وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فلسطين تتطلع لمستقبل أفضل

نشر بتاريخ: 11/06/2015 ( آخر تحديث: 11/06/2015 الساعة: 15:18 )
فلسطين تتطلع لمستقبل أفضل
زيورخ - معا - قبل عقود طويلة من الزمن نال منتخب فلسطين شرف المشاركة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كاس العالم إيطاليا 1934 FIFA، ولولا فارق المهارات أمام نظيره المصري لكانت فلسطين أول من سجلت اسمها في سجلات المشاركة في العرس العالمي في نسخته الثانية ولكن ذلك الظهور يؤكد بما لا يدعو للشك أن لهذا الفريق تقاليد عريقة، وعلى الرغم من غيابه عن الساحة الكروية لعقود طويلة بعد ذلك، استعاد مكانه من جديد وعاد للسكة الصحيحة حين خاض التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2002 FIFA.

منذ ذلك الوقت لم تغب شمس فلسطين عن المشهد الكروي في آسيا، وظل المنتخب الوطني يخوض التجربة خلف أخرى دون كلل أو ملل من تواصل السقوط في نتائج سلبية أبقته في مراتب متأخرة في سلم تصنيف FIFA/Coca-Cola العالمي مع دخوله سباق التصنيف في العام 1999، وظل يرفع راية التحدي رغبة منه في المضي نحو الأمام.

قفزة عملاقة
مضت السنوات الطوال وسط حضور فلسطيني غير مثمر في تصفيات كأس العالم FIFA وتصفيات كأس آسيا وظل النجاح المنشود بحاجة لمزيد من العمل والتطوير، وخلال السنوات الثلاث الماضية أظهر الفلسطينيون مؤشرات إيجابية وذلك بعد توالي المشاركات الخارجية والإحتكاك مع مختلف المنتخبات، فكانت الخبرات المكتسبة تتراكم وتزيد من القدرة على المواجهة والتخلص من "حواجز" الرهبة، وتجلّى ذلك خلال المشاركة في النسخة الأخيرة من بطولة كأس التحدي الآسيوي فبعد محاولات متعددة في تلك المنافسة نجح منتخب فلسطين في كسب اللقب الثمين للمرة الأولى بتحقيقه أربع انتصارات وتعادل ودون أي هزيمة، لينال شرف التأهل للمرة الأولى أيضاً لخوض نهائيات كأس آسيا 2015.

دفع الفوز بلقب التحدي المنتخب الفلسطيني لقفزة عملاقة في التصنيف العالمي فاحتلت فلسطين بعد شهرين من ذلك التتويج المركز 85 في يوليو/تموز 2014، ليكون ذلك ثمرة مجهودات كبيرة. ويقول المدرب الحالي للمنتخب عبد الناصر بركات "العمل الممنهج في الإتحاد الفلسطيني كان واضحاً، حيث يصب في خانة تطوير جميع المنتخبات الفلسطينية، ولذلك لم يكن غريباً أن تأتي ثمرة هذا العمل بالتقدم في التصنيف، هي مكافأة كبيرة ولكنها تزيد من حجم المسؤولية على عاتق الجميع."

تراجع ثم تقدم جديد
في الطريق لخوض نهائيات كأس آسيا خاض المنتخب الفلسطني العديد من المباريات الودية، وعندما وصل إلى أستراليا وأعلن وجوده في أكبر محفل قاري في القارة الصفراء كان الإهتمام منصباً على تحقيق ظهور مشرف ومحاولة كسب النتائج رغم إدراك الجميع بالفوارق الكبيرة التي فصلت بين فلسطين التي تشارك للمرة الأولى وبين منافسيها في المجموعة التي تمثلت بتواجد حامل اللقب والبطل في أربع مناسبات اليابان إضافة إلى منتخب العراق بطل 2007 وأحد خبراء البطولة، والمنتخب الأردني الجار الذي سبق وأن بلغ ربع النهائي في مشاركتيه السابقتين.

تلقى منتخب فلسطين ثلاث هزائم أمام منافسيه وخرج من الدور الأول، وبعدها لم يتمكن من خوض أي مباراة ودية فخسر العديد من النقاط وكان طبيعيا أن يتراجع ترتيبه من جديد، ولكن طبقاً لإجراءات التصنيف المتبعة والنتائج المحتسبه له مؤخراً استعاد المنتخب الفلسطيني العديد من النقاط وتقدم للمركز 118 وكان ثاني أفضل المتقدمين في التصنيف الصادر مؤخراً.

ويؤكد هنا المدرب بركات الذي استلم المهمة في مارس/آذار الماضي "بعد نهائيات آسيا كان هناك تجديد دماء الفريق وندرك أننا أمام مرحلة جديدة مليئة بالتحديات، ولتحفيز اللاعبين للبقاء في دائرة المنافسة مع النفس أتى التقدم في التصنيف ليشكل مساهمة فاعلة لدعم معنوياتنا، خصوصا أننا مقبلون اليوم على استهلال مسيرتنا في تصفيات كأس العالم روسيا 2018 FIFA."

روح الشباب
بعد إسدال الستار على المشاركة التاريخية في كأس آسيا، دخل منتخب فلسطين مرحلة التجديد لاستكمال مسيرته المرتقبة، وبدأت الخطوة الأولى بمنح المدرب الوطني بركات المهمة بالكامل بعد أثبت جارته خلال السنوات الماضية، حيث عمل مساعداً في الجهاز الفني للفريق عام 2010، ثم تولى مهام تدريب منتخب الشباب ومن بعده الأوليمبي.

ومع اعتزال العديد من اللاعبين الكبار، كان لزاماً على المدرب تصعيد الكثير من اللاعبين الشباب للمنتخب الأول، وبات معدل أعمار الفريق ما بين (22-24) سنة، ورغم عدم خوض أي مباريات ودية دولية، لكن بركات قام بتحضير الفريق من خلال معسكر خارجي في تونس تخلله مباريات ودية مع أندية محلية هناك، ثم استكمله بمعسكرات محلية في فلسطين قبل أن يصل إلى الدمام لمواجهة السعودية في أولى مباريات التصفيات للعرس العالمي.

وقبل أن يبدأ المنتخب الفلسطيني مشواره نحو روسيا 2018، تحدث بركات عن المجموعة القوية التي ستجمعه إضافة إلى السعودية مع الإمارات وماليزيا وتيمور الشرقية، فقال "يملك منتخبي السعودية والإمارات مكانة كبيرة في القارة الآسيوية، حيث سبق لهما أن تأهلا للنهائيات العالمية، أما ماليزيا فهو منتخب متطور في الفترة الأخيرة ولن يقل طموح تيمور الشرقية في تسجيل حضور طيب. ولذلك نرى أن جميع المباريات ستكون قوية للغاية، وهو أمر طبيعي في مثل هذه المنافسات، ولكن هذا لن يقلل من روح التحدي التي نتميز بها، وسنؤمن بحظوظنا حتى النهاية لكي نصل للهدف المنشود."

يدرك منتخب فلسطين أن العودة للمنافسات وخوض مثل هذه التصفيات سيبقيه منذ الآن حتى نهاية دور المجموعات بنشاط دائم، ولا بد وأن يكون برنامجه مزدحماً، الأمر الذي يمنحه الكثير من المكاسب سواء في منح لاعبيه الصغار المزيد من الخبرات أو حتى بالحصول على نقاط جديدة تدفعه خطوات جديدة في سلم التصنيف العالمي، وهو ما يعني بناء قاعدة متينة لمنتخب فلسطيني طموح ولمستقبل مزدهر.

موقع الاتحاد الدولي