وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عبدربه: قرار اعفائي أصبح خلف ظهري

نشر بتاريخ: 12/07/2015 ( آخر تحديث: 13/07/2015 الساعة: 11:42 )
عبدربه: قرار اعفائي أصبح خلف ظهري
رام الله -معا - اكد ياسر عبد ربه، امين سر اللحنة التنفيذية المعفي من منصبه، انه لن يتوقف أمام موضوع اعفائه من امانة سر اللجنة التنفيذية فقد أصبح خلف ظهره تماماً، وهو ملكُ للجنة التنفيذية. وقال "لا أريد خلط القضايا ببعضها بحيث تطغى مسألة أمانة السر على الموضوع الأصلي وهو مصير مشروعنا الوطني في الظرف الراهن والأخطر في مسيرتنا كلها".

وقال ياسر عبد ربه في مؤتمر صحفي برام الله في رسالة مفتوحة إلى رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أنه لم يكن هناك سوى صراع من طرف واحد على السلطة تقوم به السلطة ذاتها، ولم أكن طرفاً في هذا الصراع ولن أكون بأي حال من الأحوال وفي كل الظروف.

واضاف " كان إعتراضي على الكيفية التي تم بواسطتها تناول موضوع إعفائي من مسؤوليتي عن أمانة السر، وعلى الإسلوب الذي أُستخدم بدون حضوري ومشاركتي وبلا قرار أو تصويت داخل اللجنة التنفيذية، لأنه لا يمسني وحدي بل هو كذلك مساس بتاريخنا الطويل المشترك وكل تقاليد وقواعد العمل الوطني الفلسطيني ونظام منظمة التحرير كإطار جبهوي جامع كما عرفتها طوال سنوات عضويتي في اللجنة التنفيذية. وأرجو أن لا يصبح هذا الأسلوب سابقة لتشويه تاريخ كل واحد منا في حياته أو بعد رحيله عن هذه الدنيا".


وتابع يقول " إن كان من واجبي أن أستدرك وأقول أنه يؤلمني ذلك الإصرار على الترويج لأسطورة مبتذلة عنوانها وجود "مؤامرة على رأس النظام السياسي والسلطة"، والأغرب أن يتم زج إسم دولة الأمارات بمواقفها المساندة لشعبنا قومياً وتنموياً وإنسانياً وكأنها طرف في هذه المؤامرة الموهومة، ولا أعتقد أن هنالك أي مصلحة وطنية في مثل هذا التخريب لما تبقى لنا من علاقات قومية".

واكد ان من يقوم بالإنقلاب الفعلي على السلطة ورئاستها أيها هو حكومة المحتلين وأذرعتها الإستيطانية والعسكرية ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر إدارة الجنرال موردخاي الإحتلالية والمسماة الإدارة المدنية التي تسلب صلاحيات السلطة كل يوم، وتسطو على ما تبقى من مسؤولياتها تجاه شعبها لتحولها إلى هيكل فارغ لحكم ذاتي محدود وهزيل تمهيداً لإقامة نظام تقاسم وظيفي دائم بين السلطة وإدارة الإحتلال.

كما اكد انه سيقوم بطي هذه الصفحة من جانبه. وسيتابع العمل في موقعه داخل اللجنة التنفيذية.

ودعا عبد ربه الى عقد إجتماع عاجل للجنة التنفيذية يكون مقدمة لسلسلة إجتماعات تتناول الأمر الأبرز في هذه المرحلة وهو إنقاذ مشروعنا الوطني الذي لن نتخلى عنه، وإيجاد الدعائم والروافع لتجديد هذا المشروع وحمايته، في ظل مجيء حكومة هي الأخطر والأشد عنصرية في إسرائيل. وللمفارقة فقد باتت بعض الدوائر الغربية تعتبر ناتانياهو ممثلاً للتيار الأكثر إعتدالاً في هذه الحكومة.

