وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أطفال الشهيد أبو جمل.. بين ترحيل الام والتشريد

نشر بتاريخ: 20/06/2015 ( آخر تحديث: 20/06/2015 الساعة: 12:55 )
أطفال الشهيد أبو جمل.. بين ترحيل الام والتشريد

القدس- معا - لن يشتري أطفال الشهيد المقدسي "غسان أبو جمل" فانوس رمضان هذا العام.. ولن يعلقوا زينة الشهر الفضيل على نوافذ منزلهم "المهجور"، ولن يعيشوا أجواء رمضان بصيامه وصلواته وروحانيته، فوالدهم غيبه الاحتلال عنهم، ووالدتهم "رهينة" القرارات الإسرائيلية الظالمة والتي كان آخرها قرار بترحيلها من مدينة القدس والغاء معاملة "لم الشمل" وسحب التصريح منها..أما منزلهم فهو مهدد بالهدم وينتظر التنفيذ في أي لحظة.

وليد وسلمى ومحمد غسان أبو جمل بانتظار عودة والدهم الشهيد الى المنزل منذ 7 أشهر، رغم معرفتهم باستشهاده، الا أن ما جرى خلال الأشهر الماضية يفوق حدود تفكيرهم، أكبرهم لم يتجاوز "سبع سنوات" وأصغرهم أربع سنوات، إضافة الى خوفهم من فقدان والدتهم بسبب إصرار سلطات الاحتلال على ترحيلها بشكل مفاجئ، فباتوا لا يتركونها للحظات.

زوجة الشهيد غسان السيدة نادية ابو جمل 32 عاماً تقول :" أن قرار المحكمة الاسرائيلية العليا نهاية شهر أيار الماضي (31-5-2015) زاد من معاناتها وعائلتها،
حيث رفضت المحكمة طلب مركز الدفاع عن الفرد "هموكيد"، بعدم ترحيلها من مدينة القدس والبقاء مع اطفالها، ومن المقرر ان تعقد جلسة في العليا بتاريخ 13-7-2015 لبحث طلب "هموكيد" مجدداً، بشرط عدم تواجدها داخل المدينة خلال هذه الفترة.



واضافت أبو جمل :"منذ استشهاد غسان منتصف شهر تشرين ثاني الماضي نعيش من ألم الى ألم أكبر، قرارات وعقوبات من سلطات الاحتلال، بعد استشهاد غسان تم اعتقالي والتحقيق معي لعدة ساعات وخلال التحقيق تم اخباري بالغاء معاملة لم الشمل والتصريح الذين كانوا بحوزتي، علما اني حصلت على التصريح منذ عام 2009 ويتم تجديده سنويا".

وقالت :"كانت أصعب الايام وأكثرها مرارة مدة الـ38 يوما منذ ان استشهد غسان وحتى تسلم جثمانه، اضافة الى المداهمات المتواصلة لمنزلنا ولمحيطه، ثم الحكم بهدم منزلنا الكائن في قرية جبل المكبر، حيث تم اخلاءه واضطررنا للإقامة في غرفة مع عائلة زوجي".

وتابعت ابو جمل:"حتى اليوم منزلنا مغلق بانتظار تنفيذ الهدم، فسلطات الاحتلال تعاقب اهالي الشهداء بالقرارات والعامل النفسي، وأطفالي كذلك حرموا من التأمين الصحي والعلاج في المراكز والمستشفيات الإسرائيلية لفترة، ثم تمت اعادته بعد تدخل المحامي والمراسلات الرسمية، علما ان وليد يعاني من أمراض في القلب (الصمامات والشرايين)، أما محمد فيعاني من أمراض بالأعصاب، وهما بحاجة للمتابعة عند أخصائيين، كما حرموا من "مستحقات التأمين الوطني".



وأشارت الى ان حياتها تغيرت كليا بعد استشهاد زوجها، مضيفة :"لا نعيش باستقرار وراحة وأمان، الخوف والتفكير بالغد والمستقبل هو ما يشغل تفكيري".

وأضافت السيدة أبو جمل :"أقف عاجزة أمام أطفالي عندما أجدهم يتحدثون مع صورة والدهم، يعاتبونه على عدم عودته الى المنزل ويعاتبونه على فترة غيابه ويخبرونه بأنهم بانتظاره لأخذهم (مشاوير) كما كانوا معتادين، فهو كان الاب الحنون على أطفاله والمحب لهم".

وأوضحت أن تصرفات أطفالها تغيرت كليا بعد استشهاد والدهم فهم عصبيين ومنفعلين وعدوانيين ولا يحبون الاختلاط، وبعد قرار ترحيلها دائماً يسألونها :(هل تريدين تركنا انت كمان؟؟ "بدنا نكون معك ما تتركينا زي بابا).

وتقول الام :"عشنا الصدمة والألم..والمشاكل تتفرع يوماً بعد يوم، والاحتلال ينقلنا من عقاب الى آخر ومن توتر الى آخر، احاول أن أكون قوية أمام أطفالي لكن الاحتلال يصرّ على معاقبتنا وخلق حالة عدم الاستقرار والغاء الراحة النفسية في منزلنا".


وعن رمضان هذا العام قالت أبو الجمل :"رمضان هذه السنة مختلف..خاصة بعد قرار ترحيلي من مدينة القدس، اضافة الى ان غسان كان يدخل ابناءنا باجواء رمضان بالزينة والسهر والتراويح، وهذه السنة تغيب هذه الامور عنهم لغياب والدهم".

ويذكر أنه في مطلع شهر حزيران الجاري طلب "هموكيد" من المحكمة بإعادة النظر في قرارها وتحديد موعد مبكر لعقد جلسة استماع بشأن الالتماس، وأشار "هموكيد" أن المرأة لم ترتكب مخالفة قانونية ووجدت نفسها في ظروف صعبة، بعد سنوات من الاقامة في مدينة القدس، وقرار ترحيلها سيكون له الاثار المدمرة على أطفالها الصغار.

وأضافت :"رغم محاولة الجميع احتضان الأطفال والعناية بهم، الا ان ذلك لن يعوضهم عن حنان ومحبة والدهم".

وناشدت عائلة أبو الجمل المؤسسات الحقوقية الدولية التدخل الفوري لإلغاء القرار الإسرائيلي الظالم ضد السيدة نادية أبو الجمل، والذي سيحرم الأطفال من والدتهم ومن حقوقهم ومستحقاتهم.

مقابلة ميسة ابو غزالة