|
جامعة بيرزيت تنظم ندوة تكريمية تخليداً لذكرى المفكر نصير عاروري
نشر بتاريخ: 18/06/2015 ( آخر تحديث: 18/06/2015 الساعة: 16:49 )
رام الله -معا - نظم معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية ودائرة العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، ندوة تكريمية تخليداً لذكرى الأستاذ المفكر الدكتور نصير العاروري، والذي قدم اسهامات كبيرة بالتعريف بالقضية الفلسطينية والعربية.
وشارك في الندوة التي أدارها رئيس دائرة العلوم السياسية في الجامعة د. عبد الرحمن الحاج إبراهيم كل من: نائب رئيس الجامعة للتنمية والاتصال د.غسان الخطيب، ومديرة برنامج الدكتوراة في العلوم الاجتماعية د. ليزا تراكي، وأستاذ الفيزياء د. تيسير عاروري، وأستاذ العلوم السياسية د. صالح عبد الجواد. وبين د. الخطيب في مداخلته التي جاءت بعنوان: "د. نصير العاروري: من فلسطين إلى الأكاديميا الأمريكية وبالعكس"، أن د. نصير حمل معه فلسطين والقضية الفلسطينية إلى العالم، ثم عاد وأدخل العالم الى فلسطين من نافذة البحث العلمي والأكاديمي، حيث أن إسهامات نصير عاوري شكلت ركنا هاما في المكتبة العالمية عندما يتعلق الامر في الاحتلال، والسياسة الامريكية في الشرق الاوسط وعملية السلام ودور الولايات المتحدة فيها. واستعرضت د. تراكي بمداخلتها التي حملت عنوان "الأكاديمي المنتمي: هكذا عرفت نصير عاروري"ت جربتها الشخصية مع نصير عاروري، مركزة على دوره كمثقف الشأن العام في مواقف عديدة، مثل كتابة عشرات مقالات الرأي وإلقاء عشرات الكلمات في مؤتمرات فلسطينية ودولية، والتوقيع على عشرات البيانات والرسائل المفتوحة لأصحاب السلطة والنفوذ، عربيا وفلسطينيا، ودوره المميز في دعم إستراتيجية المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل واستعداده، مع بعض زملاءه الفلسطينيين في أمريكا، لمساندة المقاطعة علنا، مما ساهم في توسيع حركة المقاطعة وإعطاءه المزيد من المصداقية، خاصة في الأوساط الأكاديمية الأمريكية. أما د. تيسير عاروري فتناول البعد الإنساني والسياسي لدى نصير عاروري، فإضافة إلى جانب عمله وانجازاته الاكاديمية المتميزة، سجل له نشاط سياسي متميز أيضاً في الدفاع عن القضايا العربية بشكل عام، وعن قضية الشعب الفلسطيني بشكل خاص، ولعب دورا في عشرات الحملات التي قادها على الصعيد الدولي بشكل عام، وعلى صعيد الولايات المتحدة بشكل خاص، تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وبشكل خاص ضد الاعتقالات الإدارية وضد عمليات الإبعاد خارج الوطن. أما د. عبد الجواد فتحدث عن عاملين ساهما في تميز نصير ، الأول اجتماعي ثقافي، وهو علاقته بالأرض وبالفلاحين، فرغم أن نصير ترعرع قبل سفره للولايات المتحدة في القدس، حيث كان والده يشغل منصب مدير مدرسة فيها؛ فإن العائلة ونصير حافظوا على علاقة وثيقة بقريتهم برهام ( التي تبعد عن القدس 28 كم) ليس فقط بحكم كونهم من كبار ملاك الأرض في القرية بل لاعتبارات تتعلق بفهم نصير للعلاقة الجدلية بين الأرض والثقافة والهوية ومخرج ذلك على الكيفية التي يناضل فيها شعب لتحقيق أهدافه في مواجهة عدو صهيوني كانت الأرض والانسان مركز وقلب اهتمامه. أما العامل الثاني، سياسي، فقد كان نصير منذ طفولته، قريب جداً من الشيوعيين الفلسطينيين ، لكن نصير لم يكن وما كان ليكون عضوا في احزاب شيوعية، لكن نصير حافظ على علاقته بالشيوعيين منذ صباه بحكم علاقات عائلية وصداقات (خصوصاً مع القائد الشيوعي الراحل سليمان النجاب)، ولكون قريته برهام، قرية "حمراء" وهذا جعله يفكر في الولايات المتحدة من خلال ادوات تحليل تختلف عن بقية اقرانه الذين لم ينتسبوا أو يتأثروا بشكل خاص بأحزاب سياسية ( باستثناء هشام شرابي الذي انتسب في شطر من حياته للحزب القومي السوري الاجتماعي بزعامة انطون سعادة). يذكر أن د. العاروري قد ولد في القدس عام 1934 وحصل على شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة ماساتشوستس- أمهرست، وعمل كأستاذ في جامعة ماساتشوستس- دارتموث في الفترة بين 1965-1998، وتقاعد بمرتبة أستاذ مستشار في العلوم السياسية من نفس الجامعة. كما كان العاروري عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية. وكرس وقته لبناء وتقوية المؤسسات الفلسطينية والعربية في الولايات المتحدة، فكان أحد مؤسسي رابطة الخريجين العرب- الأميركيين في عام 1968، وهي أول مؤسسة عربية أنشئت في أميركا الشمالية ضمت أكبر تجمع للأكاديميين العرب خارج الوطن العربي، وترأسها لدورتين متتاليتين. وللراحل العديد من المؤلفات، من أبرزها: "المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي" 1970، "عدو الشمس: قصائد المقاومة الفلسطينية" مع إدموند غريب، "الاحتلال: احتلال إسرائيل لفلسطين" 1983، "عرقلة السلام: الولايات المتحدة، إسرائيل، والفلسطينيين" 1995، "اللاجئون الفلسطينيون: حق العودة" 2001، "الوسيط غير النزيه: دور الولايات المتحدة في إسرائيل وفلسطين" 2003، "فلسطين والفلسطينيون: تاريخ اجتماعي وسياسي" 2006 مع سميح فرسون، وأخيرا "الإرث المر: الولايات المتحدة في الشرق الأوسط" 2014. |