|
الدول الست الكبرى والدول الست الصغرى
نشر بتاريخ: 13/07/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
ان اتفاق ايران مع الدول الكبرى الست انجاز لايران وانها ربما تنجو فعلا من الحصار وتوقف الهجوم الدولي ضدها، ولكن هذا لا يعني انه ليس انجازا لامريكا والدول الكبرى فقراءة مئة صفحة من الاتفاق ستعطي فكرة كاملة عن تحقيق الغرب لاهدافه الاستراتيجية ايضا.
خمس زائد واحد هو مصطلح سياسي اقتصادي امني يعني امريكا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وهي خمس دول تمثل دائمي العضوية في مجلس الامن زائد ألمانيا وهي كبرى لكنها ليست عضوا دائما في مجلس الامن "يعاقبونها حتى اليوم بسبب هتلر". والغريب ان الدول الكبرى تبدو أقل اهتماما باتفاقها مع ايران قياسا مع اهتمام الدول الصغرى ، فمقابل ست دول كبرى صاغت ووقّعت الاتفاق فان هناك ست "دول صغرى " يكاد يغشى عليها من شدة الفرح والتأثر بهذا الاتفاق وهي ( العراق - سوريا - لبنان - غزة - السودان - اليمن ) على اساس ان اتفاق ايران مع الغرب سيحل لها مشاكلها المعقدة وسيخرجها من عنق الزجاجة . وان مبرر تحالفها مع ايران يبدو الان لائقا ويحق لها ان تحتفل بعهد جديد . تركيا تبدو مثل ضيف غير مدعو الى الفرح ، فقد شتّت اردوغان استراتيجية تركيا ، فصارت على حالها هذا لا غربية ولا شرقية ، وتقفز من ملف الى ملف بطريقة غير مفهومة ، لا هي امبراطورية السلطان ولا هي متماهية مع عضويتها في الناتو ، لا هي مع هذا الحلف ولا مع ذلك ، لا الخليج العربي يطمئن لها ولا الغرب يثق بها ، لا سوريا تطيقها ولا العراق تريدها ... وهي التي تخلت في ظل حكم التنمية والعدالة عن أمنيتها الانضمام للاتحاد الاوروبي ، لم تنجح في ان تعود شرقية ولم تنجح ان تصبح غربية . اسرائيل ، في هذا الاتفاق تبدو مثل عروس اجبرها ابوها على الزواج من عائلة اخرى ، فهي تتمنع وتصرخ لكنها لا تفكر بالانتحار ابدا ، وفي النهاية ستتزوج من هذا الاتفاق المسجل في المحاكم الشرعية وتحبل منه وتنجب اطفالا يحملون اسمه . دول الخليج العربي تشعر بالغبن ، وان امريكا شجّعتها على التورط في حرب ضد اليمن وغدرت بها ، وهي الان تلعب دور "الزوج المخدوع" ، فحربها مع اليمن لم تكن خاطفة ولا حازمة ولا عاصفة ، وان هذه الاسماء استهلكت في الاعلام الفضائي والافتراض . وان شركات بيع السلاح في العالم تتمتع الان بعروضات بيع الاسلحة والطائرات والاسلحة لدول الخليج فيما تخجل هي عن التراجع والخروج من هذه الحرب بأسرع وقت . ولا تزال القافية في قصيدة الشعر تحكم الدول العربية أكثر مما يحكم العقل و المنطق . في رام الله يقولون ، ننتظر ونرى ونقرر . ونستفيد من تجربة المفاوضات الايرانية مع " الشيطان الاكبر " ، والسلطة تستعد الان لخوض جولة مفاوضات جديدة مع " الشيطان الاصغر" . |