|
بيت القدس في قراءة لكتاب يهودية الدولة والحنين إلى الأساطير
نشر بتاريخ: 18/07/2015 ( آخر تحديث: 18/07/2015 الساعة: 16:32 )
غزة- معا- عقدت بيت القدس للدراسات والبحوث الفلسطينية ندوة لقراءة كتاب يهودية الدولة الحنين الى الاساطير ، للكاتب الفلسطيني احمد الدبش ، واستعرض عزيز المصري رئيس قسم الدراسات التاريخية قراءة موضوعية للكتاب تناولت اهم الفصول في الكتاب المكون من احدى عشر فصلا في 220 صفحة ، لدار عشتار للنشر ، وعرض المصري اهم مؤلفات الدبش السابقة منها عودة نوح ولعنة كنعان ، معذرة ادم لست اول البشر ، موسى وفرعون في جزيرة العرب ، موجز تاريخ فلسطين ، اختطاف اورشليم ، المسيح النبي المفقود.
وتناول العرض الفصول التي جاءت بعناوين مختلفة منها ، الكتاب المقدس هو المشكلة وتحدث عن العهد القديم والعهد الجديد ، ثم فرنسا اليهودية ووضح خلال دعم فرنسا الأول لفكرة الصهيونية على يد نابليون بونبرت ، والفصل الثالث انجلترا ...إسرائيل الجديدة تحدث عن الرؤية البريطانية ووعد بلفور والبروتستانتية الداعمة ، وفصل اخر بعنوان امريكا دولة النبوءة يطرح زجه الشبه للاستيطان الاوربي في امريكا والمهاجرون الجدد واسرائيل واستيطانها في فلسطين، وفصل الطريق الى الدولة اليهودية تحدث عن صندوق استكشاف فلسطين عام 1865 ، وفصل بعنوان قوانين تكريس يهودية الدولة تحدث فيها عن اهم ما صدر من إجراءات وقوانين منذ عام 1950 تكرس مفهوم المواطنة اليهودية لليهود فقط ، ثم عرف اليهودي في فصل بعنوان من هو اليهودي ، وعنوان آخر الآثار تكشف زيف يهودية الدولة تحدث فيه عن الحملات الاستشراقية الاثارية والتي تثبت وجود الاثار اليهودية في فلسطين ، واخر فصل احقا في التاريخ القديم دولة يهودية وهنا تناول الدولة الداودية والسليمانية بين الحقيقة والثبوت ، وفي النهاية اكد الكاتب ان كل المكتشفات الأثرية لم تفضي إلى وجود الهيكل أو الآثار اليهودية التي تناولها التوراة. وأكد الكاتب أكرم عطا لله المتخصص في الشأن الإسرائيلي ، إننا أمام عرض مهم من حيث ذكر أسماء كبيرة من علماء الآثار والتاريخ ، أسماء قديمة تاريخية ، وكم مذهل من المعلومات ، ولكن يبقى منطق البراهين يحتاج إلى إثبات بين الهيكل والدولة ، وأشاد عطالله بالدبش الذي استطاع كمحامي ان يتعمق في هذه المواضيع التي يستصعبها حتى المؤرخين وانه استطاع في سنه يخرج بالعديد من المؤلفات الهامة . واعتبر عطالله ان الرواية الإسرائيلية متناقضة منذ القدم ، لكنها متداولة في الذهن والعقل اليهودي وتدرس كوجبة ثقافية منتجة لوعي يعيش عليها. وتحدث عطالله عن ابعاد يهودية الدولة وما تطمح له اسرائيل بهذا المفهوم العنصري وافراغ فلسطين من كل الديانات وابقاء اليهودي باعتباره هو الجنس النقي . اما الكاتب والمؤرخ ( حسام ) عبد الحميد أبو النصر اعتبر كتاب يهودية الدولة للدبش من اصعب الكتب التي واجهها في النقد لان من الصعوبة إيجاد ثغرات باعتباره كتاب فلسفي أكثر من انه كتاب تاريخي ويريد الكاتب من خلاله الوصول إلى استنتاجات معينة وفق المعلومات المطروحة. ولكن هناك عدة نقاط تبقى محل جدل بين الناقد والكاتب ولكن البحث جاري عن نقاط غير قابلة للجدل . وسجل ابو النصر عدة ملاحظات منها اولا غزارة الفصول حيث جاء الكتاب في احدى عشر فصلا على عدد صفحات 220 وكان ممكن دمج بعض الفصول مثلا الثاني والثالث الرابع