وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المؤسسة الرياضية الفلسطينية بين الفكر والواقع ...!

نشر بتاريخ: 28/06/2015 ( آخر تحديث: 28/06/2015 الساعة: 17:20 )
المؤسسة الرياضية الفلسطينية بين الفكر والواقع ...!

بقلم : جواد غنام
هذا ما جادت به نفسي الرياضية المثخنة ، قد لم اوفق في طرح الموضوع بالشكل اللغوي او التعبيري المطلوبان ، لكنهي رؤيتي للأمر دون تجني على احد ، مع انني لا اقصد الجميع بل البعض ، وهي قناعتي وتجربتي الشخصية القاسية ، حيث تتبعت كما غيري تداعيات مؤتمر الاتحاد الدولي لكرة القدم وقضية الرياضة الفلسطينية التي اخذت حيزا كبيرا على الساحة الدولية ، واقول الدولية ولا اقول الساحة الفلسطينية لأنها للأسف انجرت وراء الشائعات التي حاولت النيل من موقف قائد المسيرة الرياضية ومهندسها .

ولا اريد هنا الولوج او العودة لهذا الموضوع ، لكن ما احدثته هذه الضجة وما كشفته - في اعتقادي - من ثغرات واضحة سواء في الاعلام الرياضي الفلسطيني او حتى في المؤسسة الرياضية الفلسطينية وطريقة ادارتها للأمور ، مما جعلني اضع عددا من التساؤلات امامي اطرحها تباعا لعل وعسى اوفق واياك عزيزي القارئ في الرد عليها وهي :

هل المؤسسة الرياضية الفلسطينية تستطيع الوقوف امام الازمات ؟

هل المؤسسة الرياضية بقدر فكر اللواء الرجوب ؟

هل المؤسسة الرياضية مبنية على اسس تمكنها من حماية نفسها والصمود امام أي تحد داخلي او خارجي ؟

هل تطورت المؤسسة الرياضية بفكر استراتيجي مكنها من تكوين شبكة امان لنفسها ؟

هل الفكر الذي يقود او تتبناه المؤسسة الرياضية منسجم مع التطلعات الوطنية للقيادة الرياضية ؟

هل الادوات التي تعمل بها المؤسسة الرياضية تشكل وعاء صحي للعمل ؟

هل من يديرون المؤسسة الرياضية يفهمون الرسالة ؟ اسئلة كثيرة تداعت الي نفسي بعد رؤيتي للهجمة المنسقة من العدو والصديق وللأسف من الشقيق وابن الوطن ايضا ....


و لا بد من وقفة مع النفس اولا ، نقيم بها انفسنا لنضع يدنا على الجرح قبل ان يتسع ويتقرح حتى لو كان علاجه البتر او الكي ، المهم العلاج النهائي ، فعندما يقول الاخ اللواء مأسسة الرياضة الفلسطينية ، فاعتقد انه يعني الكثير بهذا المصطلح الجديد ، واعتقد انه يرى بعين القائد الثاقبة ما يريد للرياضة الفلسطينية .

وهنا يأتي دور المؤسسة الرياضية الفلسطينية ، وبنظرة سريعة خاطفة على ما قامت به المؤسسة الرياضية الفلسطينية في مواجهة الازمة مع الاتحاد الدولي الأخيرة ، نجد انها فقط اقتصرت على جهود الاخ اللواء تقريبا ، ولا اقول تقصيرا منها بقدر عدم جهوزيتها لمواجهة مثل هكذا امور ولا اتجنى لو قلت انها تقوقعت على نفسها ضمن عمل مكتبي داخل اسوار مبانيها وهو ما يدفعنا لاستحضار السؤال الثاني وهو : هل المؤسسة الرياضية بقدر فكر اللواء الرجوب ؟

واجيب بقدر فهمي للأمور ، بان ما يحمله الاخ اللواء من فكر رياضي لا زال يحبو بين مكاتب المؤسسة الرياضية ،فكما قلت التقوقع في قالب الوظيفة المكتبية ، والتمترس خلف المكتب ، وامتطاء صهوة مرض العصر الفيس بوك، والتعنصر لقضايا سطحية كفيلة لتدمير أي مسيرة مهما كانت عملاقة، الا من رحم ربي طبعا - فتجد هنا كولسات الجهوية ، وبطانة المدير وعيونه في الاندية في الاتحادات والجغرافيا ، وهناك المصلحة الخاصة وتغليبها على العامة ( حكلي حتى احكلك ) ، ليصبح الهدف الاسمى مغيبا تماما في خضم هذا الكم الوافر من السلبيات ، وادارة وجدت فقط لانتظار القرار وليس لإصدار القرار –واكرر الا من رحم ربي - ، مما يؤجل التنفيذ ويؤجل التطور ،رغم انني اكاد اجزم ان القيادة الرياضية لم تصادر فكرا او جهدا مآله المصلحة الوطنية بل تنادي بإيجاده... ففكر رياضي كفكر المأسسة يحتاج الى قاعدة متينة من المعلومات والجهود والاليات والقوانين والانظمة ، وعقول متفتحة واعية بعيدة كل البعد عن البيروقراطية والسلبيات التي ذكرت سابقا ، ليقف عليها هذا الفكر ويتعملق بإنجازاته ، وهذا ليس دور جبريل الرجوب كشخص ، بل دور المؤسسة الرياضية بما حوت من اندية واتحادات وكوادر وطواقم ، محمية بقيادة قوية وليس العكس.

