|
الثأر.. ناره مشتعلة إلى حين العفو
نشر بتاريخ: 20/06/2015 ( آخر تحديث: 20/06/2015 الساعة: 17:31 )
الخليل- معا- تشهد محافظة الخليل العديد من قضايا الثأر والتي تبقى مشتعلة على مدار سنوات وعقود طويلة تورث من جيل الى جيل.
ومع ان ظاهرة الثأر عالمية الا ان محافظة الخليل تعتبر من المناطق التي لها طقوس معينة مختلفة نوعا ما، كون البعض يعتبر الثأر عقيدة للحفاظ على كرامة العائلة وشرفها وأثبات لوجودها وإعطاء درس قاس للآخرين، لذلك تترك هذه الظاهرة آثارا سلبية على الحياة الاجتماعية والاقتصادية. منذ سنوات ومحافظة الخليل تشهد ما يقارب المئة قضية دم، ثلاثون منها في المدينة نفسها, قضايا عالقة وشائكة في معظمها بحاجة الى حل جذري وتدخل من وجهاء العشائر التي تلعب دورا كبيرا في ذلك. هذا العدد الكبير لم تحل منه سوى عدد قليل، وكان آخرها ثأر عائلة العويوي من عائلة الجعبري والتي انتهت بالعفو عن الشاب المتهم بالقتل حاتم الجعبري بعد خطفة وأعادة تسليمه، في خطوة تعكس نخوة وشهامة شعبنا الفلسطيني بشكل عام، وعائلات الخليل بشكل خاص، حيث عفت عائلة العويوي أبو عيشة عن المشتبه به من عائلة الجعبري في قتل المغدور عز الدين قبل 9 أعوام ، وحددت خامس أيام عيد الفطر المبارك يوم الصلح العشائري بين العائلتين. عن هذه اللفتة الكريمة من العائلتين التقت معا كلا من عضو مجلس عائلة العويوي أبو عيشة محمد بركات العويوي، وعضو مجلس استشاري في المحافظة وممثل العشائر في السلم الأهلي نافذ الجعبري. واستهل بركات حديثه أن الله عفو يحب العفو، والعفو عند المقدرة، مؤكدا أن عائلة العويوي أبو عيشة يربطها نسب بين عائلة الجعبري، فكانت اللقاءات الداخلية والخارجية، وانتهت هذه القضية على خير، بجهود وجهاء محافظة الخليل الجبارة، وبكرم وجهاء العائلة الذين سيطروا على الوضع وحقنوا دماء المسلمين في ساعة الغضب، وحفظوا أنفسهم، فلم تكن العائلة متأكدة من هوية القاتل بشكل نهائي، ولم تستطع تحديده حتى اللحظة فطلبت من البعض حلف يمين، وأعفت عن البعض الآخر فكانت الأنباء متضاربة بين فلان وفلان. وأكد العويوي أن العائلة عملت بأخلاق الدين الإسلامي وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وسيطرت على الوضع وحفظت ماء الوجه ، فكان منها هذا الموقف النبيل لعدم تأكدها من هوية القاتل، فهي غير عاجزة عن القصاص بالمثل وهو حق شرعي لها لكن مخافة الله فوق كل شيء. من جهته ثمن نافذ الجعبري جهود عائلة العويوي ووجهاء محافظة الخليل الجبارة لحقن دماء المسلمين وإنهاء هذه القضية على خير، مؤكدا أن عائلتي الجعبري والعويوي ابو عيشة من أركان محافظة الخليل ، وهما عائلتان كبيرتان لهما وزنهما في المنطقة ولهما باع طويل في الحفاظ على السلم الأهلي، بصبرهما وتوخيهما الحذر في كل مسلك من مسالك هذه القضية ، حيث كان الجميع يعلم علاقة الصداقة التي تربط عائلة الجعبري بالمغدور، ولكن ماحدث كان قضاء وقدر من الله عز وجل لذا كانت المرجعية عقلاء ووجهاء العائلتين الذي اتسموا بالحكمة والصبر والسيطرة على بعض المناوشات من الشبان فيها، فكان الحدث المميز بالأمس في المحافظة بحقن دماء المسلمين وحسم القضية. وأكد العويوي أن المدعو حاتم سامي الجعبري حر التصرف والحركة وهو طليق لوجه الله تعالى طالما لا زال هناك خير في العائلتين ، وهو يعمل في البناء لذا يستطيع العمل في أي ورشة لعائلة العويوي ابو عيشة ،مؤكدا انها كانت جهود محترمة شهدت لها عائلات الخليل بأكملها بالتزام العائلتين وسيطرتهما على الوضع ، متأملا ان تنتهي القضية بكاملها على خير ، وأن يحذو الجميع حذو عائلتي العويوي والجعبري بإنها كافة القضايا العالقة بينهم ، كما تتأمل عائلة العويوي من عائلة الرجبي بإنهاء القضية العالقة بينهما لأنها انتهت عشائريا لكنها ما زالت حاضرة قضائيا. وبخصوص قضايا الدم في الخليل أكد الجعبري أن المحافظة تشهد العديد من قضايا الدم ، لذا سيتم تشكيل لجان لإنهاء هذه القضايا ، شاكرا السيد بركات العويوي على موقفه ، ومناشدا السلطة سن قانون يسمح فيه للقضاء باتباع الصلح العشائري في القضايا المماثلة لهذه القضية ، والعائلات بالتنازل عن القضايا المعلقة بينها وبين العائلات الأخرى. وفي ختام اللقاء شكر السيدان نافذ الجعبري ومحمد بركات العويوي العائلتين على هذا الموقف النبيل ، وأكدا على ضرورة إحلال السلم الأهلي بين أبناء المحافظة لحقن دماء المسلمين فيها. اجرى اللقاء: سمر الدبس |