|
شرط حماس للمصالحة استهتار بدماء ضحايا الانقلاب
نشر بتاريخ: 12/07/2015 ( آخر تحديث: 12/07/2015 الساعة: 03:19 )
الكاتب: ياسر عبد الله
تتصارع حركة فتح وحماس على من يحكم في فلسطين وعلى من يستطيع أن يهزم الأخر ، لم يعد الانقسام الفلسطيني انقساماً جغرافيا بين الضفة وغزة بين رئتي الوطن فقلب فلسطين القدس المحتلة ، بل اصبح الانقسام ذهنيا وأيديولوجيا وسيكولوجيا ، ولن ينتهى بمجرد ان تحسن خطاب ابوق غزة او خطاب الضفة .مؤخرا يصرح أبو زهري قائلا " أن هذه الاعتقالات تأتي في سياق مشروع استئصال المقاومة ، ومن السخيف ربطها بتصريح هنا او هناك وهي تكشف الوجه القبيح لهذه الاجهزة الامنية ومدى تعاونها وارتباطها مع الاحتلال " وكان قد صرح قبله اسماعيل الاشقر قائلا " اخشى ان تصبح الأجهزة الامنية هدفاً للمقاومة في الضفة جراء استمرار ملاحقتها لعناصر حماس والمقاومة " . والطرف الاخر يصرح امين مقبول امين سر المجلس الثوري قائلا " المشاورات مع حماس لم تفشل ونحن نسعى نحو هدف واحد وهو تشكيل حكومة وحدة وطنية .. مصرون رغم شروط حماس " . وفي المقابل يصرح الضميري الناطق باسم الأجهزة الأمنية يصرح قائلا " أن الإعتقالات في صفوف حماس بالضفة الغربية أمنية وستستمر طالما أن هناك خطرا يهدد الوطن " ولا أعتقد أن هذا ردا كافيا على استهتار حماس بالقيادة الفلسطينية في رام الله والسعي لخلق حالة من الفوضى في الضفة تمهيدا لانقلاب أخر إن بقيت الامور بهذا الشكل ولن تبقى . وما تشترطه حماس هو " اعتماد الحكومة موظفي حماس فوراً " وكلمة فورا في اللغة العربية تعني صيغة الامر وليس التفاوض او المرونة في هذه الشروط أي أن حماس تعتبر نفسها هي الأقوى وهي من تفرض شروطها على فتح والسلطة الوطنية ، أو انها كلما اقتربنا المصالحة تضع شروطا غير قابلة للتطبيق من اجل افشال أي مشروع لإنهاء الانقسام الفلسطيني اللعين ، فإنهاء الانقسام يعني انهاء امارة غزة وإنهاء مصالح فئة من المنتفعين هنا وهناك . في خطاب حماس نجد التحدي والثقة والاستهتار بالقيادة الفلسطينية ونجد أن خالد مشعل قد ارخى العنان لأبواق حماس بأن تصرخ في وجه رام الله وان تستفز مشاعر القيادة الفلسطينية فتصريح ابو مرزوق والأشقر وأبو زهري واضح وصريح أن حماس أصبحت لا ترى فتح ولا القيادة السياسية في رام الله ممثلا للشعب الفلسطيني في حين ان فتح والقيادة في المقابل ما زلت تقدم العرض تلو الأخر منها لحماس من آجل إتمام المصالح ولا أعرف ان كان ضعفاً منها أم حرصا زائد على إكمال المصالحة حتى لو كان ذلك على حساب كرامة فتح وهيبة السلطة الوطنية . لمن يذكر انقلاب حماس على فتح وعلى السلطة الوطنية في غزة الانقلاب الدموي الذي راح ضحيته اكثر من 300 شهيد من شباب فتح في قائمة من الشهداء شملت كافة عائلات قطاع غزة ( المدهون ، الكحلوت ، عفانة ، شاهين ، زقوت ، ابو شمالة ، النجار ، الاغا ، العقاد ، ابو شريعة ، كوارع ، القصاص ، الوحيدي ، غريب ، ابو عرب ، العابدي ، نوفل ، عفانة ، الاخرس ، السويركي ، دغمش ، بعلوشة ، بشير ، المهدي ، خطاب ) تلك عائلات غزة جميعها فقدت ابناء لها في انقلاب حماس الدموي وجميع الشهداء تم قتلهم بأيدي التنفيذية اولئك الذي تعتبرهم حماس موظفين لحكومتها تريد من حكومة رام الله ان تكافئهم على جرائمهم التي ارتكبوها بان يتم اعتمادهم موظفين ، فقبل ان تفاوضوا على المصالحة يجب ان يكون هناك كلمة لأهلي اولئك الضحايا ويجب ان يدفع الثمن كل من هانت عليه دماء ابناء الشعب الفلسطيني من اجل مصالح ذاتية حقيرة ومن اجل تنفيذ اجندات خارجية والحصول على امول مشبوهه من اجل الابقاء على هذا الانقسام الذي يستهدف نسيج الوطن ويفكك تماسكه . باعتقادي ان الحل الامثل والذي يجب ان تتخذه القيادة الفلسطينية هو اعلان غزة اقليم متمرد على الشرعية وإعلان ان كل من شارك في الانقلاب الاسود مطلوب للعدالة الفلسطينية ولن يكون هناك مصالحة مع حماس قبل تسليم اولئك الذين نفذوا الانقلاب والذي قتلوا ابناء فتح ومواطنين ابرياء في بيوتهم ، فمن قتل الطفلة "مي شلحة" ومن قتل "يسرى ابو مزيد" ومن قتل الشباب الذين كانوا يؤدوا واجبهم الوطني في حراسة مقرات السلطة الوطنية اولئك المجرمين يجب ان يحاكموا ويدفعوا ثمن جرائهم ولا يجوز ان نفاوض على دماء ابناء فتح وأبناء الشعب الفلسطيني ، فما تطلبه حماس هو الوقاحة بعينها ان يتم تفريغ من قام بجرائم ونفذوا انقلاب على الشرعية وقسم الوطن ان يكافئ على جريمته لا بل يجب ان يقدم للمحكمة اولا . باعتقادي ان رد الضميري رقيق ولا يليق بوقاحة سامي ابو زهري و اسماعيل الاشقر واستهتار ابو مرزوق وتطنيش مشعل للقيادة في رام الله وترك صبيانه يقرعون طبول الفتنة والفرقة بين فتح وحماس باعتقادي يكفي تلاعب في عقول الشباب الفلسطيني بان هناك مصالحة وان هناك حكومة وحدة وطنية ، فيجب العودة الى مربع القضية الفلسطينية وهو الاحتلال وكل من يقف امام الشرعية فهو يخدم الاحتلال ، فإسرائيل تفكر بشكل جدي في مفاوضات مع حماس قد تنتهي بهدنة لمدة 15 عام وحماس سوف ترحب بذلك ولن تنظر الى القيادة الفلسطينة في حال تم الاتفاق . ومن اجل حفظ حق الشعب وتسجيل الحقائق في تاريخ القضية الفلسطينية ، فان حماس ارتكبت جريمة بشعة بحق الشعب في غزة وراح ضحيتها اكثر من 300 مواطن فلسطيني قتلوا على ايدي التنفيذية والقسام وأكثر من الف جريح من بينهم اعاقات دائمة وهؤلاء المجرمون المنقلبون يجب ان يدفعوا الثمن ان لم يكن اليوم فالأجيال القادمة سوف تحاسبهم على جرائمهم . ويجب اعلان قطاع غزة اقليم متمرد عن الشرعية ووقف كافة الاتصالات معهم ويجب ان يكون شرط القيادة الفلسطينية للمصالحة "ان يسملوا مجرمين الانقلاب لمحاكمة عادلة "، فدم الجنود والضباط الاطفال والنساء الذي نزف على ايدي تنفيذية حماس لا يجوز لأي احد ان يفرط به وبعد تنفيذ هذا الشرط حينها تكون النوايا صادقة ونسعى من اجل مصالحة . |