|
اطووا الصفحة
نشر بتاريخ: 02/07/2015 ( آخر تحديث: 02/07/2015 الساعة: 11:12 )
الكاتب: صادق الخضور
حظي موضوع التعديل الحكومي منذ أسبوعين باهتمام الكل، مع أن تركيبة الحكومة في النهاية لا تعني الكثير للمواطن العادي إذ إن ما يهمه هو انعكاس عملها على واقعه المعيش، لكن يبدو أننا بتنا مجبولين على حب التغيير، ومع القرار الأخير بالإقرار بحدوث تعديل قريب، ومع كونه محدودا، فإن التسريع فيه ضرورة لطي هذه الصفحة، والتفرّغ لقضايا أخرى أكثر أهمية.
على هامش الحديث عن التعديل، مزاعم بأن الحكومة لم تصرف قرشا على قطاع غزّة، وهو حكم ظالم ولا يتطلب رأي مسؤول أو ضليع في الاقتصاد ليؤكد أن القطاع نال ولا زال ينال نصيبه من الدعم، على الأقل في الحكومة موظفون من القطاع يتقاضون رواتبهم من الحكومة وهناك الكهرباء وغيرها، وبالتالي لا يمكن التسليم ببعض الآراء لمجرد الموقف من التعدي الحكومي مثلا، وحرصا على الإبقاء على الفرص التي تحتضر للوفاق، ومن باب تجاوز إرهاصات المزاعم يمكن المطالبة ب" اطووا الصفحة"، ولتكن هناك محاولات لرأب الصدع وإنهاء الانقسام من جديد. اطووا الصفحة: وإذا لم تكن هناك آمال في طي صفحة الانقسام، فلنطوِ صفحة محاولة إتمامها عبثا دون نتيجة. اطووا الصفحة: وسرعوّا في الخطوات بدلا من مراوحة المكان، وبعد الإعلان عن التعديل -وما أكثر المنشغلين به-، فإن التعديل إن طال سيكون مثار انشغال جديد في الأسماء المطروحة للقدوم وتلك المطروحة للمغادرة، وسيمضي الناس النصف الثاني من شهر رمضان في الأسماء بعد أن شغلهم النصف الأول منه موضوع وجود تعديل من عدمه، فتابعوا مسلسلين في آن واحد: باب الحارة، وتعديل الوزارة، وهو ما يستوجب طي الصفحة. اطووا الصفحة، وحاولوا من جديد تحقيق مصالحة فعلية على أرض الواقع، وليكن هناك تمكين للحكومة من إدارة المعابر، وفرض هيمنتها على القطاع، وليتم طي صفحة المحاصصة، فالتحديات الماثلة في الطريق كبيرة. اطووا الصفحة: صفحة الانتظار، ولا تطووا صفحة متابعة القضايا التي تهم الناس وتشغل بالهم: الأسعار وارتفاعها، والبطالة وجنونها خاصة للأكاديميين في ظل كثافة المتقدمين وضآلة الفرص، وفرص العمل في قطر وترتيباتها، كلها قضايا تستحق أن نطوي صفحات القضايا العادية والتعامل مع هذه الملفات باعتبارها غير عادية وتتطلب رؤية شاملة. وقبل أن تطووا الصفحة، ومع التقدير للجهود التي بذلها د. زياد أبو عمرو في وزارة الثقافة إلا أن موضوع التعديل الحكومي وبما أنه "سيرة وانفتحت" يجب أن يولي اهتماما خاصا لوزارة الثقافة وإعادة تمكينها من القيام بدورها في قيادة المشهد الثقافي خاصة وأن وجود برامج مدروسة بعناية هو الكفيل بتوجيه المواهب الناشئة الوجهة الصحيحة، ويجب أن يتم التخلّي عن التعاطي مع وزارة الثقافة باعتبارها جائزة ترضية أو تكملة عدد، فهذا مما أصاب الثقافة في مقتل، مع التأكيد على أن الخلل في الآلية التي تم التعامل بها مع المعطى الثقافي لا في الشخوص والكفاءات التي أنيطت بهم مهمة الوزارة. اطووا الصفحة، وسارعوا إلى تجاوز الإشكاليات التي فرضت حضورها على عديد مناحي الحياة في فلسطين، وكل الأمل بأن يكون القادم أفضل. باختصار: اطووا الصفحة. |