نشر بتاريخ: 14/06/2015 ( آخر تحديث: 16/06/2015 الساعة: 09:47 )
بيت لحم - معا - ينقسم جهاز المخابرات "الشاباك" الاسرائيلي لعدة اقسام تخدم الهدف الرئيسي الذي على أثره تم تشكيل هذا الجهاز، ولعل أحد أهم هذه الاقسام ما يطلق علية "منسق المخابرات" والذي يكون مسؤولا عن مدينة أو قرية أو منطقة فلسطينية.
ولأهمية هذا المنصب في الجهاز كونه سيكون المسؤول عن جمع المعلومات التي تمنع وقوع عمليات في اسرائيل أو ضد الجيش، فإنه لا يجري اسناد هذا المنصب لأي عنصر من الجهاز الا بعد مرور سنتين أو سنتين ونصف على انضمامه للجهاز، ويجري ترشيحه لهذا المنصب بناء على مروره في العديد من التجارب وتأديته للعديد من المهمات، وهذه البداية في عمله "كمنسق مخابرات" والتي تتطلب مروره بالعديد من المراحل ليتسلم هذا المنصب.
المرحلة الثانية بعد الاختيار تعلم اللغة العربية ضمن مساق يمتد الى 9 شهور في المعهد الخاص بجهاز "الشاباك" والذي تم افتتاحه منذ 48 عاما، حيث يتعلم ليس فقط القراءة والكتابة وانما يتعلم اللهجات وروح اللغة العربية، وكيفية التواصل مع الفلسطينيين عبر "الفيس بوك" مثلا وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، ويتضمن هذا المساق الذي يبدأ في ساعات الصباح الباكر وينتهي في ساعة متأخرة من المساء وعلى طول الأسبوع، التفاصيل الدقيقية لحياة الفلسطينيين وكيفية التعامل مع بعضهم وضمن اختلافاتهم العمرية والمهنية وكذلك الجنس، وعلى سبيل المثال يتعلم كيفية ادارة الحديث مع شاب فلسطيني 17 عاما من مدينة نابلس على الفيس بوك.
وكذلك يتعلم فنون عمليات تجنيد المتعاونين وكيفية الدخول لهم وبناء الثقة والتي ستكون هي الأساس لنجاح عملية التجنيد، ويتطلب منه كسب مهارات مختلفة في هذا المساق التعليمي ليستطيع بعد ذلك النجاح في مهمته، ويكون لمن سبق وتعلم اللغة العربية في المدرسة أو من كانت أصوله من دول عربية سهولة في كسب هذه المهارات في اللغة والتواصل وروح اللغة العربية بلهجاتها المختلفة.
يأتي في المرحلة الثالثة النزول الى الميدان والتجول في وضح النهار مثل القصبة وسط نابلس، ولعل وجود الجيش الاسرائيلي وسيطرته في الضفة الغربية يسهل هذه المهمة، حيث يرافق هؤلاء المرشحين لهذا المنصب قوات الجيش لدى قيامها بعمليات محددة داخل المناطق الفلسطينية، وفي بعض الأحيان يكون دخول الجيش الى قرية او مدينة فلسطينية جزء من هذا التدريب لهذا المرشح، والذي عليه معرفة شوارع وطرقات المنطقة التي سيكون مسؤولا عنها، وكذلك العائلات الفلسطينية وأفرادها والعديد من التفاصيل المرتبطة بالسكان وتوجهاتهم المختلفة، والتي تهدف لاحقا تسهيل عمله من ناحية عمليات الاعتقال ومرافقة الجيش في ذلك، وكذلك منع حصول عمليات واحباطها قبل التنفيذ من خلال جمع المعلومات التي يقدمها من قام بتجنيدهم في المنطقة التي تخضع لمسؤوليته.
وفي المناطق التي لا يستطيع عناصر "الشاباك" الوصول لها مثل قطاع غزة، فإنه يتعلم ويحصل على هذه التفاصيل بطرق أخرى وأهمها وسائل التكنولوجيا المتوفرة لدى الجهاز، وأهمها الطائرات دون طيرات التي يشغلها الجهاز لجمع معلومات تفصيلية عن الطرقات والمنازل في كل حي من أحياء قطاع غزة، وكذلك من خلال المعلومات التي تصلهم من قبل المجندين "العملاء" في قطاع غزة، والتي تصلهم بالعديد من الوسائل ومن ضمنها اللقاء المباشر.
وبالمجمل فإن "منسق المخابرات" الذي يكون مسؤولا عن مدينة أو قرية أو مخيم أو منطقة فأنه على خلاف باقي المسؤوليات في الأجهزة الأخرى أو الجيش من ناحية مدة الخدمة، فقد يستمر في هذا المنصب وفي نفس المنطقة لمدة طويلة نسبيا قد تصل الى 8 سنوات، وتتلخص مهامه في "تجنيد العملاء، التشبيك بين مختلف المعلومات التي تصله والمرتبطة بمنع عمليات، الاستعداد على مدار الساعة لمنع أي عملية ضد اسرائيل أو الجيش، قيادة وحدات الجيش في عمليات الاعتقال في الضفة الغربية وداخل اسرائيل، وكذلك قيادة الوحدات التي تقوم بتنفيذ عمليات اغتيال محددة ، يستمر في منصبه الى ما يقارب 8 سنوات".