|
الإرهاب بسيناء وعلاقته بحماس
نشر بتاريخ: 07/07/2015 ( آخر تحديث: 07/07/2015 الساعة: 11:38 )
الكاتب: حسام الدجني
عشرات الشهداء سقطوا قبل أيام خلال اشتباكات مسلحة بين تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وقوات من الجيش المصري بسيناء، واتهمت إسرائيل حركة حماس بأنها تقف خلف العمليات الإرهابية التي تستهدف كمائن الجيش المصري، وأكدت السلطة الفلسطينية على لسان وزير خارجيتها رياض المالكي تلك الاتهامات لحركة حماس.
حركة حماس وعلى لسان نائب رئيس مكتبها السياسي، موسى أبو مرزوق أدانت العمليات الإرهابية التي تستهدف الجيش المصري بسيناء. فهل هناك علاقة لحركة حماس بالعمليات الإرهابية في سيناء..؟ وما هي أهداف الجانب الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية في تسويق تلك الاتهامات..؟ اتهام إسرائيل لحركة حماس جاء على لسان منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق، اللواء يوآف مردخاي لقناة الجزيرة، وهو جنرال على رأس عمله، واستشهد خلال مداخلته بأسماء، وهذا يطرح تساؤل حول أسباب إعلان مردخاي تلك المعلومات لوسائل الإعلام، بينما المتعارف عليه أن المعلومات الاستخباراتية بين الدول تتم عبر قنوات الاتصال الرسمية، وهذا يضعف طرح واتهام مردخاي وأن ما يريده هو للاستهلاك الإعلامي من خلال حشد العداء لحركة حماس أمام الرأي العام المصري. نعود لسؤال علاقة حماس بالإرهاب بسيناء وما هي أهداف ودوافع إسرائيل والسلطة الفلسطينية لزج حماس بتلك العمليات الارهابية، فالرابط بين اتهامات السلطة وإسرائيل لحركة حماس بالتدخل في سيناء يعود إلى ما يلي: 1- قلق كبير تبديه السلطة الفلسطينية وإسرائيل لتطور علاقة حركة حماس مع الجانب المصري ترجم مؤخراً بفتح معبر رفح وإدخال الاسمنت. 2- تستفيد تلك الأطراف من ربط داعش بحماس لإفساد التقارب الحمساوي مع السعودية ومصر ودول أخرى. 3- وصول معلومات لتلك الأطراف تفيد بتدخل حماس بسيناء، وهذا السيناريو مستبعد لعدة أسباب: أ. حجم العداء بين حركة حماس وتنظيم داعش قد وصل مؤخراً لقتل حماس أحد قادتها بغزة، في المقابل قامت داعش بتصفية جسدية لقياديين من حماس بمخيم اليرموك بسوريا، إضافة لتهديد داعش بحلب لقطاع غزة وحركة حماس مؤخراً. ب. تطور لافت بالعلاقة بين مصر وحركة حماس ترجمته الأخيرة بأن نشرت قواتها على الحدود لضبطها ومنع أي عناصر من التسلل. ج. لا مصلحة لحماس بأن تكون سيناء غير مستقرة كونها الطريق الوحيد الذي يربطها بالعالم. د. إدراك حماس أن حسم داعش لسيناء سيتلوه مباشرة حسمها لغزة وهذا سيدفع حركة حماس للدخول بحرف استنزاف طويلة ستكلف قطاع غزة والمقاومة الكثير، وستكون غزة على موعد مع بحور من الدماء. الخلاصة: قد تكون نظرة البعض قاصرة عند الحديث عن داعش وسيناء وقطاع غزة، فأي كانت الخصومة السياسية بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، ودرجة العداء بين إسرائيل وحركة حماس، فإن المصلحة التي تتقاطع مع الجميع مصر –إسرائيل-السلطة الفلسطينية- حماس، هو القضاء على الإرهاب في سيناء وفي كل مكان، لأن وجود الإرهاب يهدد الأمن القومي والإنساني للجميع. وهنا لابد من الإشارة إلى أن الحلول الأمنية والعسكرية لوحدها لن تحل المشكلة، فأبسط تعريف للأمن القومي هو التنمية، ومن هنا ينبغي أن تعمل كل الأطراف في سبيل تنمية سيناء، وتنمية قطاع غزة، حتى يتم القضاء على حواضن الإرهاب الذي ينمو مع نمو الثالوث الخطر: الفقر-الجهل-المرض. |