، واود هنا ان ابدا بالقاعدة وهي الاندية فمنذ سنوات وانا شخصيا اسمع ان هناك مشروع نظام اساسي للأندية والاتحادات يصاغ بمهنية وعلمية – على حد قولهم - ليخدم المرحلة ويضع قواعد للعمل والانتخاب ومجالس الادارة وغيرها من الامور ، ولكن حتى الان لم نشاهد هذا المشروع ، ولنعرج على البنية التحتية التي ان وجدت فإنها تركز على جهة وتترك جهات اخرى تئن تحت وطأة الحاجة ، وليدخل شبح عدم عدالة التوزيع ويقضي على بقية الامل في الانصاف ، بفعل المحسوبية النادوية او قرابة الاتحاد من اصحاب الياقات في هذه المؤسسات ، لينال الحظوة والرفاهية على حساب البقية الباقية .

وسأذكر هنا الدور الرئيسي للمؤسسة الرياضية وهو توزيع المخصصات السنوية على الاتحادات لتقوم بدورها الفني والرياضي على راض الواقع ، حسب حجم نشاطها ، وهو دور ثابت اينما حلت الرياضة ، وهو الامر المعدوم لدى مؤسستنا الرياضية، بل نجد الادوار معكوسة للأسف فالاتحاد مطلوب منه البحث عن ممول لأنشطته وتغطية كل شيء ، علما ان اعضاء الاتحاد هم متطوعين في الوقت الذي يحصل موظفي المؤسسة على رواتب عالية وبدلات سفر وحركة ..الخ

ما انزل الله بها من سلطان ، بل بالعكس تجد من يمن عليك ان حصل اتحاد ما على فتات ، حتى انه يحرم عليك المطالبة بما انفقه من جيبه الخاص ويمن عليك به وكانه هو صاحب الحق ، هنا اعتقد ان لا بد من وقفة تقييمية عندما تختلط وتتبدل الادوار لإعادة التوازن ، وخلق حركة فعالة قادرة على وضع الامور في نصابها وتحدد الادوار بمهنية ووطنية بعيدا عن كل المنغصات والعراقيل والاهواء واولها سياسة التوظيف في المؤسسة الرياضية على قاعدة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، فعندما اطلقت القيادة الرياضية فكرة مأسسة الرياضة الفلسطينية لم يواكب قرارها – حسب رؤيتي – ايضا تنصيب الكادر القادر على تنفيذ هذه الفكرة او انهم لم يكونوا على قدر المسؤولية او انهم لم يكونوا بالمستوى المطلوب لتجسيد الفكرة ولو على الصعيد النظري ، وهي كلها اسباب وجيهة لتأخير تطبيق فكرة المأسسة وهي في المقابل اسباب تجعل من المؤسسة الرياضية نفسها في مواجهة الازمات سواء الداخلية او الخارجية اذا استبعدنا جهود وقوة الاخ اللواء جبريل الرجوب ، او لا قدر الله تقلد منصبا سياسيا يمنعه من قيادة المؤسسة الرياضية – وهو امر وارد ونحن نعرف جبريل الرجوب ومن هو على الساحة الوطنية والسياسية الفلسطينية – اذن ايضا شبكة امان مؤسستنا الرياضية ايضا هشة ويسترها فقط قوة الامان القادمة من قوة القائد فحسب ، خاصة في ظل تغييب الفكر الاستراتيجي القادر على تكوين شبكة من الانظمة والقوانين لحماية المؤسسة نفسها وحماية فكرها وكذلك تنفيذ استراتيجيتها الرياضية الوطنية على ارض الواقع دون عراقيل .


في النهاية اقول ان المؤسسة الرياضية اذا ارادت – من وجهة نظري – ان تصل الى فكرة المأسسة الرياضية ، التي تشكل عنصر قوة وامان وتطور للرياضة الفلسطينية بشكل عام ، وان تكون هذه المؤسسة بفكرها وتطلعاتها منسجمة مع التطلعات الوطنية للقيادة الرياضية ، لا بد ان تتبنى العمل بأدوات واليات تضمن بقائها واستمراريتها وتشكل في الوقت نفسه الوعاء الصحي الرياضي والوطني المحفز للعمل ، والمحفز لبعض مديري المؤسسة الرياضية لفهم الرسالة بالشكل المهني البعيد عن الاهواء والمزاجية والتقوقع خلف المكتب وانتظار تنفيذ القرار دون مبادرة للقرار نفسه .