|
مروان البرغوثي : حماس طعنت الفلسطينيين في ظهورهم - عندما ينهي ابو مازن مهام منصبه سأرشح نفسي للرئاسة وسأفوز
نشر بتاريخ: 21/09/2007 ( آخر تحديث: 21/09/2007 الساعة: 10:23 )
بيت لحم - معا - في اللحظة التي يعلن فيها ابو مازن وبصورة رسمية عن انهائه لمهامه، وحتى ان كنت في الزنزانة، سأرشح نفسي لمنصب الرئيس الفلسطيني وسأفوز.
هذا ما اعلنه مروان البرغوثي في مقابلة نادرة اجرتها معه صحيفة يديعوت احرونوت ونشرتها صحيفة القدس الفلسطينية على صدر صفحاتها اليوم ، لقاء اجري في الزنزانة 28 بالقسم 3 من سجن هداريم. ويتطلع الزعيم الفلسطيني السجين في اسرائيل منذ اكثر من خمسة اعوام لسماع بيانه هذا ليس فقط في رام الله وغزة ونابلس بل وبصورة رئيسة ايضاً في القدس في مكتب ايهود اولمرت رئيس الحكومة الاسرائيلية. ويشعر برغوثي بأن امكانية اطلاق سراحه واقعية اكثر من اي فترة سابقة. اطلاق سراح: س - متى وفقاً لتقديراتك سيتم اطلاق سراحك من السجن؟ ج - تحدثوا عن اطلاق سراحي منذ اليوم الاول لاعتقالي، قالوا في احدى المرات بأنه ستعقد صفقة وسيطلق سراحي مقابل اطلاق سراح عزام عزام من سجن مصري، وقالوا مرة ثانية مقابل اطلاق سراح بولارد من سجن اميركي، ويتحدثون الآن عن صفقة جلعاد شليط، لكن تواجه المفاوضات صعوبات، ورغم جميع هذه الاقوال ابدأ بقضاء العام السادس في السجن، وما زلت آمل بحل مشكلتي في صفقة شليط، التي سيطلق في اطارها سراح اسرى منهم زعماء اسرى، انا متفائل وعلى قناعة بأنه سيتم عقد الصفقة ان عاجلاً ام آجلاً. س - هل انت على قناعة بأن ابو مازن يعمل فعلاً على اطلاق سراحك؟ ج - بالتأكيد وانا متأكد من ذلك، وانا على يقين بأنه يبذل مجهودات من اجل اطلاق سراح عدد كبير من الاسرى، وانه يعرض هذه القضية بكافة اللقاءات وتوجد للشعب الفلسطيني مصلحة باطلاق سراحي وسراح جميع الاسرى، انني متفائل، واعرف بأنه سيتم اطلاق سراحي والقضية مسألة وقعت فقط. حكم على مروان البرغوثي بتاريخ 6 حزيران عام 2004 وبعيد ميلاده الـ 45، بالسجن المؤبد خمس مرات وبالسجن لمدة 40 عاماً بتهمة مشاركته في اربع عمليات: في مطعم سي - فود ماركت بتل ابيب، وفي كينيون المالحة بالقدس ومحطة الوقود في بسغات زئيف وفي شارع القدس - معاليه ادوميم، والتي قتل فيها خمسة اسرائيليين وقبل عامين من ذلك قدم برغوثي لمحاكمة بسبب مسؤوليته عن 37 عملية، لكن محكمة الصلح في تل ابيب قررت ادانته فقط بعمليات شارك فيها بصورة شخصية، وادين بتهمة قتل ومحاولة قتل وبالقيام بنشاطات في منظمة ارهابية. الهدنة الاولى. وأصبح البرغوثي وخلال السنوات الاربع الاخيرة شخصاً ذا نفوذ كبير على السياسة الداخلية - الفلسطينية، وعمل عام 2003 على بلورة اتفاقية الهدنة الاولى، وبعد ذلك الهدنة الثانية، وأثر بصورة مباشرة على انتخاب محمود عباس للرئاسة الفلسطينية وعمل على ايجاد اتفاق بين كافة التنظيمات الفلسطينية حول عدم تنفيذ عمليات خلال عملية الفصل ووقف وراء »وثيقة الاسرى« التي حددت 18 مبدءاً للتعاون بين حماس وفتح والتي ادت الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة اسماعيل هنية،وصاغ مبادىء »اتفاق مكة« بين ابو مازن وخالد مشعل، الذي ادى الاخلال به الى سيطرة حماس على قطاع غزة،وشارك مؤخراً بتشكيل حكومة الطوارىء برئاسة الدكتور سلام فياض. ولم يكن قول يوفال ديسكين رئيس »الشاباك« بأن البرغوثي يلعب دوراً معتدلاً في السجن محض صدفة، وتزداد الاصوات في اسرائيل التي تعتقد بأنه هو الزعيم الفلسطيني الذي يجب الحديث معه، ولا تقتصر هذه الاصوات على معسكر اليسار، اذ قال جدعون عزرا: »التقيت معه اكثر من مرة، ولا يبدي محبة لارض اسرائيل، ولا يتوقع هذا منه احد، واعتقد بأنه اذا تم اطلاق سراحه سيعزز الاوساط المناهضة