تقدير رائع للمدارس اليهودية ببريطانيا إذا كان المفتش يهوديا
بيت لحم - معا - أظهرت دراسة أجرتها جماعة حقوقية بريطانية مؤخرا تحيزا كبيرا في عملية تقييم المدارس اليهودية المتزمتة من قبل مفتشي دائرة المعايير التربوية التابعة للحكومة الذين ينتمون للجالية اليهودية في البلاد.
فقد وجدت الدراسة التي أعدتها المؤسسة الإنسانية البريطانية على المدارس اليهودية المتزمتة في الفترة ما بين 2007-2014 أنه حين يكون المفتش يهوديا تحصل المدارس على تصنيف جيد أو رائع في 71% من الحالات، في حين لا تحصل على مثل هذا التصنيف سوى في 22% من الحالات عندما لا يكون المفتش يهوديا متزمتا.
وكانت المؤسسة الإنسانية البريطانية أطلقت حملة مناهضة للمدارس الدينية التي تتبع سياسات "تقوم على التمييز في قبول الطلبة وتعيين الموظفين" وللدعم الحكومي المقدم لتلك المدارس، حسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية التي أوردت النبأ اليوم السبت. وجاءت الحملة بعد أن أجرت المؤسسة دراسة في أعقاب رواية قدمها طالب يهودي كان قد درس في إحدى المدارس الدينية المتزمتة لإحدى لجان البرلمان البريطاني.
وتحدث الطالب عن أنه لا يكاد يعرف اللغة الإنجليزية رغم أنه ترعرع في شمالي لندن، وأن جدول الحصص اليومي في مدرسته لم يكن يتضمن أكثر من ساعة واحدة لتعليم مواضيع غير دينية.
"لقد ذهلت وكذلك غيري من أعضاء البرلمان لسماع ما تحدث به (الطالب) عن التعليم الذي تلقاه، وهو ما يلقي بالشك الكبير على فاعلية التفتيش الذي تجريه دائرة المعايير التربوية على تلك المدارس،" على حد قول لورد وارنر أحد أعضاء اللجنة البرلمانية.
بدوره أكد أحد الناشطين في المؤسسة الإنسانية البريطانية جاي هارمان أن المؤسسة سوف تراجع دائرة المعايير التربوية البريطانية لتلفت انتباهها إلى لذلك التضارب في عمليات التقييم للمدارس اليهودية المتزمتة.
وتأكيدا لوجود التضارب في نتائج التقييم أشار طالب يهودي، آثر عدم الكشف عن هويته، ممن ارتادوا إحدى المدارس الى أن "مئات الأطفال يتخرجون من هذه المدارس سنويا ولا يكادون يعرفون كلمة واحدة من اللغة الإنجليزية، ولا يكادون يعرفون العمليات الحسابية الأساسية" وبالتالي فهي لا تستحق تصنيف جيد أو رائع والذي تحصل عليه لمجرد أن المفتش الذي يجري التقييم متحيز.
وتعقيبا على الموضوع قال ناطق باسم دائرة المعايير التربوية البريطانية السير إنها تعتمد معايير واضحة حددتها وزارة التربية والتعليم.
أما الناطق بلسان الاتحاد القومي للمدارس الدينية اليهودية فقال إن المنهاج المعتمد في تلك المدارس هو منهاج متنوع يتضمن الرياضيات، والجغرافيا، والتاريخ، والعلوم ولا يستطيع فهمه سوى مفتشين أصحاب اطلاع واسع ومدربين على تقييم مثل هذا المنهاج. وأضاف أن المفتشين الذين لا يفهمون محتوى المنهاج ولا لغة الحوار في الحصة المدرسية فلن يستطيعوا أن يعطوا تقييما دقيقا لهذه المدارس.