وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مسيحيو فلسطين.. نصر معنوي تقوده الفاتيكان

نشر بتاريخ: 13/06/2015 ( آخر تحديث: 14/06/2015 الساعة: 01:50 )
مسيحيو فلسطين.. نصر معنوي تقوده الفاتيكان
بيت لحم- معا- يشعر الفلسطينيون عامة والمسيحيون خاصة بالفخر بعد اعلان قداسة البابا فرنسيس الأول راهبتين فلسطينيتين كقديستين عالميتين، إذ يأتي هذا النصر المعنوي في وقت يعاني منه الفلسطينيون بسبب الاحتلال الاسرائيلي وسياساته التي ادت إلى هجرة الكثيرين من الاراضي المقدسة.

وقال الأب جمال خضر رئيس المعهد الاكلريكي في بيت جالا لـ معا إن ما يحصل مع المسيحيين يحصل مع كل الفلسطينيين، فالمضايقات الحياتية والاقتصادية والسياسية تؤثر على الجميع ولكن الهجرة تبدو أكبر في اوساط المسيحيين لقلة عددهم النسبي في فلسطين.

ويضلع المسيحيون في فلسطين بدور وطني واجتماعي بارز، ويقول الأب خضر: "ليس المهم كم عددنا لكن المهم ما نوعية حضورنا"، مشيرا إلى ان المدارس المسيحية والمستشفيات والمؤسسات الاجتماعية رسالة وخدمة للمجتمع.
ورأى ان الاحتلال اخطر ما يهدد السلم الاهلي فلسطين من خلال سياساته طويلة الامد التي عملت على تفتيت الشعب الفلسطيني وجعله تكتلات مناطقية، واعتبر أن عودة الفلسطينيين المهاجرين إلى وطنهم مرهونة بتغيير سياسي وانهاء الاحتلال.

واضاف أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى قادة سياسيين ومجتمعيين ودينيين يعملوا بكل جدية من اجل الحفاظ على السِّلم الاهلي، وهنا لا ايلاء اهمية كبرى للتعليم.

وحول الآثار التي ترتبت على اعلان الراهبتين الفلسطينيتين ماري ألفونسين غطاس ومريم ليسوع المصلوب بواردي أشار إلى أن لذلك ثلاثة أبعاد، الاول: كنسي فالراهبتين عاشتا حياة مسيحية مميزة ومن خلال ما قدمتاه عاشتا الفضائل المسيحية، والثاني: تربوي فالام ماري ألفونسين أسست في العام 1870 رهبانية لتعليم البنات، واليوم هناك اكثر من 300 راهبة في هذه الرهبانية التي لا تقبل سوى الراهبات العربيات في كل من فلسطين والاردن ولبنان وسوريا والخليج.
أما البعد الثالث فهو البعد الوطني إذ أن الراهبتين هما أول راهبتين فلسطينيتين يُعلّن قديسات في التاريخ الحديث ويصبحن على مستوى الكنيسة الكاثوليكية حول العالم، وهذا له بعد في النظرة للفلسطينيين والمسيحيين الفلسطينيين على انهم شعب يقدم ثمارا صالحة للبشرية ولهذا وصلوا الى هذا التكريم في مختلف أنحاء العالم.

وربط الاب خضر بين تكريم القديستين وبين اعتراف الفاتيكان بدولة فلسطين، وما لذلك من ثقل معنوي للفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية والبابا الذي يمثل الاب الروحي لاكثر من مليار انسان، وهذا انجاز كبير ورسالة سياسية واضحة للعالم أجمع.
وشهدت الكنائس الكاثوليكية في القدس ورام الله وعمان احتفالات بمناسبة اعلان القديستين غطاس وبواردي، كما ستقام احتفالات مماثلة في كنائس بيت لحم والناصرة.
اجرى اللقاء: كريم عساكرة