لحماس، لقد كنت في اطار الاقلية التي طالبت باطلاق سراحه، لكن لا جدوى من استمرار الحديث بذلك، لان جميع الهيئة، بدءاً من (الشاباك) والحكومة وحتى ابو مازن لا يعتقدون ذلك«. ومع ذلك فان مسألة اطلاق سراحه ليست مفصولة عن الواقع، اذ تعرض على بساط البحث اليوم قضية اطلاق سراح الجندي المختطف جلعاد شليط، ويظهر اسم البرغوثي في قائمة حماس لتنفيذ الصفقة، ويظهر اسمه ايضاً في القائمة المقلصة، واحد مسارات اطلاق سراحه هو قرار سياسي، ولا يتحدثون عن ذلك الآن بصوت مرتفع، لكن من الواضح بأنه لدى التوقيع على هذا الاتفاق او ذاك مع ابو مازن سيكون بحاجة الى داعم كبير له لاقناع الشعب الفلسطيني بالاتفاق. ويتحول هذا الخيار الى اكثر موضوعية استعداداً للمؤتمر الدولي المقرر عقده في واشنطن في تشرين الثاني القادم، لقد اقتنعت كوندوليزه رايس وزيرة خارجية الولايات المتحدة بأن البرغوثي ضروري من اجل تعزيز مكانة ابومازن والاتفاق وطلبها موضوع على طاولة ايهود اولمرت. انتخابات: ويعتقد البرغوثي نفسه بأن هناك اسلوب ثالث للالتفاف على السجن المؤبد، اذ يستعد من داخل السجن لخوض مناقشة على منصب الرئيس الفلسطيني في اطار انتخابات ديمراطية، وهو على قناعة بأنه اذا فاز ستؤدي الضغوط الدولية والداخلية الفلسطينية والضغوط في داخل اسرائيل الى اطلاق سراحه. وليست مريحة للسلطات الاسرائيلية ظهور الزعيم الفلسطيني القادم في صباح احد الايام في سجن اسرائيلي، اذ قد يؤدي هذا الى احراجها، ولهذا قررت وبصورة صارمة تقريباً عدم اجراء مقابلات معه في السجن، اما هذه المقابلة فقد اجريت معه من ذلك اسئلة نقلها اليه محاميه خضر شقيرات وبهذا الاسلوب من الصعب خوض جدال معه، وليس بالامكان عرض اسئلة مضادة عليه ولا محاولة تحليل الردود من خلال دراسة حركات جسمه ولم يرد البرغوثي على بعض الاسئلة التي وجهت اليه، ومع ذلك بالامكان ومن خلال ردوده على بعض الاسئلة معرفة امر او اثنين بخصوص مواقفه وآرائه والحياة الشخصية للرجل الذي اعتبر خلال السنوات الاخيرة القوة السياسية الصاعدة في الكيان المجاور لاسرائيل. طوق انقاذ: ويعتبر البرغوثي بنظر كثيرين في منظمة فتح نوعاً من طوق الانقاذ الشخصي الذي يستطيع الرد على سيطرة حماس، اما قيادة فتح القديمة المكونة من »شيوخ تونس« فترى الامور بمنظار آخر، اذ يتخوفون من سيطرة الجيل الجديد وابعادهم عن نعم السلطة، وكان ابو مازن قد اعلن اكثر من مرة في الاشهر الاخيرة عن نيته الانسحاب من الحياة السياسية بعد عام ونصف العام، وتم التأكيد في اجتماع اللجنة المركزية قبل حوالي شهر بان حليفه سيكون ابو ماهر، احمد غنيم. قد لا يرى ابو مازن بالبرغوثي خليفة له، لكنه بحاجة اليه لمواجهة صعوبات منها، انحلال منظمة فتح، وصعوبة اعادة اعمار مؤسسات السلطة المنهارة، وتأييد الخطوات التي يقوم بها. ويقول البرغوثي »لست في جيب احد، لم اكن في جيب عرفات ولست في جيب ابو مازن، انا في جيب الشعب الفلسطيني، وانا على قناعة بأن الجيل المرحلي الذي ترعرع ونما بواقع الاحتلال وحمل على اكتافه اعباء الانتفاضتين الاولى والثانية، ويفهم الواقع المعقد للعلاقات الاسرائيلية-الفلسطينية، هو الذي يجب ان يمسك دفة القيادة«. ابو ماهر: س-يريد ابو مازن الالتفاف عليك، وعين ابو ماهر خليفة له؟ ج-كان من المفروض عودة ابو ماهر مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، لكنه عارض اتفاق اوسلو وبقي في تونس، انني ابارك كل عائد وابو ماهر من قدماء الحركة، وابارك عودته. وعندما سئل عن الانقلاب في غزة، غضب وقال: »حماس طعنت الفلسطينيين في ظهورهم، انقلاب حماس في غزة على السلطة الشرعية لابو مازن، خطأ استراتيجي كبير دمر كافة امكانيات التعاون مع فتح، لقد قضى الانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية، والوحدة الفلسطينية تقع المسؤولية الكاملة عن انشقاق الشعب الفلسطيني على كاهل حماس، ويتوجب عليها التراجع عن خطواتها واعادة السلطة الشرعية لابو مازن قبل اي حوار، والطريق الى استئناف الحوار بين فتح وحماس مغلقة في هذه المرحلة. س-بعد ان تعاونت مع حماس واوجدت شعار »شركاء بالدم شركاء بالقرار« هل فوجئت بالانقلاب في غزة؟ ج-كانت هذه مفاجأة ولم افكر بان حماس ستفعل بهذا الاسلوب هذا طعن بسكين للشركاء بالنضال وللشركاء بالديمقراطية والوحدة الوطنية. هذه لحظة عصيبة ومؤلمة، لم تلحق حماس اضراراً بنفسها فقط، بل وبالشعب الفلسطيني ووحدته، لقد شكل هذا مساً بالقضية الفلسطينية. »حماس«: س-هل ترى بأن هناك اخطاراً لسيطرة حماس على الضفة الغربية ايضاً؟! ج-بعد التجربة المريرة في غزة يجب الاخذ بالاعتبار كافة الاحتمالات، ولهذا السبب يتوجب حدوث اصلاحات في قوات الامن الفلسطينية ووضعها تحت قيادة واحدة وتحديد استراتيجية واحدة بهدف افشال هذه الامكانية، وتكمن المشكلة بابداء اسرائيل اهتماماً بعدم وجود قوة موحدة قوية ومدربة ومحترفة. حركة فتح قوية في الضفة هي الضمانة للدفاع عن السلطة الفلسطينية ومنع اي محاولة لانقلاب سلطوي. يتوجب على حركة فتح الانتعاش واعادة بناء نفسها وعقد مؤتمر عام وانتخاب لجان جديدة، بما في ذلك لجنة مركزية جديدة ولجنة ثورية جديدة، وذلك بهدف قيادة الحركة ودب حياة جديدة، يجب علينا انتخاب مرشحين جدد وانتخاب نساء وشبان واكاديميين ومثقفين نحن بحاجة لقيادة يحترمها الشعب قيادة اياديها نظيفة. س- ما هو موقعك من المؤتمر الدولي الذي ينوي الرئيس بوش عقده في منتصف شهر تشرين الثاني؟ ج-هذا ليس مؤتمر بل اجتماع لا يوجد له حتى الان جدول اعمال، واقول بصراحة ان الشعب الفلسطيني لم يعد يستطيع تحمل مؤتمرات ولجان دولية مخيبة للآمال ومخيبة للثقة بمسيرة السلام، ولهذا يتوجب على الفلسطينيين اشتراط مشاركتهم بالمؤتمر بالحصول على حلول سياسية حقيقية وعدم الاكتفاء بخطابات وبيانات، تشكل فقط تبذيراً للوقت. من الناحية المبدئية اؤيد المشاركة في كل مؤتمر او اجتماع يحرز تقدماً على المصالح الفلسطينية ويقاس نجاح او فشل اي مؤتمر بنظرنا بمدى تقصيره لامد الاحتلال، وحتى الان ورغم الاستعداد لمؤتمر واشنطن فان كافة المؤشرات تدل على ان الحكومة الاسرائيلية تشير بالاتجاه المعاكس، اذ لا تنسحب قوات الجيش الاسرائيلي من مدن الضفة الغربية ولا تتوقف الاغتيالات والاعتقالات، ويستمر اقتحام الاراضي الفلسطينية وما زالت الحواجز في اماكنها وازداد عدد الاسرى الى 11 الفاً، وتعلن الحكومة الاسرائيلية صباح مساء عن رغبتها بمساعدة ابو مازن وسلام فياض، لكنها ومن الناحية الميدانية تعمل العكس، اذ عوضاً عن مساعدتهما تسيء اليهما. المواقف السياسية. س-هل تتخوف من ابداء ابو مازن تنازلات في المواقف الفلسطينية خلال مؤتمر واشنطن؟ ج-لا يستطيع اي فلسطيني تجاوز الخط الاحمر للاجتماع الوطني، وهذا هو معيار الحكم على القيادة الفلسطينية ايضاً، وكما اسمع وكما اعرف لن يتنازل احد عن الموقف الفلسطيني: مفتاح السلام هو انهاء الاحتلال، وتفكيك المستوطنات واقامة دولة فلسطينية في حدود العام 1967 عاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين، وتوجد المبادرة العربية ويجب السير بناءً عليها، وكل اتفاق يتم توقيعه يجب ان ينال مصادقة المجلس التشريعي واستفتاء شعبي. س-هل يجب وفقاً لآرائك، اجراء انتخابات مبكرة في السلطة الفلسطينية؟ ج-تجري ديمقراطيات كثيرات انتخابات مبكرة لهذا السبب او ذاك، ويجب اجراء انتخابات قبل نهاية العام 2008، لكن بعد الانقلاب في غزة يجب اجراء انتخابات للرئاسة والمجلس التشريعي في نفس الوقت للخروج من الازمة. |