وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"مدفع رمضان" ارث حضاري في مدينة القدس

نشر بتاريخ: 09/07/2015 ( آخر تحديث: 11/07/2015 الساعة: 12:41 )
"مدفع رمضان" ارث حضاري في مدينة القدس

القدس- معا -منذ ما يزيد عن 25 عاماً يحرص المواطن المقدسي رجائي صندوقة 53 عاماً على ضرب "مدفع رمضان" خلال أيام الشهر الفضيل في مدينة القدس حاملاً ارث اجداده وتاريخ المدينة، متحدياً الإجراءات والشروط التي تحاول من خلالها السلطات الاسرائيلية عرقلة عمله.

ويقول المواطن صندوقة الذي يتواجد يوميا -في مقبرة "المجاهدين" بشارع صلاح الدين بالقرب من المدفع الأثري- قبل آذان المغرب والفجر :"ضرب المدفع ثروة وأرث لي شخصيا ولمدينة القدس، أعاني من تعب طيلة أيام شهر الفضيل، وأتمنى تناول طعام الافطار والسحور في منزلي مع عائلتي وان اجتمع معهم حول المائدة، لكني في ذلك الوقت أفضل أن أكون في المقبرة لضرب المدفع الذي اعتاد اهالي القدس على سماعه.

وأضاف صندوقة :"بدأ أجدادي بإطلاق مدفع رمضان قبل أكثر من 120 عاماً، أي "منذ العهد العثماني"، وتناقلنا هذه المهمة منذ ذلك الوقت، واليوم يشاركني أحد ابنائي المهمة، حيث نملك التصاريح اللازمة التي تمكننا من ضرب المدفع خلال شهر رمضان.

وقال :"معظم أيام شهر رمضان اقوم بضرب المدفع بنفسي، وفي ايام خاصة يتوجه ابني لضربه وقت الإفطار، لكن وقت الإمساك (آذان الفجر) اصر على ضربه بنفسي فالمقبرة موحشة ولها رهبة".

وعن الاجراءات الاسرائيلية السنوية التي تحاول من خلالها عرقلة ضرب المدفع في مدينة القدس يقول صندوقة :"كانت عملية إطلاق المدفع تحتاج إلى تصريح من وزارة العمل فقط، أما الآن فأنا بحاجة إلى 7 تصاريح من مؤسسات اسرائيلية مختلفة، اضافة الى دورات تدريبية لإطلاق المتفجرات" ورخصة تتجدد كل 3 سنوات".

وأوضح صندوقة انه كان يستخدم "مادة البارود" لضرب المدفع طوال ايام شهر رمضان، ولكن بعد الانتفاضة الثانية منعت سلطات الاحتلال استخدام هذه المادة، وتم استبدالها بالقنبلة الصوتية، علما ان "حراساً اسرائيليين وشرطة" يحضرون يوميا إلى المقبرة ومعهم قنبلة الصوت قبل آذان الفجر وفي موعد آذان المغرب، ويبقون داخل المقبرة حتى ضرب القنبلة".

وأوضح انه اصر هذا العام على وضع القنبلة داخل المدفع لاطلاقها من خلاله، وليس كالأعوام السابقة والتي حيث توضع في صندوق أسود بين القبور ويتم ضربها.


وأضاف :"منعت سلطات الاحتلال وضع القنبلة داخل المدفع "بحجة أنها تشكل خطورة لوجود المدفع على تلة مرتفعة، لكني هذا العام قمت بمساعدة الشبان بنقل المدفع الى منطقة بين القبور لأهمية ضرب "المدفع" وحفاظا على هذا الارث".

وأوضح صندوقة انه كان يرافق والده واشقائه الى مقبرة "المجاهدين" لمشاهدة ضربه المدفع، وبعد تقدمه بالعمر كانوا يتوجهون في بعض الايام لضربه بمفردهم، وتعرض في احدى المرات هو وشقيقه للاعتقال بينما كانا يضربان المدفع، بحجة عدم حوزتهما على تصريح، ومنذ ذلك الوقت حصل على التصاريح اللازمة لضربه.

ويختم صندوقة حديثه ويقول :"رغم المشقة والاجراءات المختلفة التي ترافق ضرب المدفع الا اني عندما أسمع وأرى الفرحة في حديث أهالي القدس عن مدفع رمضان الذي يدوى صوته في كافة أنحاء المدينة اشعر بالفخر والسرور لأننا نقوم بهذه المهمة ولأننا تمكنا من الحفاظ على "التراث" المقدسي العريق.

مقابلة ميسة ابو غزالة