|
بعد عام على الحرب.. حماس وإسرائيل إلى أين؟
نشر بتاريخ: 06/07/2015 ( آخر تحديث: 06/07/2015 الساعة: 21:07 )
غزة- تقرير معا- رغم مرور عام على الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة وما خلفته من دمار كبير على مدى 51 يوما، إلا أن الأوضاع الانسانية لا زالت تزداد سوءا بسبب عدم بدء الإعمار.
تتزامن الذكرى السنوية الأولى للحرب في ظل الحديث عن تهدئة طويلة المدى بين اسرائيل وحركة حماس وهو ما تنفيه الأخيرة. لكن مراقبين يرون في أحاديث مع مراسل معا أن الأسابيع المقبلة قد تشهد اتفاقا بين حركة حماس واسرائيل لثبيت التهدئة التي وقّعت في السادس والعشرين من آب- اغسطس الماضي في العاصمة المصرية القاهرة التي قادت وساطة لوقف الحرب. ويقول المراقبون هناك مساع دولية من أجل اقناع اسرائيل وحركة حماس لتثبيت التهدئة. تصريحات اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي قالت فيها، إن اسرائيل أبلغت جهات دولية انه لن تشن عدوانا جديدا على قطاع غزة في الوقت الحالي وهذا تأكيد على أن هناك حراك دولي من أجل الوصول لتهدئة. وتأكيد اضافي هو شروع كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في أيار- مايو الماضي بتعبيد طريق على الحدود الشرقية للقطاع يبعد عن السياج الفاصل مع اسرائيل من 250 الى 300 متر. سرايا القدس الجناح المسلح لسرايا القدس هي ايضا اقامت برجا للمراقبة قبل أيام يبعد عن الحدود مع اسرائيل 500 متر. وقال أبو أحمد قيادي في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد في حديث خاص لمراسل معا :"نحن في السرايا نعتبر أن المعادلة قد تغيرت وقواعد الصراع تغيرت لمصلحة المقاومة". مصطفى الصواف الكاتب والمحلل السياسي يقول: "رغم مرور عام على الحرب وعدم فتح المعابر ورفع الحصار وعدم البدء الفعلي في الاعمار الأمر متعلق بالنوايا وهناك محاولة من اطراف اقليمية ودولية لكي تزرع في عقل المواطن الفلسطيني أن سبب المعاناة هي المقاومة". ويضيف الصواف في حديث لمراسل معا :" على ما يبدو هناك حراك يقول إن الاعمار سيخرج عن نطاقه الأول ويأخذ آليات جديدة، وهناك حديث عن اوراق تقدم هنا وهناك ومناقشات لتهدئة وفق شروط معينة لا زالت طور النقاش ولم تصل الأطراف إلى اتفاق وربما تكون انفراجه للقطاع المحاصر وربما التوصل إلى تهدئة بين المقاومة والاحتلال قد تفتح المجال أوسع لكسر الحصار عن غزة". وحول المكاسب التي حققتها المقاومة بعد الحرب، يتابع الصواف "تأكيد الحق الفلسطيني على مقاومة الاحتلال والعمل على تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني من خلال المقاومة كحل استراتيجي مع الاحتلال". ويرى الصواف أن المسألة ليست معركة وانتهت حتى يكون هناك تحصيل كامل انما المسألة عملية تراكمية وابقاء المقاومة عنصر اساسي في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي. ويعتقد الصواف انه امام الفلسطينيين مشروع طويل لتحقيق حقوقهم ومصالحهم وان هذه المعركة اكدت أن الحق الفلسطيني باق في تحرير أرضهم وإقامة دولتهم. بينما يرى هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الاسلامية بغزة أن الأوضاع الانسانية في القطاع تزداد سوءا نتيجة عدم ادخال المواد الاساسية للقطاع خاصة مواد البناء وعدم الشروع الفعلي بالإعمار وفتح المعابر بالشكل المطلوب. ويقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الاسلامية في حديث لمراسل "معا" من الناحية السياسية الأوضاع لم تتغير كثيرا وإن كان هناك حديث عن انفراجه مع مصر وامكانية الوصول لتهدئة طويلة المدى مع الاحتلال إلا أنه من الناحية الفعلية حتى اللحظة لم يرشح أي شيء وقد تشهد الأسابيع القادمة تفاهمات بين الفصائل الفلسطينية خاصة حماس مع اسرائيل حول تهدئة طويلة المدى". ويضيف البسوس "مصر سيكون لها نصيب من الاتفاقية في ظل التحسن بين حركة حماس ومصر والمؤشرات الفعلية تقول قد يكون هناك ايضا تعاون ما بين حماس مع النظام المصري على أساس ضبط الحدود بين غزة ومصر"، ومعتقدا أنه قد تحدث تسهيلات على معبر رفح البري بين غزة ومصر وادخال بعض المواد الأساسية . ويوضح البسوس وجود تثبيت ضمني للتهدئة بدون الحديث عن فتح أي ملفات، مشيرا إلى المساعي الدولية من أجل اقناع اسرائيل وحماس بالوصول إلى تثبيت التهدئة التي تمت قبل عام. وكانت اسرائيل شنت في السابع من يوليو الماضي واستمرت 51 يوما حربا مدمره على القطاع استشهد خلالها 2300 مواطنا واصيب أكثر من 11 ألفا آخرين بالإضافة الى تدمير اكثر من 90 ألف وحدة سكنية. |