وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ستيفانو كوزين مدرب البطولات

نشر بتاريخ: 05/07/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
ستيفانو كوزين مدرب البطولات
بقلم : أمجد ماجد ناصر الدين
من ايطاليا في جنوب اوروبا كان الموعد مع هذا المدرب المحترف الى فلسطين التي يعشق ابناءها الرياضة ، ويتنسمون هواءها ، وتحديدا كرة القدم اللعبة ذات الشعبية الطاغية كغيرها من بلاد العالم حيث ترى الصبية والفتيان يلعبون بين ازقة الشوارع يبحثون عن مكان يمارسون فيه هوايتهم المفضلة ، ومشاركة اصدقائهم لحظات طفولتهم ، وصباهم بفرح ٍ ، وبهجةٍ لينتقلوا بعدها الى النوادي التي تصقل مهاراتهم وتنمي قدراتهم البدنية ، والمهارية ، والعقلية باستيعاب ما يعطى لهم من خطط لتنفيذها على ارض الواقع في الملاعب حيث التنافس بين الفرق يكون على اشده للفوز ببطولة الكاس ، وهو ما كان .

في الخليل التقت احلام وطموحات ادارة النادي الاهلي ممثلة بالرئاسة الفخرية الاقتصادي البارز ورجل الاعمال المعروف السيد محمد نافذ الحرباوي و برئيسه السيد كفاح الشريف ، ورفاقه في الهيئة الادارية بالخطط التدريبية لهذا المدرب الفنان التي اتت ثمارها لتسطير اسم هذا النادي العريق ليحلق عاليا في سجل الخالدين في عالم لا يعترف الا بلغة الانجازات ، ولا يلقي بالا للاماني التي تظل حبيسة الصدور دونما تنفيذ على ارض الواقع ، وبلغة الاهداف تلاقت اهداف فارسنا الايطالي الانسان بحلمه بالإنجاز الجديد مع اهلي الخليل بإحساسه بالرغبات المدفونة داخل مشجعي القلعة الحمراء للفوز بالبطولات التي كانت تجول بخاطر الادارة الحكيمة ذات الحنكة ، والدراية بما يرغبه جمهورها من المناصرين ، والمؤيدين.

فقد كانت لهذا المدرب بصمته لا سيما ، وانه ذو خبرة كبيرة ، وباع طويل في مجال اللعب ، والتدريب حيث لعب ، ودرب في العديد من المنتخبات والفرق في قارات مختلفة ، ودول متعددة يشهد لها العالم بمحبة كرة القدم وعشقها ، بعضها لم يشارك في كاس العالم ، لكن الاغلبية شاركت ، كيف لا ونحن نتحدث عن الكونغو برازافيل ، والكاميرون ، وايطاليا ، وفرنسا ، وسويسرا ، وبلغاريا ، والسعودية ، والامارات هذه المناسبة الرياضية العالمية التي تحبس فيها الانفاس لمدة شهر كامل لمشاهدة جماليات ومهارات هذه اللعبة الجميلة .

مهما قلنا واطلنا الحديث عن هذا الانسان فلن نوفيه حقه من التكريم ، والاشادة ، ورد الجميل ، وهذا ليس لما اعطاه لأبناء الكتيبة الأهلاوية اخوته ، واصدقائه اللاعبين عيد العكاوي ، وخلدون الحلمان ، وفادي الدويك ، ومراد ابو ميزر ، ومصعب ابو سالم ، وجهاد عبد العال ، وغيرهم بل لارتقائه بمهاراتهم فهو يتحدث مع لاعبيه بلغته الخاصة لغة المشاعر ، فعندما قرأ في عيون لاعبيه طموح كبير في تحدي ذاتهم ، كان لديه الاصرار الكبير للظفر بكأس فلسطين ، ولا ننسى ايضا جمهوره ، الذي يساند الفريق ، ويرافقه دائما في جميع مبارياته البيتية ، والخارجية لما اعطى ، ويعطي من دعم معنوي لإخوانه اللاعبين الذي يمتعونه داخل ارض الملعب باللعب الجماعي ، ومهاراتهم الفردية ، وكيف كانت مشاعرهم وهم يتابعون المباراة النهائية لبطولة كاس فلسطين مع اشقائهم في مركز بلاطه الطرف الاخر في نهائي الكأس .

ونحن نرفع القبعات عاليا لهذا الفريق المكافح الذي نال وصافة بطولتي الدوري والكاس الذي لم يبتسم له الحظ في ركلات الترجيح ، وحين انتهت تلك الركلات بفوز الاهلي اطلقت الجماهير العنان لفرحتها بالتتويج بالكاس ممتزجة بالأغانيالأهلاوية ، واستمرت فرحة ابناء النادي واحتفالاتهم حتى ساعات الفجر الاولى ابتهاجا بهذا الانجاز الكبير والرائع ،فهو فوز لمحافظة الخليل بأجمعها بمدنها ، وقراها ، ومخيماتها الذي يهتفون بمحبة وطنهم ويعشقون ترابه.

