومي، الماركسي، البعثي، الإسلامي، اليساري والمحافظ. تعيش حركة فتح اليوم انقساماً خفياً، لن تكون عواقبه حميدة على الحركة إذا استمر تجاهله و إشاحة النظر عنه . أما منابت هذا الانقسام والتفكك ، فحدث ولا حرج ، بدءاً من تصارع قيادات الحركة على الهيمنة والنفوذ، إلى الإعلام الحركي الهزيل ، وغياب لغة الحوار والانفتاح في قاموس الحركة الجديد. يمكن تشبيه حركة فتح اليوم بالرجل الميت سريرياً ، فإما نرفع الأجهزة عنه ويموت ، وإما يتحسن تدريجياً ويرجع لحالته . من مسؤوليات قيادات الحركة مخاطبة الكوادر الفتحاوية الشابة والثناء على الأفكار التي يطرحها شباب الحركة وتشجيعهم على المشاركة. وهذا يتم عن طريق الحوار المثمر وليس الجدال ، فالحوار عملية تثاقفية تفيد وتثمر ، وكما يقول المثل العربي القديم " تكلموا تعرفوا". لا شك بأن غياب الحوار من أحد أهم العوامل التي أدت إلى هذا التفكك والترهل ، ولإنجاح الحوار لا بد من إعادة إحياء الهدف الجوهري ، ألا وهو الهدف الوطني الذي بسببه انخرط الآلاف لهذه الحركة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. أما الحوار اليوم مع الأسف بات مناسبة للابتزاز المادي أو التهديد أو لتقديم الطلبات ، الأمر الذي أدى إلى جعل الحركة في أذهان الكثيرين مجرد ورقة تكليف ومسمى ومشروع استثماري.وكما يقول الفيلسوف الفرنسي بيير بايل " اغتصاب الضمائر لا يقل خطورة عن اغتصاب الأجساد". فإن عملية اغتصاب الضمائر الجارية حالياً لن تكون نهايتها سوى موت الحركة وتحللها . بالنسبة للسياسات الإعلامية للحركة فأقل ما يمكن أن يقال عنها أنها هزيلة وتشوه وجه الحركة . إن العدو الأساسي للشعب الفلسطيني هو الاحتلال الإسرائيلي ، وبما أن فتح هي أم الجماهير ، فعلى إعلامها الحركي أن يتجه نحو تعبئة الكادر وتوعيته نضالياً ووطنياً ، أما حالياً فالتركيز ينصب في تعبئة كوادر الحركة على أن حماس هي العدو متناسين أن هناك وطن ينتظر تحريره ، ولاجئين ينتظرون يوم عودتهم ، وسجون تنتظر تبييضها. لطالما كان الرجل الفتحاوي نموذج يُقتدى به ، وبسبب السياسات المتبعة حالياً شوهت هذه الصورة ، وأصبح الفتحاوي في نظر الكثيرين مجرد رجل انتهازي همجي . قيادة الحركة مطالبة بإحداث تغيير جذري واحتواء الأثر السلبي الذي تركته السياسات الإعلامية الهزيلة، و السياسات الإدارية التي تعامل كوادر الحركة وكأنهم موظفون في شركة خاصة . عدة قضايا يجب الوقوف عندها أبرزها : • البدء من جديد و تكثيف عمليات التعبئة والتوعية والبناء التنظيمي في ظل غياب مسألة بناء الفكر التنظيمي . • الانفتاح على تعلم أشياء جديدة ، وتبادل الأفكار مع كوادر الحركة على اختلاف فئاتهم العمرية ومناصبهم التنظيمية. • تفعيل جهاز رقابة يحاكي في عمله هيئة مكافحة الفساد ، ومعاقبة كل من هو فاسد مالياً وإداريا ، لأن من يرتكب جرماً كذلك في إطار الحركة فهو يجرم في حق الوطن . • تفعيل إعلام حركي يليق بهذه الحركة العملاقة ، يعمل على تعزيز روح الانتماء للهوية الفلسطينية ، ويساهم في عملية التثقيف التنظيمي . ما هو قادم من مؤتمر سابع وطرح نائب رئيس مسألة هامة يجب دراستها بعناية فائقة ، فهي إما ستدمر أو ستعمر. وإن لم تعتبر القيادة بشكل جاد لهذه المسألة ، فالمؤشرات تؤكد أن الحركة ستتفكك إلى مجموعات موالية لفلان وعلان ، الأمر الذي لن ينصب سوى في مصلحة الأعداء والخصوم . يمكن حماية حركة فتح من التفكك ، إذا أعدنا إحياء الفكرة النبيلة التي بثها القادة الشهداء أبو عمار وأبو جهاد و غيرهم في نفوسنا. يمكن حماية حركة فتح من التفكك إذا تركونا القيادة نطلق أفكارنا واقتراحاتنا ، فحرمان الأفكار الجديدة من حقها في الوجود ، سوف يحرمنا كلنا حركة فتح من الوجود. قال الصهيوني القاتل "موشي ديان" عن فتح : " فتح قنبلة تنفجر متى تشاء " ، فلنحمي فتح من التفكك ونجعلها تنفجر من جديد ، فلطالما كانت "فتح" روح الشعب الفلسطيني. |