وقال " ينبغي لنا من باب المراجعة التي تفتح آفاق تطوير كفاحنا في المستقبل أن نعترف صراحة، بأن خطتنا السياسية منذ أوسلو حتى الآن قد فشلت فشلاً ذريعاً وتاماً. ولا يضيرنا أبداً الإعتراف بهذا بدون مكابرة، لأن رهاننا على حل يؤدي إلى إنهاء الإحتلال عن أرض وطننا عبر المفاوضات كسبيل أوحد، ومن خلال مرحلة إنتقالية تمتد إلى خمس سنوات، ولا تتضمن إلتزاماً بإنهاء الإحتلال بعدها، وإستناداً إلى إعتراف متبادل غير متوازن أصلاً يقوم على الإعتراف بحق إسرائيل في الوجود مقابل مجرد الإعتراف بمنظمة التحرير كممثل لشعبنا، إن هذا الرهان إنهار كلياً.

وقال " لا يفيدنا أبداً محاولة ترميم ما قد تمزق وسقط، عبر الركض وراء مشروع جديد في مجلس الأمن مع تقديرنا للحرص الفرنسي أو النيوزلندي، فهو مشروع سوف يهبط بسقف حقوقنا الوطنية ولن يكون وراءه أي طائل في تغيير ميزان القوى الواقعي على الأرض. وإن كان ذلك لا يمنع بل ويتطلب متابعة جهدنا الدولي لتوسيع الإعتراف بدولتنا وحقوقنا، والتعامل بجدية أكبر مما هو قائم حتى الآن مع محكمة الجنايات الدولية، وطرح قضية مقاطعة إسرائيل ومحاصرتها سياسياً ونزع الشرعية عن الإحتلال ومتابعة قرار عدم شرعية الجدار الصادر عن محكمة العدل الدولية وسواها كقضية أولى في معركتنا الدولية ضد الإحتلال. غير أننا يجب أن ندرك بأن أفضل جهد دولي لا يستند إلى عوامل نهوض داخلية متينة سيبقى ضعيفاً ومحدود النتيجة" كما وصف .


ودعا عبد ربه الى تطبيق مبدأ المشاركة الوطنية الشاملة والسعي نحو التوافق على مشروع للصمود والمقاومة الوطنية الشعبية ضد الإحتلال والإستيطان وتهويد القدس. والمفتاح الأساسي لنهوض هذا المشروع هو بإستعادة الوحدة بين غزة والضفة ومشاركة كل مكونات الحركة الوطنية في برنامج الصمود والمقاومة، وعدم إنفراد كل منها في خطتها الخاصة في التعامل مع إسرائيل وخاصة أن المشروع الإسرائيلي للفصل بين غزة والضفة والتعامل معهما ككيانين منفصلين أصبح خطراً داهماً.

واكد انه لا يمكن إستعادة مكانة منظمة التحرير كعنوان وحيد لشعبنا وكقيادة فعلية لكفاحه بدون مشاركة واسعة تشمل الجميع بمن فيهم حركتي حماس والجهاد، وتأسيس مركز قيادي موحد لعموم الشعب يحظى بتأييده وإلتفافه ويستجيب لتطلعاته الوطنية. وهنا يجب التخلي عن أوهام الماضي وعدم الإكتفاء بأن نستند إلى التاريخ المجيد لمنظمة التحرير، فهذا لن يحافظ على مكانة المنظمة ولن يشكل مدخلاً لحل أزمة الصراع والتفتت في حركتنا الوطنية.

هذا كله يشكل مدخلاً لإحياء دور وفعالية مؤسساتنا الوطنية والقيادية التي تراجعت بشكل خطير، والنهوض بحركة شعبنا الوطنية، وحتى تبقى غزة البطلة كما كانت دوماً رافعة للمشروع الوطني بما يقرب يوم زوال الإحتلال عن أرضنا وعودة لاجئينا.

ودعا الى دورة عاجلة لإجتماعات اللجنة التنفيذية حتى نحاول عبرها رسم ملامح طريق المستقبل.