نشر بتاريخ: 21/06/2015 ( آخر تحديث: 21/06/2015 الساعة: 21:18 )
بقلم : عمر الجعفري
المحرر الرياضي
"عدنان الصرعاوي" رجل يعرفه الجميع ،وخاصة في محافظة بيت لحم، شاب فقير الحال "كلنا فقراء" يعشق الرياضة كما يعشق الصحافة ، ينتقل من ملعب الى اخر، ومن فعالية الى اخرى "لتغطية الاحداث الرياضية ولا يبخل علينا سواء في "وكالة معا " او على بقية الزملاء في تزويدنا بالاخبار، لا لشيء الا حبا للناس وعشقا للرياضة.
فلسطين بالنسبة الى "عدنان" خط احمر ، حتى سمى ابنته الكبيرة "فلسطين" فقد سجن في ريعان شبابه خمس سنوات، تعلم فيها الانفة والكبرياء وعزة النفس ومحبة الناس والوطن.
"عدنان" يعاني من امراض عدة، بحيث ابقته بدون عمل في معظم ايام السنة، يسكن في بيت متواضع في قلب مدينة بيت ساحور، بدأ ببناء بيت منذ عشرات السنوات لم يستطع اكماله.
ولأن "عدنان " يعشق الرياضة وفلسطين ،فقد كان المبادر لتشكيل منتخب للاجئين في محافظة بيت لحم، باعتباره لاجئا من بلدة "صرعة" الى الغرب من القدس، وكان قميص المنتخب بألوان العلم، جهز الملابس ووزعها على المنتخب ، بالرغم من ان احد الاشخاص وعده بدفع ثمنها ، الا ان الاخير تنكر ، وأدار ظهره ..!!واضطر عدنان المسكين الغلبان لدفع ثمنها من جيبه الخاص " طبعا كان هذا على حساب قوته وقوت عياله ".
قبل عدة اشهر توفيت زوجته المرحومة "أم محمد" حزن عليها عدنان كثيرا، وانعكس ذلك على صحته، كيف لا وهو الوفي الامين المؤتمن، التقيته قبل عدة اشهر، ونحن كثيرا ما نلتقي، وقال لي ساعيد افتتاح "أكاديمية القدس الرياضية الفلسطينية" فقلت له: من اين ستصرف عليها ؟؟؟
قال: من جيبي الخاص.
قلت: من اين لك المال؟؟ وانت لا تعمل ؟؟
فقال: الله برزق الجميع.
ولعل من المفارقة ان يصرف عدنان على اكاديميته الرياضية من جيبه الخاص ،في الوقت الذي تتدفق الاف الدولارات على مدارس اخرى، رفض عدنان "الفقير" ان تكون مدرسته واحدة منها.