وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

داعش مرة آخرى !!

نشر بتاريخ: 25/06/2015 ( آخر تحديث: 25/06/2015 الساعة: 16:28 )
داعش مرة آخرى !!
الكاتب: ساهر الأقرع
ليس من السهل تخيل المشاعر التي عاشتها الناس عندما قام التنظيم الإرهابي "داعش"، بغرق مجموعة من الناس" داخل قفص حديد في بركة مياه كبيرة وتفخيخخ بالمتفجرات رؤوس مجموعة اخرى وقد نفذت هذه الجريمة على يد من لا يحترم أي مبدأ أو قاعدة من قواعد الحرب، وإذا كان مجرد سماع ما جرى يصدم أي إنسان فكيف الحال مع أسرهم وأطفالهم وليت وسائل الإعلام تتوقف عن استخدام الاسم الذي أطلقه التنظيم على نفسه وتعطيه الاسم والصفة التي يستحقها!

بعد الجريمة البشعة الأخيرة التي ارتكبها التنظيم جرى كثير من النقاش والجدل حول بواعث هذا الفعل، والوحشية الفكرية التي استند إليها في فعلته اعتمادا على الفيلم المصور، وعلى الاستدلالات التي ساقها التنظيم، بعض الآراء التي طرحت كانت ضاربة في الجهل، والبعض الآخر كان مراوغا، وهناك آراء انطلقت من أمور أبعد ما تكون عن تعاليم ديننا وقيمة، ومنها ما كان مغالطا في اعتماده على القياس إلى مواقف لا يقاس عليها، وأخرى حاولت أن تعطي تفسيرا منطقيا لسبب اختيار مكان القتل وأسلوبه، وفي المجمل فقد كان مما طرح ما يعكس ضعف المنطق، ومستوى الفساد والتشوهات التي وصلت إليها عقلية البعض وأخلاقياتهم وإنسانيتهم ولو أن هؤلاء استندوا إلى خلق الشرف فقط لاعتبروا ما فعله التنظيم وهو يحرق إنسانا أعزل قمة في النذالة والجبن، والأجدر بدل كل هذا الهز والتبرير أن يصنفوا مرتكبي هذه الفعلة البشعة وغيرها على أنهم مجرمون يحملون نفوسا شيطانية، وأمراضا عقلية ونفسية لا أكثر ولا أقل، ولا علاقة لفعلهم بالإسلام.

بعض التحليلات نحت اتجاها آخر حيث اعتبرت الفيلم مصنوعا، ورأى البعض أن الهدف من صناعة الفيلم تشويه الإسلام! وقد سخر أحد المعلقين من هذه الخرافة قائلا إن اعتياد بعض الإعلاميين والمحللين على الكذب والتدليس جعلهم يعتقدون "بفبركة" كل شيء كما أن تشكيك أصحاب تلك التحليلات بواقعة الحرق قد يقصد منه تبرئة التنظيم من فعلته متناسين مئات الجرائم الشنيعة والبشعة التي أرتكبها والتي لا تخرج عن أساليب القتل والتعذيب التي اعتمدتها الأنظمة الدموية عبر التاريخ.

حالة الفوضى والخراب التي يمر بها العالم العربي على كل المستويات تتعمق أكثر مع انتشار مثل هذه التحليلات والآراء غير المسؤولة لأنها تغيّب الحقائق وتربك الناس، وتحول دون التفكير العقلاني الذي نحتاجه في هذه الحقبة الصعبة والواقع الأليم الذي اختلط فيه الحق بالباطل، والخطأ بالصواب، والمفترض أن يتحمل كل شخص منا مسؤوليته، فالأفكار والأقوال غير المسؤولة تؤثر وتخرب كالأفعال، ومواجهة الإرهاب بالسلاح بدون فكر وخطاب واع، ونظرة شاملة مستقبلية يعني المزيد من الخراب، فلن يهزم الفكر الظلامي المنحرف القابع وراء هذا الإرهاب إلا بالفكر المستنير.