|
بعد الثورة على الحكام جاء دور المثقفين ورجال الدين
نشر بتاريخ: 17/07/2015 ( آخر تحديث: 17/07/2015 الساعة: 21:05 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
من سخافات التاريخ أن غالبية من المثقفين العرب الذين انتقدوا الحكام العرب كانوا اسوأ منهم بكثير؛ هم أيضا طغاة وتنخرهم امراض الدكتاتورية والاستماتة على الحكم؛ ولو أن أي موظف في صحيفتهم أو مؤسستهم الثقافية عارضهم أو انتقدهم لمارسوا جميع انواع التنكيل ضده وقطعوا رزقه وشردوا اولاده واستعانوا بحكومات الظلم عليه. وكم أشعر بالخجل حين اقرأ أن وثائق تسربت من خزائن الانظمة المخلوعة تثبت أن كثيرا من المثقفين والصحفيين العرب مجرد مرتزقة في الفكر والقلم والدين؛ فالكاتب المرتزق لا يكتب تاريخا بل يفسد جيلا.
والاسوأ من الحاكم الطاغية؛ ومن المثقف بالحقد الاجتماعي والمريض بالغرور والدكتاتورية هو رجل الدين الذي (لا يعرف الله) فهو منافق وجاهز ليكون سوطا في يد السلطان ونهاشا للحم الفقراء والمساكين ويختبئ وراء عمامته ولحيته ليتحول الى اسوأ نموذج للجهل والانحطاط ودناءة النفس. لا اشعر بالقلق من هذه التغييرات التي تجري في العالم العربي؛ وكم يؤسفني الدماء التي تسيل رخيصة في شوارع العواصم العربية أو في زنازين السجون العربية؛ ولن اقول بأن سجون اسرائيل افضل منها. بل سأقول إن قطار التاريخ يصفر وإن القافلة تسير وإن الكلاب انهكها النباح حتى بالت على نفسها من شدة الخوف. ليس اسوأ من حاكم ظالم؛ الا مثقف حاقد ورعديد؛ وليس اسوأ من كليهما سوى رجل دين مأفون يدعي مخافة الله وهو مجرد جاهل متخلف وفاشل حتى في التوجيهي. من العبارات التي سجلها التاريخ لمؤسس حزب البعث العربي ميشيل عفلق (لو عرف الناس معنى الحرية لماتوا في الشوارع من أجلها). فهل يا ترى عرف العرب معنى الحرية أم صار لديهم صحن للقنوات الفضائية؟ أيها الجيل الجديد، احذروا الشعراء والمثقفين والصحفيين ورجال الدين لأنهم اخطر من رجال الامن. واحكموا عقولكم وضمائركم ومخافة الله. لعلنا نصنع وطنا حنونا. أيها الجيل الجديد؛ حررونا من حكامنا ومن انفسنا. |