وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحركة التي هزت "عرش" إسرائيل!

نشر بتاريخ: 12/06/2015 ( آخر تحديث: 14/06/2015 الساعة: 09:23 )
الحركة التي هزت "عرش" إسرائيل!
بيت لحم- خاص معا - تنامت مؤخراً حملات حركة مقاطعة إسرائيل دولياً بشكل واضح على الصعيد الإقتصادي والأكاديمي، ما دفع بالأخيرة إلى استشعار ناقوس الخطر الحقيقي الذي بات يهددها دولياً.

غـرفـة تـحـريـر مــعــا حاورت د. مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، حول أبعاد تنامي حملات المقاطعة وأشكالها وكيف أثرت على إسرائيل، وما المطلوب شعبيا ورسمياً لدعمها، وكانت الاجابات على النحو الأتي:

- ما مدى نجاح حملات مقاطعة إسرائيل؟ وهل تمكنت من هز أركانها؟

حملات المقاطعة زعزعت كل المنظومة السياسية الإسرائيلية لدرجة أن حكومة نتنياهو كرست مبلغ 100 مليون دولار للتصدي لهذه الحملات، التي تعتبر اليوم شكلاً من أشكال المقاومة الشعبية، وبديلاً ناجحاً للمراهنة على فشل المفاوضات مع إسرائيل، ما يثبت نجاح هذه الاستراتيجية الجديدة في التأثير على ميزان القوى في المنطقة.

- هل نتنياهو خائف من حملات المقاطعة.. ولماذا؟

نعم، بكل تأكيد خائف وقلق؛ لأن حركة المقاطعة تسبب خسائر اخلاقية لسمعة ومكانة إسرائيل إلى جانب الخسائر الإقتصادية التي تفوق المليارات، وخسائر سياسية تتمثل بتشكيل لجان مقاطعة في العديد من الدول، الأمر الذي يدفع بتغير معادلات سياسية برمتها. أضف إلى ذلك أن نتنياهو يخشى من تزايد تعاطف واقتناع العديد من الأجيال الشابة بعدالة القضية الفلسطينية.


- ما هي أسباب اتساع وتنامي حركات مقاطعة إسرائيل عالمياً؟

المقاطعة عبارة عن حركة دولية لها قيادة فلسطينية تتصاعد بشكل غير مسبوق جراء اربعة أسباب:
أولاً- تصاعد المقاومة الشعبية على الأرض ونجاحنا في تطوير حركة المقاطعة محلياً.
ثانياً- العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي تكرر اربع مرات كشف للعالم أجمع بشاعة ووحشية ألة الحرب الإسرائيلية.
ثالثاً- استمرار إسرائيل في الإستيطان غير الشرعي وانتخاب الإسرائيليون لحكومة وصفة بالأكثر تطرفاً.
رابعاً- نجاحنا في اعطاء النضال الوطني الفلسطيني صفة شعبية هامة تعيد للعالم صورة نضال غاندي في الهند ومانديلا في جنوب إفريقيا.
- كيف بإعتقادكم سيؤثر تصاعد حملات المقاطعة دولياً على التوجه الفلسطيني للمؤسسات الدولية؟

حملات المقاطعة والتوجه للمؤسسات الدولية خطان يسيران بتوازي ويدعمان بعضهما ليصبان في المحصلة بمصلحة القضية الفلسطينية، ومطالبنا العادلة بدحر الإحتلال واقامة دولتنا، واعتقد أن حملات المقاطعة ستترك أثراً كبيراً على نتائج تصويت المؤسسات لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية أو الانضمام للمؤسسات الدولية.

- في إطار استحداث اسلوب المقاطعة، هل سنشهد أشكالاً جديدة لحملاتكم؟

بالتأكيد حملات المقاطعة ستشهد توسعاً كبيراً ليس فقط بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية وإنما شركات بأكملها وهذا ما نشهده مؤخراً، واتوقع خلال العام الحالي أو مطلع العام المقبل أن نشهد حملات مقاطعة اكاديمية على مستوى دولي، يتلوها تصاعد المقاطعة بحكومات تطالب دولاً بمقاطعة إسرائيل وكافة أشكال العلاقة معها.

- كيف تنظرون إلى موقف شركة "أورانج" المتراجع حيال وقف الإستثمار في إسرائيل؟

تصريحات مدير شركة "اورانج" الذي يزور إسرائيل حالياً بأن الشركة ستستمر باستثماراتها في إسرائيل كالمعتاد وكما كانت خلال السنوات الماضية، هي تراجع واضح جراء ما تعرضت له الشركة من ضغط مارسته الحكومة الفرنسية التي تمتلك قرابة 25% من أسهم الشركة.
- ماذا يمكن للسلطة الفلسطينية أن تفعل لدعم حملات المقاطعة؟

على السلطة أن تلتزم بقرار منظمة التحرير بتبني قرار مقاطعة منتجات المستوطنات والبضائع الإسرائيلية، ونتوقع من الحكومة دعم هذا التوجه.
ويجب وقف إستيراد البترول عبر إسرائيل لأنه يمثل 60- 70 % من الواردات ولابد من البحث عن بديل، وبإعتقادي يجب على السلطة اتخاذ خطوات جريئة أبرزها فط الارتباط الجمركي مع إسرائيل، وأن تساهم في تعزيز المنتج الوطني وحمايته، ويجب حسم خيار عدم الاستمرار بالمفاوضات مع حكومة نتنياهو المجرم.

- ما المطلوب من العرب فعله تجاه حملات المقاطعة؟

لا نريد من العرب إرسال جيوش لتحرير فلسطين لأنهم لن يفعلوا ذلك على الأقل حالياً، لأننا نعتمد على انفسنا وطاقتنا، لكن أقل ما يمكن أن يفعله العرب تجاهنا هو مقاطعة إسرائيل ومنتجاتها، ومنع عقد أي لقاء يدخل في إطار تطبيع العلاقات مع الإحتلال.
- ماذا بعد تجربة فلسطين في الفيفا؟

اعتقد أنه كان من المفيد طرح طلب طرد إسرائيل من الفيفا رغم التراجع عنه في أخر لحظة لربما جراء ضغوط دولية، وترك هذا التراجع تأثيراً سلبياً معنوياً سبب للناس الاحباط لكنه لم يضعف من حركة المقاطعة.
ويجب اعادة طرح الطلب على كونغرس الفيفا للتصويت عليه في الفترة المقبلة.

- ما هي أبرز المعطيات الإقتصادية التي تظهر خسائر إسرائيل من المقاطعة؟

المستوطنات خسرت أكثر من 40 % من أرباحها العام الماضي، والمنتجات الوطنية ارتفع بيعها من 25- 40 %، والتقديرات تشير إلى أن إسرائيل خسرت صفقات كبيرة وخاصة الشركات التي كان لها مشاريع في الأراضي المحتلة تقدر بمليارات الدولارات، إضافة إلى ذلك أن العديد من الدول تدرس اليوم مقاطعة إستيراد السلاح من إسرائيل التي تعتمد على هذه الصناعة بمقدار كبير في دعم دخلها وميزانيتها.

يذكر أن حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل بدأت في عام 2001، في مؤتمر ديربن الذي عقد في جنوب افريقيا بمشاركة 1500 منظمة غير حكومية، صاغت ما عرف بوثيقة ديربن، وهي عبارة عن خطة عمل لعزل "إسرائيل" على المستوى السياسي.

مقابلة: أحمد تنوح