|
في غزة- كفيف يصلح السيارات
نشر بتاريخ: 22/06/2015 ( آخر تحديث: 22/06/2015 الساعة: 13:55 )
غزة- معا- في ورشة صغيرة بحي التفاح شرق مدينة غزة يقف المواطن رائد الريفي (34 عاما) الذي فقد نظره منذ أربع سنوات داخل ورشة "سمكرة السيارات" ليوفر قوت يومه لأسرته.
ويعمل الريفي في الورشة مستعينا باثنين من العمال لكن العمل الرئيس يقع على عاتقه دون ان يوقف فقدانه للنظر زبائنه الذين واصلوا القدوم للورشة. يقول الريفي "أنا من 4 سنين فقدت نظري وصرت كفيف ولكني وبعد توقفي عن العمل لم أجد من يقوت أولادي فعدت للعمل بسمكرة السيارات والمفتحين عجزوا عن الشغل يلي أنا بعملوا لأني أنا عندي خبرة طويلة سمكري من 25 سنة مش من اليوم". وبدأ الريفي تعلم مهنة السمكرة منذ الصغر إلى ان فقد بصره بسبب مرض مفاجئ اصاب الشريان المغذي للعينين. ويوضح الريفي "في البداية زبائني خافوا ان يحضروا سيارتهم فاضطربت لتخفيض الأسعار". وأشار الريفي "هاي الشغلة بدها خبرة فائقة مش أي واحد بعرف الخلل برغم ان كثير ناس مفتحين ما بعرفوا وين الخلل بالزبط، وبنفس الوقت رضي من الله لما أحط ايدي على شغلة بعرف أنا وين الخلل ممكن أصلحه وممكن أنا أعمل سيارات ما شفتها من قبل". ويستعمل الريفي في عمله حاسة اللمس "يده" حتى يعرف مكان الخلل ويقوم بتصليحه،كما أنه يوجد لديه شابين في الورشة قام بتعليمهما ليساعداه في عمله خصوصا القص واللحام الذي ممكن أن يؤديه جسديا. ويتحدث الريفي عن مواقف محرجة حين يمد الزبون يده للسلام على صاحب الورشة فيجد يده في اتجاه أخر لكن في النهاية يؤكد الريفي أن عمله ممتاز. ويحلم الريفي بأن يرجع إليه نظره وأن يرى أبناءه وخصوصا ابنته التي لم يراها منذ ولادتها، وأن يحيا حياة سعيدة كريمة كما يعيشها الاخرون. وحسب احصائية فلسطينية فان عدد فاقدي البصر في غزة نحو ستة الاف وخمسمئة مواطن. |