|
هل أفسدت السياسة ما حققته الرياضة؟؟
نشر بتاريخ: 22/06/2015 ( آخر تحديث: 22/06/2015 الساعة: 12:28 )
بقلم الدكتورة : سبا جرار
يتبادر للذهن أولا وقبل كل ابتدأ ، أن يطرح السؤال السحري، ما هي مساحة المسموح للتداول والبحث ؟؟ حيث أعادتنا تفاعلات الشارع والمَشَرِعْ لإحداث كونغرس الفيفا 65، ونقل مباراة الذهاب اوالاياب للفدائي والأخضر من الملعب ألبيتي إلى الملعب العربي في دراما القضية الفلسطينية للمربع الاول، وادعاؤنا أن للوطن الحق بكل ما نملك ، وان الهوية الوطنية وثوابت القضية هي محددات العمل لأية أداة ، بل أكثر من ذلك، فلقد شُرع بعد ما بعد أوسلو، أي واقع غزة بحروبها وانقساماتها وغضبها ، بأن استثمار الأدوات الغير حربية ، هي الداعم للمقاومة التي أدخلت في حالة من السكون والتثبيت إلى حين يأتي الشتاء ، حقيقة لا ادري استطيع أن أتحقق منها عبر ثلاثة ضوابط وهي :- أولا : التحدث للوطن عبر الرياضة التي هي هويتي المهنية . ثانيا : موازنة الأمور بين حقيقة ما أدرك، وبين إدراك ما افتعل انه حقيقة . ثالثا : البحث عن النهايات لبدايات افتعل شكلها ومضمونها في الرياضة الفلسطينية ، حوكمت عند مفترقات السياسة بما لا يستطيع وعينا المتشكل من كل التناقضات قبوله . وهنا أقول،ربما يكون من الأفضل قبول ثلاث حقائق وهي:- أولا : أن لا حرية في فلسطين ، إلا لمن أطلق الرصاصة فرحل ،.....فسقطت ورقة التوت . ثانيا : أننا في هذه الارض باحثون عن أحلام صيغت منذ البداية لأصحابها، ومانحن ــ الشعب ــ إلا محطات في حقيقة ما يريدوا أن يحلموا به . ثالثا : إن الرياضة والفن والهم والشعر حتى ، العاب صبيانية، يحق الالتهاء بها ،ولكن لا يجوز امتلاكها . إن أكثر ما يبعث للغضب والتناقض، ذلك الذي يبدو في هطرقات ما كتبته أعلاه ، انه وحتى عشر أعوام خلت، كان من البديهي أن تتداخل السياسة والوطن والحب في دمائنا ، رغم أن أمهاتنا لم يتقن العشق ، ولكن زوجات الأب، و"حبيبات النوافذ" المطلة على المخيم ، قد أنقذن العشق من الضياع، فكان لنا مع إيقونة الوطن ذكريات صاغت ترانيمها محطات لم يعد من يتفاخر بها، لكنها على الأقل لم تعامل وكأنها خطايا ، وأصبحت منفذنا لنعبرعن أسفنا لما نحياه ألان وما نعجز عن تقديمه ، فهي قميص يوسف الذي أكله الذئب حقا ....وقريبا سيموت الذئب حتى تموت معه الرواية . لقد أفسدت السياسة في فلسطين كل شيء ، حتى أنها امتدت إلى وعينا ساعية لإعادة تشكيله ،غير مدركة أننا استُهْلِكْنا ، ولم يعد للتراجع مساحة ،كما أن التقدم مبتور ، فحين يتم التلاعب بالحقائق وتصاغ الأحداث دون ادني درجة من المهنية وبنوايا تعاكس الهدف، تكون السياسة قد أفسدت كل شيء ، وحين يغيب صناع الحياة عن موائد العشاء الأخير، ويُسْتَبْدَلُوا بخيالات صنعت في أدراج قديمة ، وتعلن النتائج، بل تفرض الحقائق الخاضعة لمسلمات "البقاء ، الدعم ، ومصالح الثوابت " ، حينها ندرك أننا لا ننتمي لأكاذيبهم، وفي نفس الوقت لا نمتلك حقائقنا، والأمر النتاج في الحالتين واحد ومتشابه. وربما يعرف "الحمار" في مقالة ناصر اللحام أكثر مما ينبغي .....فلقد أفسدت السياسة كل ما هو حقيقي . |