وهذا المدرب لم يأت بالفوز لناديه النادي الاهلي عبثا فهو صاحب خبرة ، وتجربة كبيرة في الملاعب لاعبا ومدربا ، فقد لعب في ايطاليا ، وفرنسا ، وسويسرا ، ودرب العديد من منتخبات الدول ، وفرقها ، فقد درب منتخبي الكاميرون ، والكونغو برازافيل ، واندية النصر السعودي ، والجزيرة ، الفجيرة , النصر تلك الاندية الاماراتية المشهورة والاتحاد الليبي فله منا تحية وفاء لهذا المجهود الكبير الذي بذله مع اللاعبين ، وزرع فيهم ثقافة الفوز .

وكرة القدم بقدر ما تعطيها فإنها تعطيك لأنها تعترف فقط بالجهد المبذول خلال شوطي المباراة ، ولا تعترف بغير ذلك فهناك منتخبات كبيرة لم تقدم الاداء المطلوب في مناسبات عالمية مثل كاس العالم ودعت البطولة من الدور الاول كما حصل مع فرنسا بطلة كاس العالم عام 1998 في المونديال الذي اقيم في بلادها ، عندما خرجت من الدور الاول بعد ادائها الضعيف فيه في مونديال عام 2002 المقام في كوريا الجنوبية ، واليابان ، وليست اسبانيا بطلة كاس العالم عام 2010 ببعيد حينما خرجت من الدور الاول في مونديال البرازيل.

فستيفانو ، ورفاقه في الطاقم التدريبي الايطالي يعدون العدة من الان للموسم القادم ، ليكون موسم النادي الاهلي ، فقد سافر وفد من الهيئة الادارية للعاصمة الايطالية قبل بضعة ايام للإعداد لمعسكر تدريبي خارجي هناك استعدادا ً للعب مع فرق ايطالية للاحتكاك بها ، واكتساب الخبرة من اسلوبها المهاري ومعرفة مستوى اللاعب الايطالي ، والاستفادة منه لتطوير مستوى اداء اللاعب الفلسطيني ، فالمارد الأهلاويقادمٌ ، وبقوة للمنافسة على البطولات ، وما التعزيزات الحالية - إلا أكبر دليل - والتي تقوم بها ادارة النادي ممثلة برئيسه ، وبالمدير الفني السيد ستيفانو الذي شاهد دوري المحترفين في الموسم السابق ، فأشار لما يلزمه من اللاعبين الاضافيين في مراكز مختلفة لسد النقص الذي كان موجودا في السابق ، وتطعيم صفوف الفريق بلاعبين جدد ، وهذه المؤسسة الرياضية ، تفخر محافظة الخليل بوجودها ، اضافة لشقيقائها النوادي الاخرى شباب الخليل ، وشباب الظاهرية ، وشباب السموع ، وشباب دورا ، وشباب يطا ، وجمعية الشبان المسلمين ، ونادي طارق بن زياد تجمعهم المنافسة الشريفة على اختلاف الدرجات التي تنتمي لها تلك المؤسسات ، والتي يفتخر بها كل رياضي ، وكل انسان في هذه المحافظة الزاخرة بأبنائها المحبين لمدينتهم وبلادهم .

والبيت الأهلاوي اسرة واحدة لا فرق فيها بين رئيس ،واداري ، ولاعب ، ورابطة مشجعين ، وذلك بفضل لغة الاحترام ، والحوار ، والالفة بين اعضائه فيجب على ابناء النادي بذل جهد مضاعف ، لتسخير كل امكاناتهم المادية ، والبشرية ، والمعنوية ، وتحية تقدير ، واحترام للإخوة في مجلس ادارة النادي الاخ كفاح الشريف ، وزملاؤه ، وجميع اللجان المساندة ، والكوادر ، ورابطة المشجعين على ما يبذلونه من وقت ، ومال في سبيل اسعاد الجماهير على حساب حياتهم الشخصية ، واعمالهم الخاصة من خلال الاجتماعات الاسبوعية ، والدورية التي تعقد في سبيل بحث الامور التي تخص هذه المؤسسة ، وتوفير الموارد المادية والمعنوية اللازمة كي تظهر الانجازات على ارض الواقع .

وختاما لا ننسى ان نقدم كل شكر ، وعرفان لكل انسان يعمل على تقديم الدعم لهذه المؤسسة الرائعة بأبنائها العظيمة بإنجازاتها ، ولو بالكلمة الطيبة ، ونقدم احترامنا ، وتقديرنا لكل مؤسسة ، مهما كان نوع الخدمة التي تقدمها في المجال الاقتصادي ، او الاجتماعي ، وجميع الافراد الذين لهم بصمتهم رائدين مؤثرين اينما ذهبوا ، وتواجدوا ، ولكل شخص في بلادنا الحبيبة .