باعتبارهم يتحدثوا عن الدور الغربي في دعم يهودية الدولة والامبريالية الصهيونية مع مراعاة تقسيم الفصول بالتساوي ، حيث ظهر عدم تساوي في عدد صفحات الفصول فظهر الفصل الاول في 12 صفحة فيما ظهر الفصل السابع بـ 25 صفحة. واكد ابو النصر ان الكتاب ملغم بالمعلومات وتنوعها بشكل عرضي لم يأخذ الشكلي الطولي للتسلسل الأحداث التاريخية ، وكل فصل يحتاج وحده لدراسة معمقة باعتبار ان الكتاب غني بالمراجع ولكن يأخذ عليه انه اعتمد كثيرا على الآراء الغربية في نفي الرواية اليهودية رغم ان هناك كتاب عرب كثر كان ممكن أيضا الأخذ بهم في هذا الموضوع وجاءا مثلا في الكتاب الكثير من اراء فلنشكتاين. كذلك اعتبر ابو النصر ان اغلب الفصول تحدثت عن الطرح التاريخي ليهودية الدولة فيما الفصل الثامن هو الاكثر تركيزا على القرن الحالي والسابق في هذا الموضوع من ناحية سياسية وكان مطلوب المساواة في الطرح بين يهودية الدولة من الناحية التاريخية ومن الناحية السياسية الحالية والاستشرافية للاجابة على تساؤلات حيرت القارئ باعتبار ان يهودية الدولة مصطلح عاد إلى السطح في آخر عشر سنوات. واتفق ابو النصر مع اغلب ما جاء في طرح الكتاب في دحض الرواية اليهودية ، ولكن استوقفه موضوع مهم طرحه الدبش وهو ان دولة داود وسليمان والمملكة اليهودية قد تكون قامت وظهرت في اليمن ، واعتمد الكاتب على ما قاله فرج الله والربيعي ، وهذا غير كافي لاثبات ان الدولة اليهودية التاريخية ظهرت في اليمن لانه كما لم يثبت اي وجود لهم في فلسطين ايضا لا يوجد ثبوت تاريخي على قيام هذه الدولة في اليمن ، وإننا في إعادة كتابة التاريخ نحتاج لدلائل اثرية تؤكد او تنفي اي رواية ، ولا يمكن الاعتماد على تشابه العادات والتقاليد او اللغة كدليل قطعي على هذا التواجد في اليمن مع التأكيد على ان اليمن عاشت فيها اليهودية منذ القدم. واعتبر ابو النصر ان الدبش ركز على الرؤية البروتستانتية والكاثوليكية المسيحية الداعمة ، فيما لم يبرز دور المسيحية الأرثوذكسية المناهضة للصهيونية وايضا ليس كل البروتستانت والكاثوليك أيدوا المشروع حتى لو شمل ذلك اغلبهم ، وهذا اعطى انطباع مغاير بان المسيحية ساهمت وايدت الصهيونية ، الا ان اختلاف العقائدي القائم بين المسيحية واليهودية يحول لايجاد علاقة كاملة مع اليهود وانه كما هناك مؤيدون للصهيونية من المسيحية فهناك معارضون لها. ايضا لفت انتباه ابو النصر عنوان فرنسا اليهودية وهذا يعني ان فرنسا تهودت فالأفضل هو تسمية فرنسا واليهودية او فرنسا والصهيونية لان هدف الكاتب ابراز الدور الفرنسي الداعم للمشروع اليهودي في فلسطين. وايضا لاحظ ابو النصر ذكر كثير لتعريف الشخصيات في نص الكتاب والافضل كان ان يأتي تعريف في متن الكتاب كي لا يأخذ من مساحة وحجم الكتاب الرئيسية والاكتفاء بوضع التعريفات في الهوامش. واكد ابو النصر ان كل ما جاء من ملاحظات لا ينقص من قيمة بالعكس هو اضافة ، والكتاب غني جدا بالمعلومات الهامة والتي تحتاج إلى قراءة معمقة ، واكد على ان الدبش حقق اختراق بطروحاته وفي كتبه السابقة التي اثارت الجدل فجعلت هناك عصف فكري بين المختلفين انتجت حالة من التفاكر الثقافي الذي يجعلنا دائما نبحث عن الحقيقة. ويذكر انه حضر الندوة لفيف من الكتاب والمثقفين والمهتمين وتم مناقشة الكتاب من مختلف الجوانب وتخلل الندوة افطار جماعي في اخر يوم من شهر رمضان. |