وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اليوم كنيسة طبريا.. من يحمي كنائس فلسطين؟

نشر بتاريخ: 18/06/2015 ( آخر تحديث: 19/06/2015 الساعة: 09:17 )
اليوم كنيسة طبريا.. من يحمي كنائس فلسطين؟

بيت لحم - خاص معا - مع حلول شهر رمضان المبارك وتبادل التهاني بين الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين، نفذت يد المستوطنين المتطرفين اعتداء بحق كنيسة اثرية وسط سخط واستنكار فلسطيني رسمي وشعبي.

فقد اكد الشيخ يوسف ادعيس وزير الأوقاف والشؤون الدينية أن ما تتعرض له المقدسات يأتي في سياق هجمة مدروسة مبنية على سياسة التراكم تمهيداً للسيطرة عليها بشكل كامل في خطوة لا يمكن وصفها إلا بأنها عنصرية نابعة من اضطهاد ديني تخلص العالم منه منذ فترة طويلة.

وبين ادعيس بأن ما تعرضت له كنيسة "الخبز والسمك" يتجاوز العمل الفردي وغير المدروس لكونه يأتي ضمن حماية سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تطلق العنان لهؤلاء المتطرفين ليقوموا بأفعالهم دون رقيب أو حسيب.

 

وقال ادعيس بأن المقدسات الإسلامية والمسيحية تحتاج منا لوقفة جدية لحمايتها وحفظها خاصة في ظل ازدياد الانتهاكات التي تتعرض لها والتي وصلت إلى مستوى غير مسبوق، داعيا المجتمع الدولي والعالمين الإسلامي والمسيحي إلى الوقوف بشكل جدي أمام مسؤولياتهما في حماية وحفظ المقدسات من العبث الإسرائيلي اليومي.

كما أدان الشيخ محمد حسين – المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، هذا الاعتداء الآثم والجبان الذي قام به متطرفون، وانتقد ظاهرة الاعتداء على أماكن العبادة، والتي باتت تستشري في جميع أنحاء فلسطين.

وأضاف إن المتطاولين على أماكن العبادة يحصلون على دعم وتأييد من زعاماتهم، مؤكداً على تمادي المستوطنين في اعتداءاتهم وتطاولهم على الأماكن الدينية الفلسطينية بشكل خطير جدّاً، مما يوجه المنطقة نحو صراعات دينية تتحمل سلطات الاحتلال عواقبها، واصفاً الفئة التي قامت بهذا العمل بالضالة والعنصرية والخارجة عن القيم والأخلاق التي جاءت بها الأديان السماوية، وطالب سماحته بضرورة سن قانون يجرم كل من يسيء إلى المقدسات والرموز الدينية في العالم أجمع، ويحاكمه.


وحث المفتي الدول والمؤسسات المعنية بحرية الإنسان والأديان على الوقوف في وجه الاعتداءات الإسرائيلية الآثمة، مناشداً الأمتين العربية والإسلامية تحمل مسؤولياتهما تجاه القدس وفلسطين، والدفاع عنهما وحماية مقدساتهما من اعتداءات المستوطنين الذين يعيثون فساداً في الأرض الفلسطينية على مرأى ومسمع العالم أجمع.

وبدوره، استنكر وديع ابو نصار مستشار الكنيسة الكاثوليكية الاعتداء الآثم على كنيسة "السمك والخبز" الاثرية الواقعة على ضفاف بحيرة طبريا، وباحراقها وخط شعارات باللغة العبرية عليها.

وكان مستوطنون متطرفون قد احرقوا الكنيسة صباح اليوم ودمروها وخطوا شعارات عنصرية على جدرانها اللغة العبرية.


وقال ابو نصار لـ معا ان احراق الكنيسة وخط الشعارات يدل على عمل منظّم وليس فردي نظرا لحجم الضرر الذي وقع بالكنيسة، وهي ظاهرة خطيرة متكررة ومقلقة ضد المقدسات الفلسطينية الاسلامية والمسيحية، ويجب ان تتوقف.

واضاف ابو نصار ان هذا الاعتداء هو جريمة تدل على كراهية في نفوس البعض مطالبا اسرائيل بمحاكمة المعتدين وتقديم لوائح اتهام لهم وليس فقط توقيفهم لساعات، وتوفير تعليم وتربية لابنائهم باحترام الاخر.

واكد ابو نصار ان الكنيسة في فلسطين تحركت على مختلف الصُعد ضد ما حدث اليوم من اعتداء وضد الاعتداءات التي تكررت ضد الكنائس، لمحاولة معالجة جذرية والحد من هذه الاعتداءات الخطيرة.

بدوره، قال الاب جوني ابوخليل راعي كنيسة اللاتين في نابلس لـ معا ان "يد داعش الصهيونية المتطرفة" التي تعمل بفلسطين هي من احرقت الكنيسة، في محاولة من قبل الاحتلال لتفريغ الشرق الاوسط من المسيحيين، قائلا "اننا باقون استطاعوا حرق كنائسنا ولكنهم لم ولن يستطيعوا حرق ديننا وانتمائنا وصمودنا في وطننا فلسطين".

واضاف ان من يحرق بيتا من بيوت الله هو وحش ومجرم ينفذ عملا جبانا ومشينا لا علاقة له مع الله ولا مع الاديان، في وقت يحتفل فيه الكل الفلسطيني مسلم ومسيحي بحلول شهر رمضان المبارك.

وقال الاب ابو خليل ان التطرف الديني يزيد في الشرق الاوسط بخطط مدروسة ومبرمجة من قبل الصهيونية العالمية التي تحاول تفريغ فلسطين من المسيحيين.

وقال د.حنا عيسى رئيس الهيئة الاسلامية المسيحية ان الاعتداء الذي حدث ضد الكنيسة من قبل مستوطنين متطرفين من شأنه أن يشعل فتيل الحرب الدينية داخل فلسطين.

وحذرت الهيئة من استمرار التطرف والتعنت الإسرائيلي، مؤكدةً على وجود مخطط إسرائيلي عنصري متطرف، يهدف إلى إقامة حرب دينية بين المسلمين والمسيحيين من جهة واليهود من جهة أخرى، وتحويل الصراع القائم من صراع سياسي إلى صراع ديني بحت.

اعداد: عبلة درويش